إعلان

تابعنا على فيسبوك

حكومة الدبيبه تفر للخارج بدلا من مواجهة المليشيات بالداخل

اثنين, 07/06/2021 - 08:17

يقول المثل الشعبي ( الغريق يتمسك بقشة) هذا حال الشعب الليبي اليوم الذي غرق في وحل الفوضى و المؤامرة التي خططت لها الاستخبارات الغربية و المؤسسات الصهيونبة قبل عشر سنوات ، فانتجت هذه المؤامرة واقعا هو الأسوء في التاريخ الليبي،  فالظلم و الخراب في العشرية السوداء تجاوز  الجور  الذي وقع في العهود الاستعمارية التي مرت  بها ليبيا ، لقد قادت  فبراير الليبيين إلى حال غريب  فصاروا  يخربون بيوتهم بأيديهم، و يتفاخرون بقتل بعضهم البعض، بل أخذوا يستأجرون المرتزقة من أجل قتال  بعضهم البعض؛ وصار المرتزق أقرب لهم من  أخوتهم في الوطن الذين يتقاسمون معهم لقمة العيش، و المصير ، و النسب ،و المصاهرة ، إن هذا الواقع المقيت، و المعيب، و الغريب في ذات الوقت ، أفرز أشياء ما أنزل بها الله  من سلطان، فصار المجرم سجانا ، و البريء مذنبا رغم كل ما تنص  عليه  القوانيين و الأديان في شرعية ومشروعية ما قام به لاجل الدفاع عن الوطن و الدين، و بسبب هذا الواقع غير الطبيعي انه صار للوطن حكومتان واحدة في الشرق و اخرى في الغرب ، و تحول الجنوب إلى فضاء مستباح من كل الأجناس و الأديان ، و مليشيات تحكم فوق حكم الحكومات و تخالف نصوص القرآن ،  و واقع معيشي صعب فالمصارف بلا نقود، و السيارات بدون وقود، و الأمن في البلاد مفقود. 

بسبب هذا الواقع الذي لا يطاق تطلع الليبييون إلى حكومة الدبيبه بعين الأمل، و التفائل ، و انتظروا ولادتها بفارغ الصبر ، و اقاموا الليل تضرعا لكي تنجح العملية القيصرية التي أشرفت عليها الافندي في الاستخبارات العسكرية الامريكية ستيفاني وليم ، و لسان حالهم يقول :  بعد هذه السنوات من القحط و الجدب ( إن شاء الله يا بئر فيك أميه) ، و هم يمنون الأنفس لعل الدبيبه يستطيع إن يدب في الوطن روح  السلام و الأمان ، و يصبح للوطن عنوان سياسي واحد، و للآمن وزارة واحدة،  و يكون لهم جيش واحد،  و يعود المصرف المركزي موحد. لكن الدبيبه الذي تعوزه الخبرة السياسية،  و الاجتماعية،  و الحزم الضروري في مثل هذا الواقع الاستثنائي ، سرعان ما وقع في أتون الصراعات، و أذعن لنفوذ المليشيات المسلحة في الشرق ، و الغرب و أصحاب التفكير  الجهوي، فالميليشيات الإخوانية في الغرب التي خسرت  البقاء في صدارة المشهد السياسي بعد جنيف ،  صارت تدرك إن كل  عمل يسعى لتحقيق الاستقرار  السياسي ، و الأمني،  و  إعادة بناء مؤسسات الدولة، و تطبيق القانون سوف يقلص من نفوذها المالي و العسكري الذي هو غير شرعي وفقا لكل الأعراف والقوانين الدولية و المحلية المعمول بها، و الشي ذاته ينطبق  على مليشيات حفتر  التي تزعم أنها تريد بناء مؤسسة عسكرية و هي أول من يخالف كل قواعد بناء المؤسسة العسكرية فحفتر الذي يتولى منصب القائد العام أسير حرب سابق لا يحق له تولي أي  منصب عسكري، وبحكم إنه يحمل جنسية دولة أجنبية يمنعه القانون الليبي  من تولي المناصب القيادية في ليبيا ، و أيضا لديه صحيفة اتهام في القضاء العسكري الليبي منذ عام 1987م  لتعاونه مع العدو،  و العمل لصالح مخابرات أجنبية، و الاشتراك في زعزعة الامن الوطني عدة مرات ، لم تثبت براءته من هذه التهم إلى الآن و هذه التهم لا تستقط بالتقادم ، و هذا الأمر ينطبق على الكثير من القادة السياسيين ، و العسكريين الذين يتصدرون المشهد منذ عشر سنوات. 

