كانت الظروف الدولية (كورونا) والإقليمية (أمن الساحل) والوطنية (محدودية الموارد) أكبر تحدي واجه الرئيس محمد الشيخ الغزواني القادم حديثا إلى كرسي الرئاسة في نواكشوط، إضافة إلى مجموعة أخرى من العوائق منها ما هو بنيوي يستعصي على الحل في ظرف زماني وجيز..
في واقع كهذا كان البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية على المحك، فقد فرض "كورونا" على الجميع تغييرا في الأجندات، وإعادة ترتيب الأولويات، وتأجيل كل المشاريع غير المرتبطة بالجائحة..
لسنا هنا بصدد الحديث عن المكاسب التي تحققت في قطاعات الصحة، والتجهيز والنقل، والأمن، والزراعة والتعليم، والتنمية، فتلك شواهدها شاخصة وإن لم تجد حظها من الإعلام، لكنها في النهاية جزء من مشروع دولة ومجتمع يحمله الرئيس غزواني، ومن أجله جاء، ومتابعة تنفيذه تدخل ضمن أولوياته..
وعموما فإن عجلة تنفيذ البرنامج التنموي لم تتوقف، بالتزامن مع الإجراءات المتخذة لمواجهة تداعيات الوباء على الفئات الأكثر فقرا، والتي من بينها على سبيل المثال: التوزيعات النقدية التي قاربت 10 مليارات أوقية، والإعفاء الضريبي للمواد الأساسية وتحمل تكاليف الماء في الوسط الريفي، وتوزيع السلال الغذائية على آلاف الأسر المحتاجة... إلخ.. وهي إجراءات أصر رئيس الجمهورية شخصيا على اتخاذها وواكب تنفيذها يوما بعد يوم..
وفي الجانب الاجتماعي دائما فقد تم لأول مرة في تاريخ موريتانيا تأمين 100 ألف أسرة فقيرة أي ما يناهز 620 ألف مواطن سيستفيدون من تأمين صحي شامل، ودفع إعانات شهرية لأسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى زيادة تعويضات المتعاقدين بنسبة 100 في المائة وصرفها شهريا بدل ثلاثة أشهر، وشهد شهر يناير الجاري أو عملية صرف لمعاشات هؤلاء بعد الزيادة، كما شهد صرف زيادة رواتب جميع العاملين بقطاع الصحة التي أعلنها رئيس الجمهورية في خطابه الأخير..
إن ما تحقق حتى الآن في الجانب الاجتماعي خاصة وفي هذه الظروف الاستثنائية الصعبة دوليا وإقليميا، يؤكد من جديد جدية مشروع رئيس الجمهورية، وقربه من المواطن، وانحيازه الدائم للطبقات الفقيرة، شعورا بالمسؤولية، وأداء للواجب الديني والوطني..
صحيح أن ثمة تقصيرا غير مبرر في أداء المنظومة الإعلامية، أمام حملات التشكيك والتخوين التي لم تتوقف، لكن الواقع يبقى أعدل شاهد، ولسان حال الفقراء الموريتانيين خير ناطق بالحقيقة الساطعة سطوع شمس الظهيرة في رابعة النهار..
البديل