عند ما سمعت ادبييه يتحدث بمضض عن تدخل الوزير المالطي في شأن الليبي والذي يشكل غيض من فيض من التدخلات الاجنبية في شؤون الليبيين بعد فبراير ، تذكرت أحد مواقف القائد في معاملة من يحاول التطاول على ليبيا و الليبيين ، هذا الموقف يعود إلي زمن الحصار الظالم الذي تم فرضه علي ليبيا بسبب قضية لوكربي ، حينها كانت تشكل مالطا أحد أهم المنافذ لليبيين لتنقل والتواصل مع العالم، كان يتولي منصب رئيس الوزارء المالطي " إدي فينيش أدامي " من الحزب الوطني المالطي ، في مطلع عام 1996م زار السيد " إدي فينيش أدامي " بريطانيا وكان كل تركيزه على انضمام مالطا للمجموعة الأوروبية فاقترح " أدي أدامي " على الحكومة البريطانية التالي :
," نحن مستعدون لاغلاق منافذنا البحرية مع ليبيا، و وضع قيود مشددة على حركة تنقل الأفراد و السلع من مالطا إلي ليبيا مقابل الحصول على دعم الحكومة الانجليزية لطلب مالطا بأن تكون من ضمن الإتحاد الأوروبي " ، ما قاله رئيس وزارء مالطا مع الانجليز بخصوص إغلاق المنافذ المالطية أمام ليبيا و الليبيين ، كان على طاولة القائد ضمن التقرير الصباحي المقدم من الأمن الخارجي ..
فورا صدر الامر لأمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال برئيس وزراء مالطا لدعوته لزيارة الجماهيرية العظمى لأمر مهم ، ولم تمض أيام قليلة حتى وصل معالي رئيس الوزار المالطي السيد " أدي أدامي " في تلك الأثناء كان القائد في خيمته مع بعض أعضاء القيادات الشعبية يناقشون بعض الأمور تتعلق بالإعداد لمجموعة من اللقاءات الشعبية لاستكمال ما عرف بتحصين الجبهة الداخلية، التي عكف القائد على القيام بها خلال فترة الحصار، من خلال الالتقاء المباشر مع فاعليات المدن والقبائل ، جاء رد القائد " أنا مشغول " بما هو أهم من اللقاء رئيس وزارء مالطا ، تم استقبال الوزير المالطي من طرف أمين اللجنة الشعبية العامة، و ابلاغه بأن القائد مشغول ببعض الأمور الطارئة، و هو خارج طرابلس ، بعد أيام من الأنتظار تم ترتيب اللقاء له مع القائد في المربعات كانت مدة اللقاء خمس دقائق جاء الحوار من طرف القائد
" صار تبي تصكر علي ليبيا و على الليبيين ، تو انشوفوا الإنتخابات الجايه "
#انتهي_الكلام_واللقاء ..
و بعد أيام من مغادرة السيد " أدامي " طرابلس تم توجيه دعوة لرئيس حزب العمال المالطي من طرف المنسق العام لمكتب الاتصال باللجان الثورية المرحوم محمد المجدوب ، وصل السيد " ألفريد سانت " و تم ابلاغه عليه أن يكون مستعد لتولي منصب رئيس الحكومة المالطية ، أبحر ألفريد إلى فالتيتا على متن غرناطة، و اجتمع بفعاليات حزبه واخبرهم أنه يحمل لهم أخبار سارة من ليبيا فالقذافي وافق على أن نفوز بالانتخابات القادمة و جاء اعلان نتائج الإنتخابات في 28-10-1996 إفرنجي يزف خبر إنتصار حزب العمال فخرج أنصار الحزب إلى الشوراع ، و صادف خروجهم مرور طالب الليبي في الشارع، فرفعوه على أكتافهم، و هم "يرددون لقد فزنا في الإنتخابات، فرد عليهم أنا ليبي ما علاقتي بكم، فقالوا له القذافي هو من صنع هذا الإنتصار " ..
هكذا كنا و كانت بلادنا في زمن القائد الشهيد معمر القذافي ، و ما عبر عن ادبييه هذا حالنا في زمن فبراير المجيد .
https://aljabhaalshaabiya.org/single-blog/32323223