أكد المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر" محمد محمود ولد بوعسرية أن إشراف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على إطلاق عملية توزيع بطاقات التأمين الصحي لصالح 100 ألف أسرة متعففةـ الأولى من نوعها في البلاد والرائدة على مستوى شبه المنطقةـ يعطي أصدقَ دليل على ما يوليه فخامته من عناية فائقة للنهوض بالمجتمع الموريتاني بشكل عام، وبالأوساط الفقيرة والهشة بشكل خاص.
وأضاف المندوب العام خلال كلمة ألقاها بالمناسبة أن هذه العناية تجسدت بإنشاء المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر"، التي عهد إليها فخامته بالعملِ على تحقيقِ نموٍ مندمجٍ في محيط الفئات المحتاجة من المجتمع، بُغيةَ دمجها الاقتصادي والاجتماعي وتحسين ظروفها المعيشية وتعزيز نفاذها إلى الخدمات الأساسية.
وهذا نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
خطاب المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء بمناسبة الانطلاقة الرسمية للتأمين الصحي الشامل لصالح 100.000 أسرة متعففة
فخامة رئيس الجمهورية
معالي الوزير الأول
السيد رئيس الجمعية الوطنية
السيد رئيس مؤسسة المعارضة الديموقراطية
السيد رئيس المجلس الدستوري
السيدات والسادة الوزراء
السيد والي نواكشوط الغربية
السيدة رئيسة جهة نواكشوط
السيد عمدة تفرغ زينة
السيدات والسادة الحضور الكرام
يُشرفني أن أخاطبكم بمناسبة هذا الحدث الهام المُتمثل في إشراف فخامة رئيس الجمهورية على الانطلاقة الرسمية للتأمين الصحي الشامل لصالح 100.000 أسرة متعففة. ذلكم النظام الذي يُشكل إحدى أهم شبكات الأمان الاجتماعي المُنفذة من طرف المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء (تآزر) لصالح الفئات الهشة من المجتمع.
فخامة رئيس الجمهورية
إن إشرافكم اليوم على انطلاق هذه العملية الأولى من نوعها في البلاد والرائدة على مستوى شبه المنطقة، يعطي أصدقَ دليل على ما تولون من عناية فائقة للنهوض بالمجتمع الموريتاني بشكل عام، وبالأوساط الفقيرة والهشة بشكل خاص.
تلكم العناية التي تجسدت في مستهل مأموريتكم الرئاسية بإنشاء المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر"، والتي عهدتم إليها بالعملِ على تحقيقِ نموٍ مندمجٍ في محيط الفئات المحتاجة من المجتمع، بُغيةَ دمجها الاقتصادي والاجتماعي وتحسين ظروفها المعيشية وتعزيز نفاذها إلى الخدمات الأساسية.
وتطبيقاً لهذه العُهدةِ وبإشراف مباشر من فخامتكم، أعدّت المندوبية العامة وباشرتْ تنفيذَ خطةٍ طموحةٍ للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء، من شأنها أن تُغيرَ إلى الأفضل واقعَ ومستقبلَ الفئاتِ والمناطقِ المستهدفة.
