في طبعته الأولى وفي عصر "المليونيات" الكاذبة كانت عقليات من يحركون حزب الاتحاد مبرمجة على أن الصراع هو جوهر البقاء؛ على غرار أبطال عوالم(ناسيونال جيوغرافي) وبالتالي فقد خاضوا تلك الفترة في جو الصراعات وإعادة الصراعات، حتى تشرب النخاع منهم صراعا.
وبعد تصحيح مسار حزبنا ووضع الثقة في قيادته الجديدة وبناء هياكله الحالية واعتماد مرجعيته الصحيحة، سارت قيادة الحزب على نسق المنهجية التي وضع ثوابتها مرجعيته رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، فكان الانفتاح على الشركاء السياسيين ضمن مفردات أخرى أحد الثوابت التي اعتمدتها القيادة الجديدة؛ تماشيا مع تعاطي "المرجعية" في تسيير المجال السياسي العام.
ومن خلال ذلك فقد ولى زمن الصراعات الوهمية والقطيعة مع الشركاء، وحل التنسيق والتبادل والانفتاح على الشركاء في تعاطي قيادة الحزب مع المجال السياسي واللاعبين فيه بشكل عام.
ورغم أن الجميع متمسك - ظاهرا- بولاءه للحزب الذي يشكل رئيس الجمهورية مرجعيته، إلا أن من مردوا على الشقاق والقطيعة لم توافق تلك المنهجية الهوى في نفوسهم، فسفاه الشيخ لاحلم بعده، وهم عاشوا في عصر القطيعة والصراع وإعادة الصراع، ومن الصعب أن يندمجوا في بوتقة الانفتاح بسهولة.
لاحظ محمد الفاتح أن أفضل مهندسي الإنشاءات لدى الخلافة العثمانية، يستخدم عمالا للهدم وعمالا آخرين للبناء، فاستفسره عن ذلك فقال، من تعود الهدم لا يصلح للبناء.
زينب مولاي