سلطت وسائل الإعلام الفرنسية، اليوم السبت، الضوء على رغبة تركيا في استعادة العلاقات مع مصر، موضحة أن أنقرة تسعى جاهدة نحو كسر عزلتها الإقليمية.
وذكرت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية، أن تركيا ضاعفت في الأسابيع الأخيرة تصريحاتها التى تخطب ود مصر، ذاكرة أن العلاقات بين البلدين توترت إلى حد كبير منذ عام 2013 حين دعمت تركيا جماعة الإخوان المسلمين، واستضافت العديد من أعضاء الجماعة الإرهابية.
وأوضحت الإذاعة الفرنسية، أن الخلافات مع مصر أدت إلى إضعاف السياسة الإقليمية لتركيا، مرجعة المحاولات التركية المضنية لاستئناف العلاقات مع مصر، إلى المصالح المشتركة في شرق البحر المتوسط، مشيرة إلى اعتقاد المسؤولين الأتراك، أن التقارب مع القاهرة سيخدم مصالحهم في قضيتين رئيسيتين على الأقل وهما تقاسم موارد الغاز في شرق البحر المتوسط والوضع في ليبيا.
ولفتت الإذاعة الفرنسية، إلى تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو التى قال فيها إن بلاده مستعدة للتفاوض على اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع مصر في منطقة شرق المتوسط.
كما رأت الإذاعة الفرنسية أنه منذ وصول جو بايدن للرئاسة في الولايات المتحدة، تسعى تركيا لكسر عزلتها في المنطقة، حيث تريد تركيا أيضا إصلاح العلاقات مع السعودية والإمارات.
من جهتها، قالت صحيفة "لوفيجارو "الفرنسية، تحت عنوان "تركيا تأمل في تعزيز الاتصالات الدبلوماسية مع مصر"، إن تركيا كثفت إيماءاتها بالانفتاح على تحسين علاقاتها تجاه مصر، داعية إلى "تعزيز" الاتصالات لإنهاء ما يقرب من عقد من الأزمة، حيث تسعى أنقرة لكسر عزلتها الإقليمية.
وأضافت الصحيفة أن أنقرة تشن حملة دبلوماسية منذ عدة أسابيع لإصلاح علاقاتها مع القاهرة، والتي تدهورت بشكل حاد منذ عام 2013.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن تلك الجهود هذه تأتي في إطار سياق تسعى فيه أنقرة للخروج من عزلتها الدبلوماسية في شرق البحر المتوسط، فقد أدى اكتشاف حقول كبيرة من الغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة إلى انخراط الدول المشاطئة في أُطر تعاون، بينما تشعر تركيا أنها مستبعدة منها.
وذكرت الصحيفة الفرنسية، أن أنقرة تراقب الأنشطة الدبلوماسية الناجحة لمصر منذ عدة أسابيع في المنطقة، موضحة أن تركيا ظلت حتى الآن مكتوفة الأيدي، قائلة إنه منذ أن أبرمت مصر اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع اليونان تشعر تركيا بالاستياء.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن قبرص واليونان ومصر وإسرائيل والأردن وإيطاليا والسلطات الفلسطينية، أقاموا "منتدى غاز شرق المتوسط" في عام 2019، ولم يشمل تركيا، وبسبب شعورها بأنها منبوذة، كثفت أنقرة عمليات التنقيب الاستكشافية أحادية الجانب منذ العام الماضي، ما أثار غضب الدول المجاورة.
وعلى الصعيد الدولي، تعمل أنقرة على تهدئة علاقاتها مع جيرانها الآخرين في شرق البحر المتوسط، مثل اليونان وإسرائيل.
الشروق الجزائرية