نقلاً عن مصادر عليمةٍ في المنظومة الأمنيّة في تل أبيب اعتبرت خبيرة عسكرية إسرائيلية، أنّ الـ”ثورة السورية”، أثبتت فشلاً في التنبؤ الاستخباري في ما يتعلق بسوريّة، الأمر الذي تسبب بحرج شديد داخل إسرائيل، على حدّ قولها.
وأكّدت أنّ أيا من أجهزة مخابرات إسرائيل، لم تستطع توقع الأحداث الداخلية والمفاجئة في سوريّة، فضلاً عن الحرب التي استمرت لسنوات عديدة.
وأضافت ليلاخ شوفال بمقالها في صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، الموالية لرئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، أضافت أنه “من الناحية العملية، حطمت الانتفاضة الشعبية في سوريّة تصور إسرائيل للأمن، ففي البداية، على ما يبدو، كان يأمل الإسرائيليون أنْ تهدأ الاحتجاجات في سوريّة كما بدأت، لكن سرعان ما اتضح أن الواقع أكثر تعقيدًا، وزاد عدد اللاعبين والمصالح في سوريّة مع مرور الوقت”.
وأوضحت، نقلاً عن المصادر ذاتها، أنّه “بعد الصدمة الأوليّة، ساد الرأي في قيادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في ما عبّر عنه وزير الأمن آنذاك إيهود باراك بأن زمن حكم الرئيس السوري بشار الأسد بات محدودًا، وأن سقوطه مسألة وقت فقط، لكن إسرائيل احتاجت إلى وقت طويل لصياغة سياستها تجاه سوريّة، وبدا لفترة طويلة أنها لا تجري التعديلات اللازمة”.
وأشارت في “تحليلها” بمناسبة مرور عقدٍ من الزمن على بدء الحرب الأهليّة السوريّة، أشارت إلى أنّ “من الأمثلة البارزة على ذلك أن قوات الجيش الإسرائيلي واصلت التدرب على غزوات الجيش السوري الذي لم يعد قائما، في حين استمرت الجاهزية الأمنية على طول الحدود، بزعم أنها مهددة بخطر لم يعد موجودا من الناحية العملية، فضلا عن جمع أخبار ومعلومات استخبارية عن تهديدات جديدة على شكل مسلحين مختلفين على حدودها، بما في ذلك داعش وجبهة النصرة”.
وأوضحت أنّ “القادة الإسرائيليين على الأرض، أجروا مباحثات مكثفة للتعرف على واقع الفوضى العارمة في قيادة المنطقة الشمالية العليا، وحاول مسؤولو الجيش الإسرائيلي تنظيم المنطقة، كي يساعد، من بين أمور أخرى، في تدفق المعلومات الاستخباراتية”.
وأشارت إلى أنّ “ما يثير استياء إسرائيل أن حزب الله يخوض عملية إعادة تأهيل الجيش السوري بشكل أساسي من خلال هيئة تُعرف بـ”القيادة الجنوبية”، تساعد السوريين على التعافي، وجلب مواردها لهذا الغرض، والخوف الإسرائيلي من محاولة حزب الله فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل على الحدود السورية، دون إغفال أن هناك توترًا كبيرًا عبر الحدود بين روسيا وإيران، وكل منهما معنية بتعزيز نفوذها وتعزيز مصالحها في سوريّة”.
وخلُصت إلى القول إنّ “الاستقرار في سوريّة غير مضمون لفترة طويلة، لأنّ الرئيس الأسد عزز حكمه، وليس هناك شك في أن سوريّة بأكملها، والمنطقة القريبة من الحدود على وجه الخصوص، ستظل منطقة غير مستقرة ومنكوبة لسنوات عديدة قادمة. لذلك فإنّ التنبؤ بالأحداث، القريبة أو البعيدة، يميل في النهاية إلى الصفر بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية”، كما قالت الخبيرة التي اعتمدت على المصادر العليمة في المؤسسة الأمنيّة بتل أبيب.
رأي اليوم