فاز ولد المعلوم مرشح الوكالة؛ وخسر ولد حَبيب مرشح التلفزيون؛ وأخفق ولد زيد مرشح البرلمانية؛ورحل ولد الداه مرشح النقابة.
تلك هي الصورة العامة التي رسمتها ريشة ليلة صحفية طويلة جرت أحداثها على مسرح دار الشباب القديمة؛ أما الغائب الأبرز هذه المرة؛ ولأول مرة فلم يكن سوى مرشح الدولة ومرشح الموالاة، ومرشح المعارضة، فهنيئا للفائز وحظا أوفر للبقية.
وفي ظل اسدال الستار على الحدث الذي شغل الرأي العام يوم أمس لابد أن نستنطق التفاصيل الصغيرة لنستبط منها عدة رسائل متناثرة بين السطور والعناوين العريضة دون أن نوضح تلك السطور والعناوين؛ أو نبين واضحا بأوضح.
- استطاعت الدولة هذه المرة أن تقف على الحياد من الجميع، في فصل جديد من فصول وضع مسافة بينها وبين النقابات تتيح للكل حرية المنافسة والاختيار الشخصي بدون تأثير أو ابتزاز.
- أبانت الليلة الفارطة عن إفلاس الخطاب الجهوي والشرائحي؛ واستثماره في الأغراض الشخصية، موضحة أن الناخب ماعاد يأكل من تلك القصعة، وأن أي لوثة من تلك القاذورات ستضر صاحبها حتما وستحول بينه وبين مقعد الصف الأمامي.
- أظهرت الساعات الماضية أن الشباب قادم؛ وأن التشبيب أصبح واقعا يجب التعامل معه حتى لو خسر الشباب هذه المرة، فهي مجرد جولة ستتبع بعدة جولات.
- فوز الغائب كليا عن (السوشيال ميديا) وإخفاق الحاضرين فيها، أعطى صورة واضحة أن استنطاق الأحداث من وسائل التواصل الإجتماعي مجافاة للواقع، وأن استقراءً للأحداث عبر هذه الوسائل لن يكون بالدقة المطلوبة.
- ربح ولد المعلوم وأخفق منافسوه؛ وفازت البلاد بأول انتخابات نقابية خالية من تدخل السياسيين في أمور تخص النقابات، وغاب المَوَّال القديم (وصلتنا أوامر بدعم فلان) ما يعطي أملا أن الأمور في المستقبل ستكون أكثر شفافية وأشرف منافسة.
أحمد محمد الدوه
إعلامي موريتاني