من سيئات الفوضى المدمرة التي عم بلواها العام 2011 والمعروفة باسم الربيع العربي الذي اجتاح دولا عربية وجرف انظمة ووطن الموت و الفوضى والحروب وعدم الاستقرار السياسي والامني في دول ومجتمعات عربية ابتليت بهذا الطاعون .. واخطر ما تركه من سيئات العجز والهوان الاستراتيجي الذي استوطن الامة منذو ذلك الوقت وحتى اليوم..
من مساوئ تلك الحقبة السوداء انها رفعت القدسية عن كل مقدس وجعلت كل ممنوع مباح حتى ولو كان زهق الارواح البريئة وتدمير المدن والجسور والمنشآت وغزو عقول المجتمعات وتغيير بوصلتها عبر تجاوز كل المسلمات..
لقد قاد التنظيم الدولي للاخوان المسلمين سفينة تلك الفوضى وتاه بها الى المجهول ودفع شباب الامة وزهراتها تحت وهم الديمقراطية والحرية والمستقبل الزاهر الى ساحات القتال العبثي والمواجهة مع الانظمة والجيوش الوطنية لتدميرها وتحطيمها حتى لايبقى في الامة حصن منيع.. و ركب مرشدوا التنظيم وقادة الصف الاول فيه آخر تصاميم السيارات وقضو استراحات الصيف في منتجعات اسطنبول ولا بأس اذا زاروا مشافيها السياحية وانتقلوا منها الى عواصم الضباب والجمال والرشاقة في اوربا او الى عواصم آسيا الهندوكية وحضارة اله كوشنا وتماثيل بوذا في ماليزيا وسانغفورفا تاركين للاسر العربية المآسي والمآتم والاحزان بعد ان قيضوا لها الدم بخرافات الديمقراطية والتجاسر على القادة والرؤساء والرموز الوطنيين هنا او هناك...في هذا النسق العام ليس مستغربا ان يقود اخوان موريتانيا الوجه المحلي الاشنع للسفور والتهور الصبياني حملة هوجاء ضد مكانة ورمزية رئيس الجمهورية مستغلين الجدل السياسي والفكري حول قانون حماية الرموز المعروض امام البرلمان..للتحريض على الرئيس ونظام الجمهورية ولتأليب الراي العام على هذا القانون وعلى كل مرتكز او اساس من شأنه تقوية وتأصيل كل ممارسة يمكن من خلالها وضع حد نهائي لما نرى وما نسمع ونشاهد عبر وسائط التواصل الاجتماعي من تسيب ومن عربدة ومن تجاسر تحمله محتويات الكترونية لاعلاقة لها بالحرية ولا بالديمقراطية ولاتحمل رايا سديدا يساعد في تقدم البلد او الرقي به خطوات.. وانما سباب وشتم وحقد مركز يستهدف المساس بالدولة وبنسيجها المجتمعي و الاثني والجهوي والذي يحلم البعض الى تفجيره حتى يجد الموطئ الانسب لضرب استقرار البلد وتقويض امنه.
وهناك دول اقوى من موريتانيا واكثر عراقة في الديمقراطية وضعت حدا لفوضى شبكات التواصل الاجتماعي وقننت استعمالها بعد ان عرفت من خطرها ما لم نعرفه حتى الآن..فلماذا نتأخر نحن عن ذلك الركب....
محفوظ_الجيلاني