قدم رئيس السلطة العليا الحسين ولد مدو عرضا حول تجربة الضبط الاعلامي بموريتانيا؛ واقعه وتحدياته وآفاقه في ظل الاصلاح الاعلامي.
واستعرض ولد مدو خلال العرض الذي ألقاه بقصر المؤتمرات بانيامي أمام رؤساء سلطات الضبط الاعلامي الإفريقية مسار تأسيس السلطة العليا؛ كهيئة ضمن الجهاز المؤسسي لتجذير مكسب الديمقراطية والتعدد والمكاسب التي حققتها الهيئة منذ تأسيسها والمصاعب التي تواجهها.
واستعرض رئيس السلطة العليا بتفصيل محاور الإصلاح الاعلامي الذي تشهده البلاد بعد تأسيس اللجنة الوطنية لإصلاح قطاع الاعلام؛ ومباشرة السلطات المعنية تنفيذ توصياتها التي من شانها تطوير الحقل ومعالجة اختلالاته؛ وتمهين القائمين عليه، وتوطيد المقاولة الاعلامية مبرزا أهم محاور هذا الإصلاح التي تجلت في مراجعة قانون السلطة العليا وصولا للمزيد من التفعيل والتمثيل والتمهين بما فيها تأمين تمثيل الطيف الاعلامي ومؤسسة زعامة المعارضة؛ وكذا مشروع قانون الصحفي المهني والخدمة الالكترونية ومراسيم البطاقة الصحفية.
وعدد ولد مدو المكاسب التي حققتها السلطة في مجالات الضبط وتطوير الحقل والتشاور مع الاعلاميين والسياسيين وممثلي المجتمع المدني، مؤكدا الحرص على بعد التكوين كضامن لتعزيز اخلاقيات المهنة؛ وكدافع لتملك الصحفيين للمعارف المهنية.
ودعا ولد مدو الى المزيد من تفعيل التعاون بين هيئات الضبط الافريقية؛ وتسريع باقي المحاور المتعلقة بالتحول الرقمي وتعزيز البنية التحتية للتقنيات الجديدة كرافعة لتطوير الحقل
وفي مجال الضبط المهني في ظل العصر الرقمي أكد رئيس السلطة العليا على اهمية التواصل مع المنصات الدولية في ظل عولمة المنصات الإعلامية والتنسيق بين الهيئات الافريقية؛ بما يكفل تحيين وترشيد معلومات هذه المنصات؛ خدمة للحقيقة والحرية و للسلم الاجتماعي في بلداننا.
واستعرض ولد مدو أمام الحضور الشكوى التي تلقاها من الفلسطينيين بشأن مصادرة الفيسبوك للمحتويات المناصرة لفلسطين؛ وللقضايا العادلة؛ وكيف كان الشعب الفلسطيني يتعرض للتقتيل بينما تحرمه عن قصد هذه المنصات حذفا وتعليقا؛ من أبسط اشكال التضامن التي يعبر عنها الأحرار في العالم ومناصرو القضايا العادلة .
موضحا ان هذه المنصات العالمية باتت تخضع بشكل كامل لأجندة القائمين عليها والمعلنين فيها بشكل لا يؤثر فقط على نجاعة أداء هيئات الضبط الافريقية وإنما حتى على مكانة ومسؤولية الدول؛ وقيم الحق والعدل؛ وهو ما سعت البلدان الاوروبية للتعاطي معه بالتنسيق مع المنصات المذكورة لإيجاد حلول تضمن تكريس قيم العدل والحرية والإنصاف وسيادة الدول، بينما افتقدت البلدان والهيئات الافريقية هذه القدرة التفاوضية الجماعية؛ ما أرغمها على التقدم بشكل منفرد الى هذه المنصات دون وجود أية ضمانات أكيدة للتعاطي مع مطالبها.
وتأتي المحاضرة ضمن فعاليات المنتدى الدولي حول الضبط الإعلامي في العصر الرقمي الذي اختتمت أعماله أمس بالعاصمة النيجيرية.