إعلان

تابعنا على فيسبوك

بايدن بعد مئة يوم

أحد, 02/05/2021 - 14:41

بايدن في الكونغرس، ينوء بكلكل مثقل بحمولات الجديدين، حيث بدا جسمه مترهلا،  وأذناه صمتا بصراخ جورج فلويد، وانين المعذبين من أبناء مخلفات اضطهاد أجداده وبنو جلدته المعاصرين من أصحاب البشرة الشقراء والأقدام الراسخة في الهمجية والاستمتاع بتعذيب كل من ليست لهم بشرة تشبههم أو عيونا زرقا مثل عيون إيفانكا ومونيكا.
وقف العجوز بايدن القادم من أعماق الدولة الأكثر عمقا وقوة وجبروتا، ليقول بلغة دبلوماسي ماكر حلب الدهر شطريه، لبارونات المال والحروب، ومثقفي ومفكري، ومنظري نظريات التفوق الجيني من بني وطنه، إن العالم تغير، وكورونا أثبت أننا لم نعد الأنجع في مواجهة التحديات الكونية، فلقاح فايزر انتجه عقل ألماني، نعم المانيا التي دسنا كرامتها بجحافلنا قبل سبعة عقود، سبقتنا لمواجهة التحدي، وحتى كوبا الضعيفة التي نحاصر منذ ستة عقود سبقتنا للقاح ناجع، وبه دشنت دبلوماسية إنسانية نفتقدها، إن أمريكا لم تعد بسبب جشعها الوحيدة المسيطرة على مسابح الابداع والاكتشاف، فقرص شمس التفوق بدأ يطلع من حيث يطلع قرص الشمس "الكوكب" أي من الشرق.
لم تعد أمريكا لوحدها من يتحكم بضغطة زر، فالعالم من حولها تغير، والعالم من حولها ملك ناصية التكنولوجيا الرقمية، وسخرها لمنافستها، فابدع وانجز وتحرر من هيمنتها أو في طريق التحرر الواضح، أثبتت تحولات ما بعد كورونا التي بدأت ارهاصاتها ،أن ما انفقت أمريكا من اجل غرورها ونهمنا كان سرابا، حيث انتهز خصومها صلفها وعتوها، فبنوا قواعد الانطلاق نحو السيطرة والتحرر من نزقها.
عشرون عاما من ارتكاب الفظائع باسم قيمها وحماية أمنها في أفغانستان!! وتحويل قبلتها وقص لحاها، انتهت تلك المغامرة بتفاوض مذل من اجل الانسحاب مع طالبان، لسان حالها يقول "رضيت من الغنيمة بالإياب".
أربعون عاما، والبوارج والفرقاطات والغواصات تمخر عباب مضيق هرمز، وبحر العرب وامريكا تزبد وترعد لإرهاب إيران،استعملت ابشع وافظع وانذل أسلحة التدمير، حاصرتها حتى في حليب الأطفال والضمادات، وبعد أربعة عقود وجدت أمريكا نفسها مرغمة على مفاوضة ايران على برنامج نووي أجل نووي؟ وتقول لها ايران المحاصرة جهاراً لا تجازفي ولا ترتكبي حماقة عدوان مسلح ضدنا، إن فعلت فسنلحق بك من الأذى ما يجعلك تراجعي تفوق قوتك وتهور قادتك، لم تكن إيران مازحة بل حملت صواريخ من صنعها  رسالة قصف عين الأسد، واسقاط طائرة بدون طيار، من أوسط واحدث ما انتجت مصانع الحرب الأمريكية.
عقدان على مشارف الانتهاء منذ سوت امريكا العراق منبع الحضارات بالتراب، وبعد ثلاثة عقود من تجويعه ونهب خيراته، وجعله حقل تجارب قنابلها، وزرع الشقاق بين أبنائه واستجلاب منحرفي العالم المشبعين بفكر بداة جزيرة العرب لحرقه ومحوه،  بعد كل تلك البشاعات ها هي أمريكا التي لم تجن شيئا تفكر بجد في المغادرة ، فالخطر المهدد والمدمر قادم وبوتيرة متسارعة من الشرق البعيد، لسان حال أمريكا يقول كم كنا مغفلين مخدوعين، فليست كوريا الشمالية التي تلَهينا بها سوى حجر من قطع شطرنج التنين الأصفر الصيني ، المارد الذي بدأت نذر تحديه ماثلة في غزو أسواق المعمورة بسلعه الرخيصة، وبحثه الدؤوب عن المعادن الثمينة أين ما وجدت، مستعدا من اجلها للمواجهة.
وحدهم بداة عرب الجزيرة لم يقرؤا المتغيرات، حتى بعد خطاب المئة يوم البايدينية، إنهم يحتفلون مع مغتصبي أقصانا بيوم محنتنا، فرحين بعظمة عبقرية اكتشافهم لخرافة "الإبراهيمية"؟، مستحضرين تحالفات اجدادهم مع اليهود في غزوة أحد و الأحزاب وتبوك، واليهودي ترتعد فرائصه مما يخطط له في فيينا، وصواريخ غزة، وصاروخ ديمونة، العالم تغير وحدهم بدو الجزيرة لا يصدقون.

سيدي محمد ولد جعفر