إعلان

تابعنا على فيسبوك

د. موسى ابراهيم يتحدث لـ"البديل" عن المصالحة الليبية ومستقبل سيف الإسلام وأبعاد المؤامرة على ليبيا 2011

اثنين, 19/04/2021 - 23:47

د. موسى ابراهيم شاب ليبي قفز إلى صدارة المشهد الإعلامي العربي والدولي، أثناء غزو الناتو لليبيا، بخرجاته اليومية أمام الإعلام العالمي، ناطقا باسم الحكومة، ضيفا على نشرات وبرامج الفضائيات العربية والأجنبية، مصدرا رسميا للأخبار، وقارئا جيدا للأحداث..

يحمل د. موسى ابراهيم شهادة الدكتوراه في الفنون الرقمية من جامعة لندن، وماجستير في الفلسفة والتصوف والفقه الإسلامي، وباكلوريوس في التنمية الاقتصادية والسياسية..

"البديل" أجرت لقاء عن بعد مع د. موسى ابراهيم حول أوضاع ليبيا والمنطقة العربية، فكان الحوار التالي:

مرت على ليبيا 10 سنوات لما يسمونه ثورة "فبراير" والبلاد تعيش حالة انقسام فعلية إلى ثلاث أقاليم "شرقية، وغربية، وجنوبية" هل ترون أن الليبيين كانوا ضحية لشعارات الثورة والحرية والانفتاح؟ وبم تردون على من يقول بأن ما يحدث هو المخاض الطبيعي لدولة الحرية والقانون؟

د. موسى ابراهيم: من تابع مؤتمراتي الصحفية اليومية الدولية عل مدى ثمانية أشهر من المواجهة الإعلامية والفكرية الشرسة، سيلاحظ أننا امتلكنا قوتين لا يمكن لأحد أن يجحدهما.

القوة الأولى هي القوة التحليلية التوضيحية بمعنى أننا قدمنا، تحليلا وتوضيحا لما كان يجري في ليبيا بالأرقام والوثائق والفيديوهات والشهادات التي أثبت الوضع بعد ذلك أنها كانت معلومات دقيقة، وشهادات صحيحة ونظرة عميقة لما كان يجري في البلد.

القوة الثانية هي القوة التنبؤية التوقعية المستقبلية بمعنى أننا قلنا إنما سيحدث في ليبيا هو كذا، وكذا على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والسكاني..

أثبت الوقت أيضا أننا كنا صادقين في توقعاتنا، وما حدث في ليبيا منذ 2011 يؤكد مصداقية قوتنا التحليلية والتنبؤية..

طبعا من يملك هاتين القوتين يملك الحقيقة ولاشك، وهما من أفضل العلامات الدالة على صدق الموقف الفكري والأخلاقي والواقعي..

ما حدث في ليبيا مخطط خارجي كان يعد له لسنوات طويلة ناتج عن الموقف التقدمي التحرري  للمنظومة السياسية الحاكمة في ليبيا، هذا المخطط استفاد من وجود ضعف في الجبهة الداخلية الليبية تتعلق بالإدارة السياسية والاقتصادية وغيرها، هذه الأسباب كانت في نطاق المعقول، وكان من الممكن تجاوزها داخليا ومعالجتها تدريجيا، وبطريقة  تضمن سلامة البلد، لكن شدة المخطط الخارجي وتصميم العدو الأجنبي على أن يدمر البلد، ويدمر المنظومة السياسية التحررية في ليبيا، وكذلك انهيار أنظمة أخرى مجاورة، هيأ المناخ لأن تكون المؤامرة ناجحة 2011 بعد أن فشلت لسنوات طويلة..

لنتذكر أن ليبيا تعرضت للتآمر والتخطيط الخارجي عاما بعد عام على مدى عقود من الزمن، نتيجة لمواقفها المبدئية الواضحة من القضية العربية والقضايا الإسلامية، ونتيجة في المرحلة الأخيرة للمشروع التحرري الإفريقي الذي كانت تقوده ليبيا بقيادة الشهيد معمر القذافي، المشروع الخطير الذي كان يهدف لتأسيس المصرف المركزي الإفريقي ومنظمة الموارد الطبيعية الإفريقية، وإصدار الدينار الذهبي الإفريقي، والتخلص تماما من التبعية للغرب اقتصاديا وسياسيا.

