على وقع هزيمة أدواتها من التنظيمات الإرهابية ومع كل انكسار لهم خلال السنوات السابقة أمام الجيش العربي السوري لجأت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا ومن خلفهما كيان العدو الإسرائيلي لتركيب مسرحيات عن استخدام الجيش للأسلحة الكيمائية بهدف إطالة أمد العدوان وفتح فصول جديدة لتحقيق ما عجز الإرهابيون عنه في تدمير الدولة السورية.
وبعد عشر سنوات من الحرب على سورية لم تزل الدول الراعية للإرهاب تدعم وتنسق عمليا لتنفيذ فبركات ومسرحيات تحاكي اعتداءات بالأسلحة الكيمائية على المدنيين في مناطق انتشار الارهابيين في إدلب معتمدين في ذلك على ماكينة إعلامية تبث أفلاماً ومشاهد دعائية كاذبة حول أحداث مختلقة ومجازر إما ارتكبوها هم أو زعموا وقوعها بغية إلصاق التهمة بالجيش العربي السوري الذي يقاتل الإرهاب نيابة عن العالم.
وبرزت الادعاءات حول استخدام أسلحة كيميائية في سورية بعد أن نجحت في إنهاء وتدمير برنامج الأسلحة الكيميائية وبعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية واستعادة السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي السورية.
وأكدت سورية أكثر من مرة أن واشنطن وحلفاءها حولوا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى منبر لتصفية حساباتهم السياسية مع بعض الدول مستخدمين أساليب الضغط والترهيب للحصول على الأصوات الكافية لاستهداف سورية وغيرها من الدول التي لا تتماشى مع نهجها.
محاولات التنظيمات الإرهابية ومشغليها في الخارج تتجدد بين الحين والآخر لنسج أكاذيبها حول استخدام السلاح الكيميائي في عدة مناطق في إدلب لاتهام الجيش العربي السوري وتوفير الذرائع لعدوان أمريكي غربي على سورية مستندة كما جرت العادة على إرهابيي “الخوذ البيضاء” وأجهزة استخبارات وخبراء من عدة دول غربية وعربية.
الروايات الزائفة للتنظيمات الإرهابية وإرهابيي “الخوذ البيضاء” ومن يقف وراءها حول استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية وخان شيخون وغيرهما لاتهام الجيش بذلك تكذبها الوقائع وتقارير العديد من المنظمات الدولية ولا سيما “مؤسسة الشجاعة” التي أكدت في بيان بتاريخ 8-2-2021 أن تقرير حادثة دوما المزعومة عام 2018 يثير الشكوك وعدم الوثوق بجميع تقارير المنظمة المماثلة بما فيها تقرير حادثة خان شيخون المزعومة 2017 وغيره.
ومع فشل العدوان عبر أدوات الإرهاب العالمي وبعد سنوات من التصعيد والجرائم الفظيعة بحق الإنسانية التي ارتكبها الإرهابيون من دون أن ينالوا من السوريين ومواقفهم الوطنية كان لا بد من توجه بعض الدول الغربية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والتلاعب بنصوص الاتفاقية وممارسة الضغوط على الدول الأعضاء فيها وابتزازها لاستصدار قرار غير شرعي يقضي بإنشاء آلية ما يسمى “فريق التحقيق وتحديد الهوية” وهو ما وصفته سورية على لسان مندوبها إلى الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن في الرابع من الشهر الجاري بأنه “سابقة خطيرة بتفويض منظمة فنية بصلاحيات إجراء تحقيقات جنائية وقانونية لتحديد هوية المسؤولين عن حالات استخدام أسلحة كيميائية في تجاوز واضح لاختصاص مجلس الأمن”.
وبعد سنوات من النفي والتواري وبعد افتضاح أدوارها المباشرة في دعم التنظيمات الإرهابية وعلى وقع الانتصارات الحاسمة للجيش على الإرهاب واندحار المجاميع الإرهابية وخاصة في ريف القنيطرة وتضاؤل الرهانات عليها في تنفيذ مخططاتها في سورية أقرت وسائل إعلام الكيان الصهيوني بدور الاحتلال الإسرائيلي في الفبركات والمسرحيات التي كانت تنفذها وتسوقها التنظيمات الإرهابية حول استخدام السلاح الكيميائي.
الاعتراف جاء عبر القناة “12” في تقرير متلفز بأن حكومة الكيان الصهيوني هي من تقف وراء فبركة مسرحيات استخدام الجيش العربي السوري للسلاح الكيميائي ضد المدنيين في المناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية بالتعاون مع إرهابيي “الخوذ البيضاء” لذين دربوا المجموعات الإرهابية لتنفيذ تلك المسرحيات التي أوكلت لوسائل الإعلام الغربية والخليجية تسويقها لتكون ذرائع للولايات المتحدة وبعض الدول الغربية لتنفيذ عدوان عسكري على الدولة السورية يمهد الطريق أمام أدواتها ومرتزقتها من مجاميع الإرهاب للتمدد والسيطرة.
إن الدول الداعمة للإرهاب والتي تزعم تحملها مسؤولية صون السلم والأمن الدوليين وفي مقدمتها الولايات المتحدة لم تأبه يوماً بحقوق إنسان ولا برفاه شعوب ولا بسيادة دول بل انتهجت على مدى قرون سلوكا غير أخلاقي يقوم على التلاعب بمبادئ وأحكام الميثاق والقانون الدولي لتحقيق أجندة استعمارية عدوانية تتمثل بشرعنة التدخل الخارجي وهي أمور لا تخفى على السوريين الذي يقفون بحزم خلف جيشهم في أداء واجبه الوطني بعزيمة لا تلين وإيمان بحتمية الانتصار ويعملون بكل تصميم وإصرار حتى تحقيق النصر وضمان مستقبل مشرق لأبنائهم.
عدنان الأخرس- سانا