إعلان

تابعنا على فيسبوك

محمد الأمين الشاه في الميزان

ثلاثاء, 06/07/2021 - 00:50

أنشد كعبُ بن زهير النبيَ صلى الله عليه وسلم   مديحيته الشهيرة  بانت سعاد  ولم ينكر عليه ما جاء فيها من غزل و وصف  وكان الصحابي الجليل عبد الله بن العباس رضي الله عنهما يستمع لعمرو بن ربيعة التغلبي ويستحسن أشعاره  بل ويسأل عن جديدها: "هل أحدث هذا  المغير شيئا" ؛ وكان  شيخ مالك عروة بن أذينة رحمه الله يتغزل في أشعاره ، و اشتهر العلامة الشاعر محمد احمديوره  رحمه بالغزل وهو القائل :

بنت الشريف كشحها المجدول

من حسنه قد ذهب المعقول
فصرت لما لاح لي أقول

عند البطون تذهب العقول
والمقدمة الغزلية ظاهرة فنية في الشعر  حافظ عليها الشعراء من عصر الجاهلية حتى عصر التجديد.
فهل ينبغي  للفقيه  أن يتباين مع الشاعر في غزله؟ 
إن الفقيه إنسان كغيره ينجذب و يميل بفطرته للحسن والجمال.

ومن المجحف أن نطلب  منه التخلي عن إنسانيته والتحلي بأوصاف ملائكية مزيفة وليس محمد الأمين الشاه بدعا من هذا ؛  لكن من الأفضل أن يكون  غزل الفقيه  عذريا  لا يخدش الذوق العام و يستحسن أن لا يبالغ في إظهاره وإفشائه  في كل ناد " أنا الذي أقول " بل يكفيه أن ينسب إليه .
يقول  نزار قباني :

"إن الناس في بلادنا لا يستطيعون أن يفصلوا الكتابة عن الكاتب , والصورة الشعرية عن شخص صاحبها" 
 لذالك من المستحيل أن  تكتب قصيدة على منوال قصيدة أمن آل نعم وأخواتها وتقنع المجتمع أنك الإمام  مالك أو أحمد؛  الشعر  صفة  تطغى على غيرها من الصفات كما يقولون  لذالك غلب  صفة الشاعر والمؤرخ على المختار بن حامدنْ  وهو من هو ؛ لكن  المشكلة أن محمد الأمين الشاه المعروف عند الأكثرين بالأدب والشعر  قبل أن يتجه إلى الفقه يريد أن يرسخ في أذهان الناس أنه فقيه وصرح بهذا عند كلامه على العلماء الربانين بقوله وأحسب نفسي منهم ؛ وكان  الأحرى به أن يقول جعلني الله منهم ؛
زد على ذالك أن الفقيه محمد الأمين الشاه خرج على مذهب المالكية و الجمهور في مسألة ولاية النكاح؛ واتبع الأحناف؛ وهو ما لم يلاقي القبول عند أغلب مجتمعنا نظرا لتمسكهم برأي الجمهور و اعتقاد جلهم أن هذه الفتوى لا تصب في مصلحة بناتهم  خصوصا إذا أنكر الزوج أولاده أو اختفى بعد الحمل ؛ أما تعلق قبول الفقيه؛ بانتمائه لمجتمع معين فيكذبه تاريخ البلاد؛ فهناك أعلام حملوا لواء الفقه في بلادنا ليسوا من مجتمع الزوايا.

سعدنا عبد الباقي