الغرب كان يعرف هذا، وفي مفاوضاتنا ونقاشاتنا مع الوسطاء الدوليين 2011 كانت هذه  النقاط، كانت هذه المعارك التحررية، كانت هذه المشاريع العربية والإفريقية، والإسلامية، دائما تطرح على طاولة النقاش وتقدم على أنها أحد أسباب العداوة بين النظام الثوري الليبي والمنظومة الغربية الرأسمالية العالمية..

أين أنتم من ما يجري من محاولات المصالحة الوطنية في ليبيا؟ وهل تعلقون أملا على حكومة جنيف الحالية؟

د. موسى ابراهيم: نحن لم يتغير موقفنا من المصالحة الحقيقية بين أطياف الشعب الليبي منذ العام 2011  وكل من يراجع خطابنا الإعلامي السياسي، كان خطابنا ينادي لأن يلتقى الليبيون على مستوى القيادات والقبائل والقرى من أجل حل الأزمة في ذلك الوقت.

الحقيقة أن العدو الخارجي مدعوم طبعا بعملائه في الداخل هم من وقفا بشراسة ضد أي محاولة لإقامة حوار ليبي، ليبي، وقد وجهنا قوافل من أجل لم الشمل الليبي 2011، مئات الحافلات والسيارات والمجموعات البشرية التي تحركت من مختلف المدن الليبية باتجاه المدن الأخرى، وتم قصفها بالصواريخ والقنابل وضربها بالرصاص، واستشهد العديد من أعضاء هذه القوافل المسالمة من أجل الحوار والمصالحة الوطنية، والسبب طبعا أن العدو الداخلي والخارجي كان يعرف جيدا أن أي حوار ليبي ليبي وأي مصالحة ليبية ليبية سينتج عنها هزيمة المخطط الأجنبي ومحافظة ليبيا على استقلالها وسيادتها..

اليوم يتم تقديم موضوع المصالحة بشكل مسطح وبشكل نخبوي يتعلق أساسا بالنخبة السياسة الحاكمة التي يشرف عليها ويأمرها الغرب، بدل أن يكون هناك حوار سياسي حقيقي بين الليبيين في مدنهم وقراهم وقبائلهم.

نحن مع الحوار الليبي الليبي كما كنا دوما، لكننا مع الحوار الحقيقي الذي يتم داخل ليبيا وليس خارجها، والذي يتم بين القبائل الليبية والقيادات الشعبية، والمدن الليبية وليس بين النخبة السياسية التي اشتراها ودفع ثمنها الغرب منذ سنوات مضت..

هل تتوقعون في إطار المصالحة إطلاق سراح السجناء والكشف عن مكان جثة القذافي وإعادة دفنه بطريقة لائقة؟

د. موسى ابراهيم: هناك اتجاه عام عند شرائح المجتمع الليبي نحو الحوار والمصلحة، هو بطيئ لأنه يتعرض للعرقلة من جهات أجنبية، لكنه يسير بثبات وبخطى وئيدة، ونتوقع في الاسابيع والأشهر القادمة أن تحدث بعض الانفراجات مثل الإفراج عن المعتقلين، وربما في المستقبل الكشف عن دفن جثامين الشهداء الأبطال، وهذا سيشكل خطوة إيجابية اتجاه تجاوز الآلام والجراح، والتسامح بين الليبيين، ولكن هذا لن يكون سهلا، الجراح التي زرعها الأجنبي في البلد جراح عميقة، وهذا ما كان يهدف إليه الأجنبي تماما.

الكثير من الناس يظنون أن ما حدث في ليبيا كان خطأ، هو لم يكن خطأ، كان نجاحا مخططا له، وأمرا مقصودا، تعمد الأجنبي أن يحدثه بهذه الطريقة وهذا السيناريو.

الذي حدث في ليبيا كان نجاحا مدويا ولم يكن فشلا للمجتمع الدولي..

هل يوجد إطار تنظيمي لأنصار معمر القذافي في ليبيا اليوم؟ وما هو؟

د. موسى ابراهيم: أنصار النظام الجماهيري موجودون بقوة على الساحة الداخلية الليبية، ولهم حضور في المؤسسة العسكرية قوي، ولهم حضور في كل مناحي الحياة في ليبيا، لأنهم ببساطة يشكلون الأغلبية السكانية والقيادية في البلد، كما يعرف ذلك العدو قبل الصديق، ولكن هناك فيتو على أنصار النظام الجماهيري، لأن هناك خوفا من العدو والعميل الداخلي من ان يتمكن أنصار النظام الجماهيري من قيادة البلد نحو التحرر، ونحو الاستقلال، من الهيمنة الأجنبية.

