البارحة، أقام حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إفطارا "سياسيا" في قصر المؤتمرات القديم في نواكشوط.
كان من أبرز حضوره الوزير الأول، وأعضاء حكومته، ورئيس البرلمان، وأعضاء جمعيته، فضلا عن سياسيين من مختلف الطيف الموالي والمعارض.
حمل الإفطار تصعيدا غير مسبوق - على الأقل من المؤسسة الحزبية - ضد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وهو تصعيد رغم حدته، فما زال في موقع "ردة الفعل"، حيث يأتي ردا على البيان الحاد الذي أصدره الرئيس السابق، وجدد فيه تصميمه على حماية ما وصفه بـ"المكتسبات والإنجازات"، كما شن هجوما كاسحا على النظام، واعتبر أن البلاد تعيش انتكاسة على مختلف الأصعدة.
"ردة فعل" الحزب الحاكم، تمثلت في حديث نائب رئيس الحزب الخليل ولد الطيب أننا "أمام نظام جديد" (احتاج هذا الاكتشاف النوعي لأكثر من ثلث مأمورية الرئيس الجديد)، ثم عزز رئيس الحزب سيدي محمد ولد الطالب أعمر الهجوم بقوله إنما تحقق من إنجازات خلال عشرية عزيز كان محدودا مقارنة مع حجم مقدرات البلد، وزاد فطالب القضاء باستعادة أموال الشعب المنهوبة.
لنعد إلى موضوع الكراسي ورسالتها، على الطاولة الرئيسية للإفطار، تربع في القلب، على المقعد الأبرز الوزير الأول الأسبق، ورئيس مجلس إدارة معادن موريتانيا اسغير ولد امبارك، وعن يمنيه جلس رئيس الحزب سيدي محمد ولد الطالب أعمر، وعن يساره جلس رئيس الحزب الأسبق "الرجل الهادئ جدا" محمد محمود محمد الأمين.
وفي الكرسي المقابل – على نفس الطاولة - جلس "زعيم البطارين"، رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين زين العابدين ولد الشيخ أحمد، وعن يمين الأخير جلس الوزير الأول محمد ولد بلال.
كان واضحا، أن الغائب الأبرز عن هذه الطاولة من "أركان السلطة" هو رئيس البرلمان الشيخ ولد بايه، حيث تمت "إزاحته" - بهدوء - إلى طاولة أخرى، طابع الجالسين الأبرز عليه هو "التقاعد الوظيفي وربما السياسي"، حيث ضمت المرشح في الرئاسيات الأخيرة سيدي محمد ولد ببكر، والوزير الأول الأسبق الشيخ العافية ولد محمد خونه، والرئيس السابق للبرلمان محمد ولد ابيليل، و"طعمت" برئيس هيئة العلماء الموريتانيين الشيخ ولد صالح، ورئيس حزب التحالف الوطني الديمقراطي يعقوب ولد امين.
وفي حين، انشغل الوزير الأول، أكثرية وقت الإفطار، دخل ولد بايه في نقاش - يبدو ممتعا بالنسبة له - حول خريف تيرس الزمور، فيما لم يخف تحسره لواقع أماكن من الولاية تعاني من جفاف ماحق، حيث لم تستقبل أمطارا حقيقة منذ سنوات.
ورغم نشر موقع الحزب لأكثر من 30 صورة، فقد "ضن" على هذه الطاولة بصورة واحدة.
في الركن الأقرب من الطاولة الموالية للطاولة الرئيسية، جلس رجل الأعمال محمد ولد بو عماتو، وكان الوزير الأول هو الأقرب له، وإن لم يكونا على نفس الطاولة، وقد دفعت هذه الوضعية رجل الأعمال "المتعود على النفوذ" أن يكثر من الالتفات، وحتى تغيير وضعية الجلوس للنظر أكثر إلى الطاولة الرئيسية، وكانت عينه على كرسي "الباترونا"، ربما يرى أنه أحق به.
في طاولات بعيدة "تطايرت" شخصيات كانت ملأ السمع والبصر قبل أشهر معدودة، وتلك رسالة بليغة قليل من يستوعبها، ويستفيد منها قبل فوات الأوان.
من صفحة أحمد محمد المصطفى على الفيس بوك