 أما حكومة ( آل الدبيبه ) العاجزة عن  فتح الطريق الرابط بين الشرق و الغرب، فهي أعجز من أن تنفذ أحكام القضاء التي صدرت لصالح بعض رموز النظام أمثال الساعدي معمر القذافي الذي حكم القضاء ببراءته منذ ما يقارب ثلاث سنوات، و رغم ذلك مازال قابعا في سجن امعتيقه الذي تدُيره مليشيات عبدالرؤوف كاره التي تتبع السعودي ربيع المدخلي ، بل لا تستطيع حتى  إلزام المليشيات بالامتثال لأوامر الجلب التي تصدر من القضاء بخصوص المتهمين الذين يقبعون في السجون منذ عشر سنوات بالمخالفة لكل الإجراءات القانونية، كما وقفت عاجزه و مرتبكة حيال الاحتفال العسكري الذي أقامه حفتر بمناسبة سيطرته على شعار القوات المسلحة قبل ست سنوات تحت مسمى ( الكرامة ) التي انطلقت بتمويل و توجيه خارجي في إطار الصراع، و التنافس بين المحاور الإقليمية والدولية على التركة الليبية التي كانت عصية عليهم طوال زمن القذافي.

إن حكومة الدبيبه استجارت بالهروب للخارج فصارت حكومة متجولة كل يوم في عاصمة  تعقد المؤتمرات و تسعى إلى عقد الصفقات،  كان الأجدر بها مواجهة الواقع الداخلي بكل  حزم و شفافية ، و ان تكشف لليبيين و العالم  ماهية  الأفراد و الجماعات التي تقف عائقا حقيقيا ضد إستقرار ليبيا،  وإجراء الانتخابات المرتقبة ، و ضد وضع الأسس السليمة لعقد مصالحة مجتمعية حقيقية  تنتشل الوطن من هذا الوضع المعيب.

 لقد خاب أمل الليبيين في حكومة بني الدبيب، و لم يستطع ذيل الدبيبه أن ينقذهم من الغريق في بحر الفوضى، بل هو نفسه  غرق في بحرها فتقاذفته تيارات  المساوات، و التهديدات،  و الابتزازات،  و الجهوية ، و صار يعيش ( العقدة الأوبامية)  عندما أراد آن يبرهن  للأمريكيين أنه حريص على مصالح البيض آكثر من البيض أنفسهم، فالدبيبه بحكم إنه ينحدر من قبيلة الشهوبات يريد أن يبرهن أن حرصه على مصالح مصراته الجهوية لا يختلف عن حرص المقاوبة و الشراكسه فقال لاحد الذين طلبوا منه تفعيل أحكام القضاء و الإفراج عن الذين يملكون أحكاما قضائية تقضي باخلاء سبيلهم  انه لابد من مناقشة ذلك مع أعيان مصراته فهم و مصالحهم فوق كل الأحكام و المحاكم ، و أيضا صار يعقد الاتفاقات السرية مع الصديق الكبير من أجل الحصول على الأموال، و بذلك صار يقترب أكثر من مربع الأخوان و الصراعات الجهوية ، كان الأجدر بالمجلس الرئاسي، و حكومة الدبيبه أن يقفوا الموقف الصحيح من أجل الوطن و المواطن وللتاريخ،  و يواجهوا الواقع الداخلي بكل شجاعة، و يكشفوا كل من يعرقل مسيرة الانتقال من الفوضى إلى النظام و يطالبوا بمساعدة المجتمع الدولي للتخلص من كل معرقل لمسيرة السلام  ، 

اما إذا  أراد الدبيبه و من معه فقط توظيف هذا الواقع الجديد الذي اكتسبوه بفضل قاهرة الرجال ( ستيفاني) لمراكمة حساباتهم في الخارج و الداخل كما عمل أسلافهم خلال عقد الفوضى عليهم إن يعلموا أنهم ملاقوا ربهم في  يوم لا ينفع فيه مالا و لا بنون و إن منزلهم في التاريخ هو صدر الصفحات السوداء التي يسكنها الشارف  والغرياني و بلعون و ابوقعيقيص، و خربيش، و خليفة الزواي و القائمة تطول  إلى أن تصل  لمن نصب نفسه مخبرا للعدو و الكفار عام 2011م . 
سالم بن عبدالله

المصدر:  موقع الجبهة الشعبية