هناك واقع متعدد المستويات، نحن موجودون في كل مكان، وفي نفس الوقت هناك فيتو علينا ضد ممارستنا لحقوقنا السياسية، كمواطنين ليبيين، هذا الفيتو يتم تطبيقه بقوة السلاح والميليشيات وبقوة الدعم الأجنبي المتمثل في الدعم العسكري والدبلوماسي والسياسي، لكن هناك تنسيق بين أنصار النظام الجماهيري، بين القبائل والمدن التي وقفت ضد الناتو بكل كرامة وشرف، وبين مجموعات أخرى من الليبيين استيقظوا من مخدر المؤامرة 2011 وعادوا إلى رشدهم، وهم أقلية في كل الأحوال.. هناك تنسيق ممتاز وفعال بين أنصار النظام الجماهيري وبين إخوتهم الليبيين من الذين يتواجدون تحت مظلات تيارات أخرى.

أي مستقبل سياسي لسيف الإسلام القذافي، وماذا عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة؟

د. موسى ابراهيم: سيف الإسلام شخصية ليبية، له مشروع وطني محترم، وله أتباع ومحبون من مختلف ليبيا، وهو شاب غير ملوث بالسياسة، وسجله نظيف ويمتلك رؤية حقيقية للحوار الليبي الليبي والمصالحة الشاملة، لهذا السبب تتم محاصرته وتتم محاولات تهميشه وإبعاده عن المشهد السياسي الليبي، ولكنه قوي بالفكر الذي يمتلكه وبالرؤية التي يمتلكها، وبالألوف المؤلفة من محبيه ومناصريه، وأعتقد أنه حين تتاح الفرصة السياسية العادلة لشخصية مثل سيف الإسلام معمر القذافي فإنه سيتمكن من تغيير الخارطة السياسية في ليبيا بشكل سلمي وناجح يضمن لليبيا استقلالها وسيادتها.

أين اختفى قادة حركة 17 فبراير: مصطفى عبد الجليل، شلقم، علي زيدان، عبد الحفيظ غوقه.. إلخ

د. موسى ابراهيم: الكثير من رموز مؤامرة فبراير تم استهلاكهم، تم استخدامهم في ذلك الوقت، وارتبطوا في أذهان الليبيين والإعلام بالكذب وبالتدجيل والخداع وبممارسة كل الرذائل السياسية والأخلاقية، هم أفلسوا وغابوا عن المشهد، وتم استبدالهم بعملاء آخرين، لم يكن لهم نفس الحضور الإعلامي، لكنهم موجودون خلف الأضواء، مازالوا يقومون بدورهم الخياني، مهمتهم الأساسية أن لا تصبح ليبيا دولة سيادية، من جديد، أن لا تصبح دولة مستقلة، أن تستمر تبعيتها للغرب، تبعيتها للمنظومة الرأسمالية العالمية، وأن يستمر نهب الثروة الليبية، وأن يتم فصل ليبيا عن قضايا الأمة العربية والأمة الإسلامية، وعن قضايا القارة الإفريقية، وهم يقومون بهذا الدور بشكل يومي، في لقاءاتهم وفي عملهم الذي كلفوا به..

هناك تزامن بين تسارع خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني وتحييد قوى الممانعة في المنطقة، سوريا، العراق، ليبيا هل هي مصادفة أم نتيجة طبيعية لواقع الأمة اليوم؟

د. موسى ابراهيم: مرة أخرى أطالب قراءك الكرام بالعودة إلى مؤتمراتي الصحفية 2011 التي هي بالمئات، حيث أكدت على أن محاربة النظام الثوري في ليبيا أحد أهدافها هو تهييئ الأجواء في ليبيا والأقاليم المجاورة، لكي تتم عملية تطبيع كامل مع الكيان الصهيوني، وأن هذه الدول العربية التي تهاجم ليبيا سوف تكون على ٍرأس قائمة الدولة التي تمشي باتجاه التطبيع وتدعم التطبيع، وأن ليبيا تتم معاقبتها لأنها عقبة ضد محاولات مسخ وتفتيت القضية الفلسطينية..

مرة أخرى أقول لكم إنه تم إثبات أن تحليلنا للأمور كان صحيحا، وأن توقعاتنا كانت صحيحة، مما يدل على صدقية موقفنا بهذا الخصوص..