إعلان

تابعنا على فيسبوك

ليبيا.. أفضل يوم لزراعة الشجرة

اثنين, 03/05/2021 - 14:46

يقول الصينيون بأن افضل يوم لزراعة الشجرة كان منذ عشرين عاما، ويفيد بأن الوقت الذي تُضيعه اليوم ستندم عليه غداً، وهو ما يحتم على الإخوة الليبين الأخذ بزمام قرارهم، والوعي التام بأنه لا سبيل لإضاعة المزيد من الزمن في طريق السلام والمصالحة والتنمية، وحتى تندمل جراح الشعب الليبي الذي أكلته فوهات المدافع وانهمرت دماءه أنهاراً، وتداعت وحدته وألفته، وأنه على الجميع أن يبدأ في النظر بواقعية لجهود الحكومة والمجلس الانتقالي في سبيل تعبيد الطريق سالكاً لوضع الآجال والضمانات لاستحقاقات انتخابية تمثل الإرادة الحقيقية للشعب الليبي.

وذلك بعد أن بدأت أبرز تجليات التوافق بين أقطاب المشهد الداخلي تتجسد في تشكيلةالمجلس الرئاسي و حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية د، بعد وقف الاشتباك المسلح، وإنهاء تراجيديا الدم المهدور،  وإبعاد شبح التقسيم لأقاليم متنازعة ومتنافرة بقلوب بيضاء بعيدة عن داء الانتقام والتشفي.

وهو ما تقع مسؤوليته على الشباب في الساحات والنخبة في القاعات والساسة في الاجتماعيات والمؤتمرات، مع التشديد على ضرورة  التعاطي مع الاستقطابات الدولية بالكثير من الحذر، وجعل مصلحة الشعب الليبي هي وحدها التي يمكن أن تكون بوصلة لأي موقف سياسي قادم، وتغليب لغة الحوار  والابتعاد عن عسكرة المشهد السياسي والحصول على المكاسب السياسية عبر صندوق الاقتراع وليس فوهة المدفع.

لقد توصل الليبيون بعد مفاوضات ماراتونية قدمت خلالها تنازلات كثيرة من أجل تقارب الرؤى وردم هوة الخلاف، وبذل فيها ممثلوا الفعاليات المناطقية الليبية جهدا كبيرا للتوصل لمسار تاريخي يدفع باتجاه المصالحة الوطنية، بعد أن أيقن الجميع أن لا رابح في القتال، واستحالة حسم الصراع لصالح أحد الأطراف المتناحرة على السلطة بسبب الاستقطاب الدولي على البلاد الغنية بمواردها وإطلالتها على القارتين .

وبرأيي أنه يجب على المجتمع السياسي الليبي -الذي بدأ يشتكل بعد أن خمدت نيران فوهات المدافع والقاذفات والراجمات و”المسيرة” – أن ينشغل بالشؤون الداخلية لبلده ، وأن يضع نصب عينيه خدمة الشعب، والدفاع عن مصالحه داخل المؤسسات المنتخبة، وأن يدافع عن الحرية والديمقراطية داخل البلد الذي نشأ به بعيدا عن الأيديولوجيا الهدامة، وأن تترافع الأحزاب السياسية وفعاليات المجتمع عن القضايا الداخلية ذات الإجماع الوطني لبلدانها لما فيه مصلحة شعوبها، أما أن تترك كل ذلك وتدس أنفها في شؤون بلدان بعيدة عنها خدمة لمصالح القوى الدولية المتصارعة داخل هذه البلدان، عن قصد أو عن سذاجة، فهذا ما لن يجلب لهذه البلد الكبير الخير الذي يتطلع له الليبيون بكل شغف وإصرار، والتضحية من أجل عدم العودة للمربع الأول والاحتكام للسلاح.

المامي ولد جدو