نشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريرا هامًا تناول صدى، وردود أفعال ظهور الدكتور سيف الإسلام القذافي، وبالخصوص من الناحية المصرية، باعتبار الثقل المصري في المعادلة الليبية هام للغاية ومؤثر.
ونظرًا لأهميته قامت “قورينا” بترجمته وإلى النص الحرفي للتقرير:-
ظهر سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، مرة أخرى بعد 10 سنوات من اختفائه عقب نكبة فبراير 2011، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” في 30 يوليوالماضي، حيث كشف عن نيته العودة إلى الحياة السياسية: حيث قال الصحفي الذي اجرى معه الحوار.. وبعد صمت محرج، سألت سيف الإسلام إذا كان لا يزال سجينًا، أخبرني أنه رجل حر وكان ينظم عودة سياسية.
وأضاف إن الذين اعتقلوه قبل عقد من الزمن، أدركوا في النهاية أنه يمكن أن يكون حليفًا قويًا.. وابتسم سيف الإسلام وهو يصف تحوله من أسير إلى قائد منتظر، بقوله: “الرجال الذين اعتادوا أن يكونوا حراس السجن هم الآن أصدقائي”.
وكان قد تم القبض، على الدكتور سيف الإسلام عام 2011، وحكمت عليه محكمة ليبية بالإعدام عام 2015، قبل الإفراج عنه بعد ذلك بعامين.
وأضاف سيف الاسلام القذافي في ذات المقابلة: “لقد اغتصبوا البلاد – إنها جاثمة على ركبتيها”. “لا يوجد مال ولا أمن.. لا توجد حياة هنا”.. اذهب إلى محطة الوقود – لا يوجد ديزل، نصدر النفط والغاز إلى إيطاليا، نضىء نصف إيطاليا ونعاني من انقطاع التيار الكهربائي.. إنه أكثر من مجرد فشل.. إنه إخفاق تام”.
وبمجرد ظهوره للعيان، أعلنت وسائل الإعلام المصرية دعمها له. وفي برنامجه التلفزيوني “بالورقة والقلم” الذي بث في 31 يوليو، قال الاعلامي نشات الديهي، إن سيف الإسلام اعترف بوقوع أخطاء قبل 2011، وحيث لا يوجد بالطبع نظام ملائكي وأي نظام سياسي ممكن تكون لديه أخطاء.
واتهم الديهي، أجهزة المخابرات الأجنبية، بالتلاعب بالمشهد الداخلي الليبي، وتشويه صورة سيف الإسلام بهدف منعه من الترشح للانتخابات الليبية.
وتابع أن سيف الإسلام ينوي الترشح للانتخابات، ويسعى الآن لإنقاذ ليبيا وتحقيق الرغبة الشعبية، لكنه أضاف، أن سيف الإسلام يرفض استلام السلطة بالقوة العسكرية أو أن يفرضه طرف معين.
فيما قال الصحفي عمرو عبد الحميد، في برنامج “رأي عام” في 1أغسطس إن سيف الإسلام، حاول من خلال مقابلته حث الليبيين على المشاركة في الانتخابات المقبلة من أجل إخراج ليبيا من قمعها مضيفا: إنه سعى دائمًا لحل أزمات البلاد، لكن كانت هناك مؤامرة محاكة في ليبيا لإسقاط البلاد.
من جانبه قال النائب المصري مصطفى بكري، للمونيتور إن سيف الإسلام سيغير المعادلة في ليبيا، ليس فقط لأنه ابن معمر القذافي، ولكن أيضًا لأن لديه رؤية والعديد من المؤيدين في جميع أنحاء ليبيا، على عكس أي فصيل سياسي آخر، وشدد بكري أن سيف الإسلام قد يكون خيارًا لإعادة توحيد ليبيا.
وحيث يحظى سيف الإسلام، بدعم جميع المناطق والقبائل الليبية، كما أنه في 21 أغسطس 2020، انطلقت مسيرات في عدة مدن ليبية للمطالبة بترشيح سيف الإسلام لانتخابات الرئاسة.
لكن أشار بكري، إلى أن هناك بعض المعوقات القانونية التي يمكن أن تعيق ترشح سيف الإسلام القذافي.
وكانت قد أصدرت محكمة جنايات طرابلس في 28 يوليو 2015 حكماً غيابياً بالإعدام بحق سيف الإسلام وثمانية من عناصر النظام الجماهيري، بينهم عبد الله السنوسي رئيس المخابرات الأسبق، وبغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في النظام الجماهيري، لكن هذا العام، وفي 27 مايو الماضي، قضت المحكمة العليا الليبية – أعلى سلطة قضائية- بإلغاء حكم الإعدام الصادر ضد سيف الإسلام وقبول الاستئناف.
(( والمقصود أن المحكمة العليا في ليبيا، قد نقضت وألغت الحكم بالاعدام، مسببة ذلك بضعف الأدلة التي تأسس عليها الحكم، أي فساد الحكم القضائي)).
ياتي هذا فيما ناقش مجلس النواب، ومقره طبرق برئاسة عقيلة صالح ، في 3 أغسطس الماضي، مشروع قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية وشروط وإجراءات الترشح لرئاسة الدولة.
وفي محاولة للرد على تصريحات سيف الإسلام، شدد صالح خلال جلسة البرلمان على أنه لا يحق لأي شخص مدان من قبل المحكمة الجنائية الدولية الترشح لرئاسة ليبيا.
وردا على سؤال حول دعم مصر لسيف الإسلام في الانتخابات المقبلة، قال مصطفى بكري إن سياسة مصر واضحة وقائمة على استقرار ليبيا ومواجهة الجماعات المتطرفة التي تستنزف ليبيا وتنهب ثرواتها.
وأكد أن مصر ستدعم الشخص الذي سيختاره الليبيون، والقادر على توحيد ليبيا ووضع حد لسنوات الفوضى والانهيار، التي شهدتها في أعقاب سقوط الدولة عام 2011.
من جانبه قال النائب الليبي علي السعيدي لـ “المونيتور” إن لسيف الإسلام الحق في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ، وأن قرارات المحكمة الجنائية الدولية ليست ملزمة.
وردا على سؤال حول الموقف المصري، من ترشيح سيف الإسلام قال السعيدي، إن مصر تدرك جيدا أن أمن ليبيا يؤثر على أمنها.
وشدد على أن أمن واستقرار ليبيا لن يتحقق إلا إذا وصل شخص قادر على لم شمل الليبيين، على رأس القيادة لمحاربة الميليشيات المسلحة المدعومة من قطر وتركيا وتسعى للسيطرة على الأراضي الليبية وثرواتها.
في السياق ذاته، كشفت مصادر ليبية ومصرية رفيعة المستوى من داخل لجنة معنية بالملف الليبي، في 18 سبتمبر 2018، لصحيفة العربي الجديد القطرية (( والتي تمولها دويلة قطر ومدعومة من أسرة آل ثاني)) عن عقد لقاء رفيع المستوى بين سيف الإسلام ومسؤولين من مصر والإمارات لبحث سبل إعادة ترتيب البيت الليبي، ومستقبل سيف الإسلام السياسي، وظهوره مرة أخرى.
في غضون ذلك، قال خالد المشري، رئيس مجلس الاخوان الأعلى “الدولة الاستشاري”، في تصريح لافت عبر كلوب هاوس، إن معظم القوى الدولية، ولا سيما روسيا ومصر تخلت عن حفتر.
ترجمة قورينا
============
https://www.al-monitor.com/originals/2021/08/gadhafis-son-announces-retu...
==============