عادت العلاقات بين الرباط ونواكشوط الى تسجيل هزة دبلوماسية جديدة شبيهة بالهزات التي كانت عليها إبان فترة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، وقد ألغت الرباط الأسبوع الماضي زيارة لوزير خارجية نواكشوط إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ومرت العلاقات بين المغرب وموريتانيا بفترات عصيبة إبان فترة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وكانت شبه مقطوعة باستثناء بعض الزيارات التي كان يقوم بها مسؤولون من الدرجة الثانية لتصريف بعض الاتفاقيات الثانوية.
وابتهج المغاربة بوصول محمد ولد الشيخ ولد الغزواني الى رئاسة البلاد، وارتفع شعور المصالحة بعد الاتصال الهاتفي بين ملك المملكة الشريفة محمد السادس والرئيس الموريتاني الغزواني، وأكد الديوان الملكي خلال نوفمبر الماضي عزم الملك زيارة نواكشوط.
ونشرت الصحافة المغربية طيلة الأسابيع الماضية أخبارا نسبتها الى مصادر شبه رسمية في الرباط تتحدث عن احتمال تجميد موريتانيا الاعتراف بالدولة التي أعلنتها جبهة البوليساريو لتكون محايدة في نزاع الصحراء الغربية.
وفجأة غاب شهر العسل في العلاقات بين الجارين، وسيطر سوء تفاهم دفع وبدون سابق إنذار بالرباط الى إلغاء زيارة وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وكان الدبلوماسي الموريتاني يقوم بجولة مغاربية شملت الجزائر وتونس وليبيا ولم تشمل المغرب الذي جمد الزيارة الأربعاء الماضي، وتسعى موريتانيا الى تحريك مياه اتحاد المغربي العربي، ويوجد امتعاض في نواكشوط بأن الرفض المغربي هو بمثابة تهميش للمبادرة الموريتانية، ويعتقد الموريتانيون أن المغرب اعتاد تهميش أي مبادرة إقليمية تأتي من نواكشوط بحكم أنه الشقيق الأكبر.
وفي ظل الصمت في العاصمتين، الغالب هو أن المغرب ألغى الزيارة لأن موريتانيا رغبت في دور وساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو، وكان الرئيس الموريتاني قد استقبل البشير مصطفى السيد مستشار رئاسة جبهة البوليساريو يوم 24 مارس الماضي وبحث معه النزاع.
ولم ينجح البلدان في إيجاد أرضية واضحة للحوار رغم فرض التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي والمشاكل المشتركة التي تتجلى في تحديات الهجرة والإرهاب، وباستثناء بصيص الأمل في التقارب والتنسيق، يبدو أن العلاقات بين الرباط ونواكشوط قد استعادت تلك الأجواء التي سادت إبان حقبة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وتحتاج الى مبادرات جديدة قد تتأخر كثيرا.
رأي اليوم