إن مما لا شك فيه أن ملامح هذا النظام الوطني الذي يقوده فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قد تحددت من خلال خطاب إعلان الترشح في ملعب شيخيا ولد بيديه ذالك الخطاب التاريخي المنتمي للشعب والأرض والتاريخ
عند ماوقف فخامة رئيس الجمهورية على مسافة واحدة من كل الحقب والمدارس والأجيال والأنظمة والمكونات الإجتماعية فأوصل بذالك حلقة كانت مفقودة بين ماضي موريتانيا وحاضرها واجيالها المختلفة وانظمتها السياسية المتعددة مثمنالكل نظام ما انجزه في إطار المشروع الوطني الكبير فرد الإعتبار لجيل التأسيس والأجيال اللاحقة باعتبارهم اجتهدو وفق ظروفهم فمن اصاب فله أجران ومن اخطأ فله اجر إجتهاده بلغة الفقهاء
.
وانطلاقا من مضامين ذالك الخطاب نال فخامة رئيس الجمهورية لأول مرة في التاريخ السياسي الوطني لقب مرشح الإجماع الوطني عند الترشح وبعد النجاح نال شرف لقب رئيس الوفاق والأخلاق.!!!
وهي مفردات دخلت القاموس السياسي الوطني لأول مرة في التاريخ فقد أدرك الشعب الموريتاني عن بكرة ابيه أنه أمام رئيس مختلف تماما شعاره الميزان الذي يرمز للعدل والمساواة وهدفه وغايته بناء موريتانيا المتصالحة مع ذاتها وهويتها الحضارية واجيالها المختلفة والمستوعبة لكل ابنائها ومدارسها الفكرية والسياسية ومكوناتها الإجتماعية والغنية بتنوعها الثقافي والإجتماعي كمصدر خصوبة وثراء وغنى لامصدر توتر وشقاء كما أراد السفهاء من الناس؟؟
وبذالك وجدت موريتانيا القائد الوطني المنتمي للأرض والشعب والتاريخ والمنحاز فعلا لا قولا للشرائح الإجتماعية الهشةوالذي يمتلك الرؤية الإستراتجية الواضحة والحكمة والإرادة السياسية الناضجة كما يمتلك المصداقية التي تطمئن الشركاء في الداخل والخارج على صدق التزاماته وتعهداته.
وهذه فرصة نادرة من الله بها على الشعب الموريتاني وعليه الإستفادة منها عبر تكوين جبهة وطنية مندمجة تعمل وفق المشتركات الوطنية وترشد الحياة الحزبية والسياسية في البلدبعد عقود من التمييع والتشظي الحزبي والإجتماعي العبثي
الذي جعل دولة صغيرة مثل موريتانيا هي الدولة رقم واحد في العالم اجمع من حيث عدد الأحزاب السياسية الكرتونية !!!
وقد تمت ترجمة ذالك الخطاب التاريخي التصالحي من خلال الخطوات التالية...
،
1 الإنفتاح على المعارضة الوطنية لأول مرة في التاريخ حيث استدعيت كلها لحضور حفل مهرجان المدن القديمة في شنقيط بما لشنقيط من رمزية تاريخية ودلالة وطنية جامعة،؟
ثم استدعيت كذالك لحفل عيد الإستقلال الوطني في مدينة اكجوجت التي تحولت في ذالك اليوم المفصلي الى مجسم مصغر لموريتانيا الكبرى بكل مكوناتها السياسية والإجتماعية فحضر جميع الرؤساء السابقون إلا من ابى وآثر محاولات التشويش على الإجماع الوطني ؟!!!!
