إعلان

تابعنا على فيسبوك

الفلسطينيون يتساءلون في ذكرى رحيل عرفات الـ17: من قتله؟

خميس, 11/11/2021 - 15:40

يُحيي الفلسطينيون، الخميس، الذكرى السنوية الـ17 لوفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، والذي توفي في العاصمة الفرنسية باريس، ورغم مرور سنوات عدة لم يكشف بعد لغز مقتله.

 

وأدخل عرفات إلى المستشفى الفرنسي العسكري في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2004، بسبب آلام في البطن شعر بها في مقره في رام الله، حيث كان محتجزا منذ كانون الأول/ ديسمبر 2001 محاصرا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأثيرت الشبهات بإمكانية تعرضه للسم، غير أن وضعه الصحي ترك الكثير من الغموض بشأن أسباب وفاته، ومع مرور 17 عاما، فإن اللجنة المكلفة بالتحقيق حول وفاته لم تكشف التفاصيل الكاملة.

 

وكان رئيس لجنة التحقيق بظروف وفاة عرفات اللواء توفيق الطيراوي كشف لوكالة "فرانس برس" قبل سنوات أن "لجنة التحقيق توصلت إلى الشخص الذي نفذ الاغتيال"، مشيرا إلى أنه "بقي لغز صغير فقط قد يحتاج إلى وقت لكشف بقية تفاصيل عملية الاغتيال". لكنه رفض إعطاء المزيد من المعلومات حول المشتبه به وحول سير التحقيق.

 

وتحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية وفاة عرفات، للاحتلال الإسرائيلي الذي حاصر مقر المقاطعة مع بدايات الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

 

القيادي الفلسطيني ناصر القدوة، ابن شقيقة عرفات، جدد اتهامه للاحتلال الإسرائيلي بقتله، عبر "دس السم" له.

 

وقال القدوة في حوار مع وكالة الأناضول: "هناك قناعة لديّ، ولدى عموم الشعب الفلسطيني، أن وفاة عرفات لم تكن طبيعية وجاءت نتيجة تسميمه".

 

وأضاف: "إسرائيل المتهم الوحيد، هي من خطط ونفذ، قد يكون هناك بعض العملاء ساعدوا بشكل أو بآخر، لكن الأهم أن الفاعل هي إسرائيل".

 

وفي تموز/ يوليو 2021 رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، قبول طلب أرملة عرفات وابنته اللتين لجأتا إلى هذه الهيئة القضائية بعدما رد القضاء الفرنسي دعوى في التحقيق في اغتياله. 

 

وعثر على آثار لمادة البولونيوم 210 المشعة والعالية السمية على أغراض شخصية للزعيم الفلسطيني، وكان خبراء معينون من قبل القضاة الفرنسيين رفضوا مرتين فرضية التسميم مشيرين إلى أن وجود غاز الرادون المشع الطبيعي في البيئة الخارجية يمكن أن يفسر وجود هذه الكميات الكبيرة من البولونيوم.

 

وبالعكس، رأى خبراء سويسريون استعانت بهم أرملة عرفات أن نتائجهم "تدعم منطقيا فرضية تسمم" بالبولونيوم. وذكرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن تقريرا إضافيا لخبراء أمر به قضاة التحقيق أكد نتائج التقرير الفرنسي.

 

وولد عرفات في القدس في الرابع من آب/ أغسطس عام 1929، واسمه بالكامل محمد ياسر عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.

ودرس عرفات في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقا.

 

وشارك في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها عام 1968، وانتخب رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري، ويحيى حمودة.

وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية "حمام الشط" بتونس، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين.

ووقع ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إسحاق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال في البيت الأبيض، في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى غزة، ليتم تشكيل السلطة الفلسطينية التي ترأسها.

وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000، اندلعت انتفاضة الأقصى في 28 أيلول/سبتمبر، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال عرفات في مقره، واجتاحت عدة مدن في عملية أطلقت عليها اسم "السور الواقي"، وأبقت الحصار مطبقا عليه.

 

وفي ذكرى وفاته كل عام، يطلق النشطاء الفلسطينيون هاشتاغ "من قتل عرفات" متسائلين عن مصير ملف التحقيق في مقتله.