كثير من الأعداء الذين تمنوا خراب سوريا، لم يتوقعوا قدوم هذا اليوم الذي بدأت فيه الدولة السورية باستعادة ما دمرته أيادي الإرهاب، وذلك عبر وكلائهم في المنطقة من الفصائل والمجموعات الإرهابية، التي ما زال جزء منها، يحاول النهوض من جديد على أيدي الولايات المتحدة، التي تتخذ من نفسها عراب لهم في كل بقعة تتواجد فيها، فهي تخطط لما بعد خروج قواتها من سوريا والعراق.
ففي البادية السورية، تم تدمير قاعدة لتدريب الارهابيين قرب مدينة تدمر، حيث يتم تشكيل مجموعات للقيام بهجمات ارهابية وتصنيع العبوات الناسفة، وفي ذات السياق يخططون لهجمات إرهابية وهجمات على مؤسسات الدولة في المدن الكبرى قبل الانتخابات الرئاسية.
في عمق ما سبق، من الواضح أنها عملية احياء للإرهاب وفق اجندتهم الاستخباراتية الخاصة، التي تتعامل بها واشنطن في سياساتها الخارجية، والتي باتت معتمدة في قواميسها السياسية على الإرهاب الممنهج الذي عانى ويعاني منه الشعب العربي السوري، والذي لم يتوقف منذ عقد ونيف، بل يزداد عبر استراتيجية امريكية صهيونية هدفها اعاقة تقدم للدولة السورية، وكل من يخالف المنهج الصهيو امريكي، فخراب سوريا وتدميرها بات يعتبر من أولويات الموساد الاسرائيلي الذي يُدرك الاهمية الجيوسياسية لسوريا في منع اقامة دولتهم المزعومة من البحر الى النهر.
في كثير من مفاصل الحرب الارهابية على سوريا، برزت دول في هذه الحرب منها من فضل البقاء بعيداً وأكتفى بالدعم المالي، ومنها من فبرك الأكاذيب والتضليليات السياسية والإعلامية، عبر فرق خاصة من المحترفين الاعلاميين الغربيين، لإظهار الصورة للغرب بعكس ما يتم في الميدان السوري، ومنهم من أرسل جماعاته الإرهابية، ومنهم من المشغلين الذين ما زالوا يرفعون ويقدمون الاعتراضات على الدولة السورية في مجلس الأمن والمؤسسات الدولية، لاتهامها باستخدام الأسلحة المحظورة عالمياً.
وما بين واشنطن والكيان الاسرائيلي علاقة الأم بطفلتها، فيمنع أنّ يُصار الى تبني علاقات مع دول تناهض إسرائيل، وهذا ما بدا واضحاً منذ اندلاع أولى الحروب في منطقة الشرق الأوسط، والتي كانت محددة لدول بالاسم كـ لبنان سوريا العراق اليمن.
هي سياسة الغطرسة الامريكية وعلى الملأ، بأنها الحاكم الوصيّ على الدول قاطبة، لأنها استطاعت وفق نظرياتها السياسية، أنّ تُدرك بأن رأس المال العالمي الذي تتحكم به سيُرضخ جميع الدول، ومن هنا ومع تنامي دول عربية كسورية، في حقبة السبعينات والثمانينات من الناحية الاقتصادية والسياسة، وامتلاكها صفر ديون خارجية، بدأت شرارة الإرهاب تتكون من رأس الفكر الأمريكي الصهيوني، فالمشاورات والمحادثات لا تتوقف بين تل أبيب وواشنطن في الملف السوري والإيراني واللبناني والعراقي، هذه الرباعية الدولية التي شُنت عليها أقسى الحروب الإرهابية، لم ترضخ لأوامر الشيطان الغربي، فماذا بعد؟.
سوريا على موعد مع الانتخابات الرئاسية في 26 من أيار/ مايو، وهذا انتصار سياسي وحتمية لانتصار عسكري في الميدان على الإرهاب، وما تبقى من الشمال والشمال الشرقي من سوريا، سيُستكمل تحريره من قبل القيادة والجيش السوري وحلفاؤهم حتى الانتهاء من الإرهاب على كامل التراب السوري، ورغم الحرب الإرهابية العسكرية والاقتصادية التي ما زالت تُمارس بحق الشعب العربي السوري، إلا أنه ما زال يُقاوم قوى الشر خارجية كانت أمّ داخلية، وموعده مع الانتصار الكبير، لابد قادم.
ربى يوسف شاهين
رأي اليوم