انتقلت العلاقات بين المغرب والجزائر الى مستوى خطير جدا بعدما قامت الجزائر بعسكرة الحدود مع المغرب، فيما لم يستبعد المراقبون إغلاق مجالها الجوي أمام حركة الملاحة مع جارها الغربي.
وكان المجلس الأعلى للأمن الجزائري برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، الذي يشغل منصب وزير الدفاع، قد عقد اجتماعا استثنائيا يوم الأربعاء الماضي، ووجه اتهامات خطيرة الى المغرب بالتنسيق مع إسرائيل لضرب استقرار الجزائر وامنها.
واتهم المجلس في بيانه تلميحا السلطات المغربية بالتسبب في الحرائق التي شهدتها البلاد بتوظيف الحركة الانفصالية القبايلية “ماك”. وأعلن المجلس عن وجود نية بإعادة النظر في العلاقات مع المغرب.
وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد اتهم المغرب بداية الأسبوع بالتنسيق مع إسرائيل لضرب الجزائر، وندد بتصريحات وزير خارجية إسرائيل الذي تحدث عن التنسيق بين الجزائر وإيران خلال زيارته الى الرباط.
وتشن الصحافة الجزائرية حملة ضد المغرب لا سابقة لها، حيث كتبت جريدة “ألجري باتريوتيك” مساء أمس أن الجزائر تفكر في تعليق الخط الجوي الرابط بين الجزائر العاصمة والدار البيضاء المغربية كإجراء ضمن إجراءات إعادة النظر في العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويعد الخط الجوي المنفذ الوحيد لمواطني البلدين بعد إغلاق الحدود البرية، للجزائريين المقيمين في المغرب ويعدون بعشرات الآلاف وللمغاربة المقيمين في الجزائر يتعدى عددهم 200 ألف، والحدود البرية مغلقة منذ 1994.
وتؤكد الجريدة التي يملكها وزير الدفاع الأسبق خالد نزار قيام الجيش الجزائري بعسكرة الحدود مع المغرب وإعلان حالة طوارئ استثنائية لترفع العلاقات الى توتر غير مسبوق خلال العقدين الأخيرين.
وبدوره كثف المغرب من تواجده العسكري في الحدود، وهناك تخوف من وقوع انفلات بسبب التوتر الذي قد يؤدي الى مناوشات عسكرية.
ورغم الإجراءات التي تعلن عنها الجزائر ومنها إعادة النظر في العلاقات، تلتزم الرباط الصمت ولم ترد على بيان المجلس الأعلى للأمن الجزائري. ولم يستدعي المغرب سفيره من الجزائر للتشاور بينما استدعت الجزائر سفيرها المعتمد في الرباط منذ ثلاثة أسابيع.
وتفسر الصحافة المغربية مواقف الجزائر الأخيرة بمحاولة السلطة تصدير مشاكلهم الداخلية مثل الحراك الشعبي الى الخارج.