من نافلة القول إن دور المدرس ، هو حجر الزاوية في العملية التربوية ، ولا نأتي بجديد إذا قلنا إن تحسين ظروف المعلم والأستاذ ركن لايمكن تجاوزه بأي حال في إطار عملية الإصلاح .
لكن ما ينبغي على المدرسين فهمه ، هو أنهم يتحملون جانبا هاما من مسؤولية فشل أو نجاح أي مسار إصلاحي ، خاصة عندما نقارن الحقوق بالواجبات بشكل موضوعي ، بعيدا عن المؤثرات الأخرى ، التي تم التخلي عن معظمها هنا على المستوى المركزي وظلت تعشعش في القواعد والأطراف .
إن تبني المدرسين لنظرية (كلما يأتي من الوزارة فهو باطل) ، أو يفترض فيه ذلك ، هي نظرية متقادمة حدالتخلف ومدعاة للسخرية والشفقة ، وحبذا لو أدرك المندفعون إلى هذه النظرية ، أنه لايمكن لكل حق مهما كان ملحا وضروريا ، مثل احتياجات المدرسين ، أن يتحقق دفعة واحدة ، وبدون ممهدات ، تلك سنة الله في خلق الأشياء ، أن يأتي كل شيئ في هذا الكون متدرجا.
وهكذا تعكف وزارة التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح ، على مسار إصلاحي لايمكن أن يخلو من عثرات ، بحكم التراكمات الكبيرة للإخفاقات في هذا القطاع ، وشح الموارد وكثرة وتشعب المشاكل المطروحة ، وبهذا المعنى ندرك بكل بساطة لو تحلينا بشيئ من الموضوعية كمدرسين أن العملية ليست سهلة ، وأنهاتستحق إعطاء أكثر من فرصة لتنفيذ مقتضيات الإصلاح ، وأنناكمدرسين وحجر زاوية هذه العملية نتحمل جزأ كبيرا من مسؤولية المشاركة في هذا المسار ومواكبته ، حتى يتسنى لنا في النهاية الحكم عليه بشكل عقلاني من زاوية النجاح أو الفشل .
أمااستباق الأحداث ومحاولة إرباك مسار الإصلاح بطريقة إستباقية ، تفترض الأسوأ وتتوقعه في كل شيئ ، فذلك ينم عن قصور في التصور وضعف في إمكانية التوقع والفهم والإستعاب نربأ بمدرسينا الأفاضل عن النزول إليه .
فخلال الفترة القصيرة نسبيا من مأمورية هذا النظام ، تحققت بعض المطالب التي لايستطيع المدرسون نكرانها ، رغم ظروف الجائحة الكونية . نعم ما تحقق قليل بالمقارنة مع حجم النواقص الهائل ، ولكنه في جميع الأحوال خطوة في الإتجاه السليم ، ينبغي احتسابها وفسح الطريق أمام الإصلاح حتى يتحقق المزيد أو يحدث الفشل ، وساعتها نصدر الأحكام عن بينة ، ثم نرتب عليها المواقف المناسبة . أما افتراض السوء في كل شيئ ووضع العراقيل وإثارة الفوضى حتى على الشركاء الدوليين (ماحدث في النعمة يوم أمس ) ، فتلك مسلكيات غير متحضرة ولا تخدم المسار وليست من مصلحة أحد .
امهادي الناجي محمد الأمين