وهكذا ورغم كل ما اتسمت به السنة الأولى من عمر المندوبية العامة من تحديات ليس أقلَّها تداعياتُ جائحة كورونا، فقد استطاعت أن تفرض نفسها كأهم متدخل حكومي في مُختلفِ المجالات التي تلامس حياة الفئات الهشة والفقيرة من المجتمع. كما حققت حصيلةَ إنجازاتٍ معتبرة، يمكن أن نذكر منها على سبيل الاستئناس لا الحصر ما يلي:
1. مؤازرة المواطنين في جميع ربوع الوطن خلال سنتي 2020 و2021، عبر تقديم الدعم الغذائي والنقدي المباشر لأزيد من 210 آلاف أسرة متعففة، أي ما يعاد ثلث سكان البلاد؛
2. تحقيق أزيد من 70% من التزام فخامة رئيس الجمهورية بدمج 100 ألف أسرة فقيرة في نظام التحويلات النقدية الدائمة؛
3. تشييد وتجهيز عشرات المؤسسات التعليمية الابتدائية والثانوية؛
4. إطلاق برنامج وطني للتغذية المدرسية شمل في عامه الأول زهاءَ 50 ألف تلميذ في الولايات الداخلية؛
5. توسيع العرض الصحي القاعدي، من خلال بناء وتجهيز عشرات النقاط والمراكز الصحية؛
6. توفير التأمين الصحي لأكثر من 620 آلاف مواطن محتاج، أي ما يعادل سدس سكان البلاد وهي العملية التي تنطلق رسمياً اليوم؛
7. التكفل بحاجيات النظام الصحي الوطني من مواد ومركبات مكافحة سوء التغذية الحاد عند الأطفال والذي يصيب سنويا حوالي 30 ألف طفل موريتاني. وذلك بنسبة 50% من تلك الحاجيات لسنة 2021، و75% لسنة 2022؛
8. البدء في تنفيذ برنامج لتزويد أكثر من 200 قرية بالماء الشروب؛
9. إطلاق عملية تزويد 21 قرية كبيرة بالكهرباء؛
10. دعم نفاذ السكان الأكثر فقراً إلى المواد الغذائية الأساسية وإعداد خطة طموحة لهيكلة برنامج التموين لبيع تلك المواد بأسعارٍ مدعومة والتحسين من نجاعته وفاعليته؛
11. إعداد الدراسات والترتيبات الفنية والإدارية والمالية المتعلقة ببرنامج السكن الاجتماعي والذي سيبدأ العمل فيه خلال الأسابيع القادمة بإذن الله؛
12. إطلاق مكونة 2021 من برنامج المندوبية العامة لتطوير الشُّعب الريفية التي تشمل تشييدَ 12 سدًّا كبيرا وما يناهز 220 حاجزاً مائياً في ثماني ولايات زراعية؛
13. الشروع في تنفيذ برنامج موسعٍ لدعم وتطوير الأنشطة الإنتاجية الجماعية، سيستفيد منه أكثر من 350 تعاونية في مجالات الزراعة والصيد، موزعةً على اثتني عشرة ولاية؛
14. البدء في تنفيذ برنامج طموح للتنمية المحلية بالشراكة مع المجالس البلدية، سيشكل رافعة محورية لمكافحة الفقر والبطالة، عبر تطوير الأنشطة الإنتاجية وتأمين قروض محفِّزة لأصحاب المبادرات والمشاريع الصغرى؛
15. تطوير السجل الاجتماعي وإعداد نظام متكامل وشفاف لتوزيع المنافع الاجتماعية يعتمد على التقنيات الحديثة ويستخدمه اليوم جميعُ المتدخلين في مجال الحماية الاجتماعية من قطاعاتٍ حكومية ومؤسساتٍ دولية ومنظماتٍ غير حكومية.
فخامة رئيس الجمهورية
أيها السادة والسيدات
تُمثل الصحةُ مُحدداً محورياً ورافعة قويةً للتنمية البشرية المستدامة وهدفاً أساسياً تبنته جميعُ الأمم الطامحة إلى التقدم والازدهار وضمان السلم الاجتماعي وتوفير العيش الكريم لشعوبها. ويُشكل الولوج اللائق والعادل إلى خدمات صحية ذات جودة هاجساً رئيسياً لجميع الدول. الشيء الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال وجودِ آلية فعّالة وناجعة للتغطية الصحية الشاملة.
والهدف من ذلك هو تمكين أي شخص من النفاذِ إلى الخدمات الصحية حسب الحاجة ودون تحمُّلِ تكاليفَ تتخطى إمكانياته المالية. وبذلك تتوفر له الحماية من مخاطر الصحة العامة، كما يبتعد عن مخاطر الافتقار الناتج عن الإنفاق على العلاج أو العجز عن مزاولة نشاط مُنتج الذي قد ينجم عن تدهور حالته الصحية.
وفي هذا السياق، تُشير بعض الدراسات المتخصصة إلى أن التكفل الذاتي بالنفقات الطبية يفضي سنوياً إلى سقوط ما يناهز 100 مليون شخص حول العالم تحت خط الفقر المدقع.
وانطلاقاً من هذا الواقع وانسجاماً مع تعهدات فخامة رئيس الجمهورية، تبنّتْ المندوبية العامة في إطار برنامج الشيلة لتحسين النفاذ إلى الخدمات الأساسية خطةً تهدف إلى توفير تأمين صحيٍ شاملٍ ومجاني للمئة ألف أسرة الأكثر فقراً في البلاد.
