سورية التي عانت من الإرهاب لعشر سنوات، وما زال شمالها وشمالها الشرقي، يُعاني من إرهاب الاحتلالين الأمريكي والتركي، ومجموعاتهم الإرهابية، وفصائل قسد العميلة، لكن استطاعت الدولة السورية، وفي يوم الاستحقاق الدستوري المُتمثل بالانتخابات الرئاسية، أن تُحقق اتتصاراً سياسياً، سيرسم معالم سورية الجديدة، التي وُلدت من رحم الوجع والألم، الذي هندسته قوى الغرب ووكلاءهم في العالم.
في يوم السادس والعشرين من شهر أيار لعام 2021، أعاد الشعب العربي السوري انتخاب قائدهم الأسد، الذي وقف في وجه الإرهاب العالمي بجانب جيشه وشعبه، ولم يتخلى عن مسؤولياته أمام العالم أجمع، فكان يوم النصر الكبير، نتيجة حتمية لسنوات من الصمود والتضحيات، سطرتها دماء الشهداء في سورية، وتلاحم شعب جبار، ووقوف الحلفاء الأصدقاء في روسيا الاتحادية والجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة اللبنانية، والذين شكلوا السياج المنيع، الذي أسس للانتصار على معظم أراضي الجمهورية العربية السورية، ودحر الإرهاب منها.
في سورية، ورغم الحرب الإرهابية الاقتصادية، والعقوبات القسرية الأحادية الجانب، يُستكمل العمل وفق قانون الدولة الداخلي والخارجي؛ هذه الدولة التي ارادوا لها السقوط منذ الأيام الأولى للحرب الإرهابية، وخلال سنوات الحرب الإرهابية على الشعب العربي السوري، شكل التلاحم السياسي والعسكري بين مقومات الدولة السورية والحليفان الروسي والإيراني، بوابة إلى تحقيق هذا النصر السياسي والذي سبقه نصر في الميدان العسكري.
السوريون قالو كلمتهم في بلاد الاغتراب وعلى أرض الوطن، وأثبتوا للعالم أجمع، بأن قائد سورية الأسد خير من يستحق أن يُكمل درب الانتصار، من إعادة الإعمار، إلى تحرير كل شبر تبقى من الأرض السورية.
وكما قال الرئيس الأسد: "في نهاية العملية الانتخابية وبداية مرحلة العمل
شكراً لجميع السوريين على وطنيتهم العالية ومشاركتهم اللافتة في هذا الاستحقاق الوطني"، وأضاف الأسد عُقب صدور نتائج الانتخابات الرئاسية "الرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار الذين لولاهم لما بقيت سورية، والشفاء لجرحانا وكل التحية لرجال جيشنا العربي السوري البطل، ولأجل تضحياتهم جميعا لأجل مستقبل أطفال سورية وشبابها فلنبدأ من الغد مرحلة العمل لنعزز الأمل ببناء سورية كما يجب أن تكون".
في المحصلة، تمكنت الدولة السورية، من تحقيق انتصار سياسي، له من المفاعيل والتاثيرات، ما يجعل أعداء سوريا ويجبرهم، على إعادة حساباتهم، وقراءتهم للوقائع الجديدة، فاليوم ومع اقتراب تحقيق النصر المُكتمل الأركان َالذي وعد به الأسد شعبه، فإن سورياو ستعود وبقوة إلى مكانتها الإقليمية، والتي لم تغادرها أساساً، على الرغم من سنوات الحرب، التي شُنت ضدها، خاصة أن كل المتابعين للشأن السوري، يُدركون أن التنسيق الأوروبي والأمريكي، لم ينقطع مع دمشق، وعلى إمتداد السنوات الماضية، كل ذلك، يُعد دلالة على أن دمشق، وعطفاً على نتائج الاستحقاق الدستوري، كانت وما زالت الرقم الصعب في جُلّ التوازنات الإقليمية والدولية، والأسد تمكن من قهر أعدائه، وانتصر بشعبه.
ربا يوسف شاهين
كاتبة من سوريا