إعلان

تابعنا على فيسبوك

ليبيا .. صارت ملفا تتقاذفه الأجندات

خميس, 24/06/2021 - 23:06

من عاش الأمس قد لا يستوعب اليوم، فليبيا الأمس كانت  تجمع  الزعامات، و تحل الخلافات، و مثابة تناصر أنصار الحرية في كل مكان، و ملجا آمنا اكل مظلوم ، و قبلة للقوميين والأفارقة، و دولة فاعلة في محيطها العربي، و الإفريقي، و المتوسطي، بل تجاوز دورها البحار و المحيطات فبلغ أمريكيا  الااتينيه ،  وعبر إلى المسلمين في  شرق اسيا، و قلب إمريكا، و ادغال إفريقيا و اسيا.

 ليبيا التي أسست الإتحاد الأفريقي في مدينة سرت قبل زهاء الربع قرن ، و تجمع ( س ص)1989م ،  و الاتحاد المغاربي، و حلت النزاع بين  شطري اليمن ، ليبيا التي ساهمت في تحرير  إفريقيا من الإستعمار الأوروبي و الهيمنة الغربية ، الجماهيرية العظمى كانت تصنع القيادات الإفريقية في مصانع التفكير التحرري بطرابلس فتحولت الكلية العسكرية بها  إلى مصنع لصناعة القادة ، و المثابة العالمية مركز فكري للنضال العالمي ، فصار ممثلوها  (التركي و القناص ، و بشير صالح ، و احمد الشريف ،  والمجدوب ) ، أعلى منزلة في اللقاءات و المحافل الدولية و الإقليمية  من رؤساء الدول، لأنهم قادمون من  خيمة القذافي التي كانت بمثابة غرفة عمليات لتحرير إفريقيا، فجل زعماء إفريقيا مروا إلى مراكز القيادة  في بلدانهم من رواق خيمة القذافي  ( موسفيني ، و توماس سانكارا ، إدريس ديبي، جيري راولينغز،  مانديلا ..... الخ )،  و أيضا  كانت الحضن الدافئ لقادة المقاومة العربية فتوافدوا عليها كما تورد الإبل على البئر في شهر الصيف على اختلاف مشاربهم و مرجعياتهم الفكرية ، لقد  كانت ليبيا بل الجماهيرية العظمى في زمن القذافي تحارب التغلغل الصهيوني في المحافل الإفريقية و الدولية ، و كثير من الحكومات الإفريقية سقطت بسبب  بعلاقاتها مع إسرائيل، و أخرى أجبرت على قطع العلاقات مع إسرائيل،  و ثالثه اسرت هذه الرغبة  إلى ما بعد انتهاء الحملة الصليبية الثانية على الاسلام التي أدت إلى استشهاد القائد المسلم العروبي معمر القذافي و تجسد ذلك من خلال ما قاله  الرئيس التشادي الراحل ادريس ديبي رحمه الله  ( ما منعنا من إقامة علاقات مع إسرائيل في الماضي  هو معمر القذافي) ، ليبيا التي كانت تقدم المبادرات و لها العديد من المساهمات في المحافل  الدولية لحل النزاعات الدولية، و لها رؤى في أغلب الملفات الدولية مثل قضية تعريف الإرهاب، و تطوير الآليات العمل بمجلس الأمن المتحكم في القرار الدولي الذي تهيمن عليه الدول الكبرى؛ و تصور للتطوير العمل  العربي المشترك و الجامعة العربية، بل وصلت هذه الاسهامات، فيما يجب إن  تكون عليه الفيفا ، من أجل منع الاحتكار  في الجانب الرياضي .
ليبيا منذ عشر سنوات صارت كسيحة عاجزة بعد  أن تأمر عليها الغرب و العرب ، و ساعدهم في ذلك بعض الليبيين و العملاء المأجورين،  بعد كل هذه المساهمات و الأمجاد و القيادة الوطنية  الرشيدة  التي أجبرت روما على الإعتذار صاغرة لما اقترفته بحق الليبيين تعد سابقة في تاريخ العلاقات الدولية ، بعد  كل هذه الانجازات  صارت ليبيا ملفا تتقاذفه الدول و الدويلات على  أرفف خارجيتها و مخابراتها ، و تعبث بها المخابرات، و يحكمها العملاء، و يقرر مصير شعبها السفهاء، و تعبث بأمنها المليشيات و المرتزقة ، فنهبت ثرواتها ، و أقفلت مطاراتها ، و أغلقت طرقها، و سرقت  ميزانية أكبر مشروع تنموي  شهدته المنطقة العربية و الإفريقية بميزانية تقارب 200 مليار دولار أمريكي،  كانت مصحوبة بنهضة في مجال بناء الإنسان من خلال قرارات إيفاد للتطوير الانسان إلى أغلب دول العالم ، نعم لقد سقطت ليبيا ضحية للمؤامرة الدولية و العربية فتحول ربيعها الحقيقي إلى خريف اجدب ، فهي تعيش اليوم ضحية النزعات الجهوية، و القبيلة اتت على كل شي، حتى صار توفر الكهرباء لساعات تطلق من أجله الزغاريد، و ازالة ساتر ترابي محفلا تزهق من أجله الأرواح، و تشد إليه الرحال ، لقد امعن الليبيون في تدمير بلادهم  و إذلال انفسهم حتى أصبحوا محل شفقة الأعداء الذين دبروا هذه المؤامرة، و انطبق عليهم قول الله تعالى في محكم تنزيله (( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)) صدق الله العظيم
 
موقع الجبهة الشعبية 

سالم بن عبدالله