كما حضر جميع الوزراء السابقون الأول لذالك العرس الوطني
الذي أسس لمرحلة جديدة وفاصلة بين نهج الإقصاء والتهميش وعهد الإجماع الوطني والروح التشاركية
. وبذالك انتقلت المعارضة الوطنية من دور المراقب الناقد المحاصر والمخون والمشيطن إلى دور الشريك الوطني الحاضر في كل شيئ والممثل في الرئاية والوزارة والمؤسسات الحقوقية والإعلامية الرسمية والشريك الفعلي في الحوار الوطني حول مختلف القضايا الوطنية ،وهذه سابقة لم تحدث قبل الرئيس غزواني إطلاقا!!!
2قبول الأغلبية الرئاسية في البرلمان للوثيقة التي تقدمت بها احزاب المعارضة بخصوص التحقيق في فساد العشرية بعد الخرجة الإعلامية التي اعترف فيها الرئيس السابق بالثراء
دون ان يحدد مصدره أو يبرر وجوده أصلا وبعد المقابلة التي اجراها السيناتور السابق ولد الغده وكشف فيها بلغة الأرقام عن فساد كبير في مجال الطاقة وهذا التعاطي الإجابي مع مطالب المعارضة ظاهرة جديدة وسابقة في تاريخنا السياسي.
3. ...الدخول الفعلي لأول مرة في تنفيذ مشروع اللامركزية في موريتانيا من خلال بنا المقرات في جميع الولايات وشراء سيارات للرؤساء وجعل رئيس الجهة هو الآمر بالصرف بدل الوالي وتشريع"رابطة المستشارين الجهويين الموريتانيين"كمرفق يضم كافة المستشارين الجهويين في البلد ويعمل من اجل تعزيز اللامركزية والدفاع عن حقوق المستشار
وهذه خطوات مهمة في إطار السير قدما نحول تفعيل الجهات عبر صرف الميزانيات ونقل الصلاحيات وتعديل القانون المنظم للجهات الذي قاسها على البلديات وهو قياس مع وجود الفارق لا يجوز بحال من الأحوال وكذالك تغيير مرسوم وزير الداخلية حينها المتعلق بالعلاوات والذي يتناقض مع نص القانون ومع مكانة المجلس الجهوي المنتخب من الشعب !!
4 الإنحياز الفعلي للشرائح الإجتماعية الأكثر هشاشة عبر وكالة تآزر وغيرها حيث تم التكفل بمئات الآلاف من الأسر الفقيرة وحصلت ميئات الآلالف على التأمين الصحي "اكنام"لأول مرة في التاريخ الوطني.!!!
5. إنقاذ الشرف العسكري وإنصاف العسكريين المتقاعدين لأول مرة في التاريخ عبررفع نسبة معاش تقاعدهم إلى 100% بالنسبة لجميع الأسلاك من الجيش والدرك والحرس والشرطة وقد استفاد من هذا القرار 200الف إنسان
ونفس الشيئ تم بالنسبة لأرامل العسكريين وجعل تأمينهن الصحي مدى الحياة بعد ان كان يقطع بعد سنوات قليلة من وفاة الأب!!!
وقد ثمن رئيس رابطة قدامي ومتقاعدي الجييش الوطني "عمران" المقدم أن ولد ابراهيم هذه الزيادة وشكر عليها فخامة رئيس الجمهورية وقائد الأركان ووزير الدفاع مذكرا بأن رابطتهم " عمران تغطي كافة التراب الوطني وانها تقوم بتمويل مشاريع صغيرة مدرة للدخل بالنسبة لبعض الأسر الفقيرة.. كما ثمنها الضابط المتقاعد قاسم ولد محمد عبد الله من الهندسة العسكرية سابقا ووصفها بالقرار التاريخي الذي انقذ الشرف العسكري من الفاقه والضياع
وفي الختام فإن المطلوب هو ان يكون الجهاز الحكومي مرآة عاكسة بالفعل لهذه الإنجازات الكبرى والتوجيهات النيرة وان تكون هناك مواكبة إعلامية مدروسة لهذه التحولات والإنجازات الكبري !!!
الكاتب الصحفي سيدي الخير الناتي الحاج احمد