فخامة رئيس الجمهورية
أيها السادة والسيدات
تُشكل العمليةٌ التي تنطلقُ رسمياً اليوم خطوةً متقدمةً في استراتيجية الحكومة في المجال الصحي، الهادفة إلى تحسين الخدمات الصحية وجعلها في متناول الجميع، سبيلاً إلى الحد من المعاناة والوفيات أياً كانت أسبابُها. وقد أُعطيتْ فيها الأولوية لعديمي الدخل من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض المزمنة، سعياً لتمكين هذه الفئاتِ من الاستفادة السريعة من تغطية صحية شاملة ومجانية.
وبموجب هذا التأمين سيحصل المستفيدون على كافة الخدمات المنصوص عليها في الأمر القانوني رقم 2005-006 الصادر بتاريخ 29 سبتمبر 2005 والمنظم للتأمين الصحي ونصوصه المعدِّلة. ويشمل ذلك حسب المرجعيات الطبية المعتمدة من وزارة الصحة والصندوق الوطني للتأمين الصحي الخدمات الأساسية التالية:
- العناية الإسعافية من وقاية واستشارات وعلاجات وخدمات مُلحَقة؛
- العناية الاستشفائية، بما في ذلك الاستشارات والعمليات الجراحية والعلاجات غير الجراحية والأدوية أثناء الإقامة في المستشفى؛
- الأدوية المدرجة في اللائحة الوطنية للأدوية الأساسية؛
- الإجلاء من أجل العناية اللازمة عند الاقتضاء؛
- الاستفادة من التخصصات والخدمات الطبية وشبه الطبية؛
- الحصول على الأجهزة الضرورية كالأعضاء الاصطناعية وغيرها؛
- تكاليف النقل الطبي.
وفي إطار المرحة الأولى من العملية التي تنطلق اليوم، سيتم توزيع أكثر من 107 آلاف بطاقة تأمين صحي لأفراد منتسبين لما مجموعه 69.866 أسرة من سبع ولايات هي الحوضين، لعصابة، كوركول، لبراكنه، اترارزة وكيديماغا.
وستتواصلُ تباعاً المراحلُ المتبقية من هذه العملية لتشمل كافة ولايات الوطن ولتكتمِلَ بحول الله قبل نهاية السنة الجارية.
فخامة رئيس الجمهورية
أيها السادة والسيدات
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أُشيدَ بالجهود الكبيرة التي بذلها قطاع الصحة من أجل أن تتمَّ العمليةُ في أحسن الظروف والتي نذكر منها:
- توسيع التعاقد بين الصندوق الوطني للتأمين الصحي والمنشآت الصحية العمومية للمستويين الأول والثاني من الهرم الصحي على امتداد التراب الوطني، ليشمل ولأول مرة المراكز والنقاط الصحية على المستوى الوطني بعدد يزيد على 600 منشأة صحية؛
- تجديد وتوسيع العقود مع المستشفيات الجهوية والمرجعية؛
- تدريب العاملين في المنشآت الصحية على حزمة الخدمات المقدمة حسب مستويات الهرم الصحي، بما في ذلك النقاط والمراكز الصحية والمستشفيات الجهوية والمرجعية؛
- إنشاء مركز خدماتي على مستوى الصندوق الوطني للتأمين الصحي خاصٍ بمعالجة ملفات مؤمَّني تآزر.
وأخيراً، يجْدرُ التنويه يا فخامة رئيس الجمهورية، بأن لقاءكم اليوم بالعشرات من أرباب الأسر الذين تنقلوا بكل فرح وامتنان من المدن والأرياف، ليتسلموا بطاقات تأمينهم وتأمين أفراد أسرهم مباشرةً من فخامتكم يشكل أوضحَ دليلٍ على ما تولون من أهمية بالغة لصحةِ ورفاهيةِ المواطن الموريتاني.
ذلكم المواطن الذي جعلتموه محورَ كلِّ الإستراتيجيات والبرامج التنموية. فكان غايةَ ومُنطلقَ مسيرةِ الطمأنينةِ والنَّماء التي تعيشها البلاد منذ تولَّيتُمْ قيادتها.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته