عقدت لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع في اتّحاد المحامين العرب اجتماعها في مقرّ الاتّحاد بالقاهرة بعد ظهر الأربعاء تحدّث فيه الأستاذ غازي فخري؛ والدكتور محمد بسيسو؛ والأستاذ الدكتور أيمن سلامة؛ الذي قدّم دراسة بشأن الأسرى هم مختطفون من قبل سلطات الكيان الصهيوني، كما تحدّث السفير الدكتور أشرف عقل عضو اللجنة ورئيس لجنة القدس في رابطة الجامعات الإسلاميّة.
ثمّ كانت محاضرة الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني عضو اللجنة والمفكّر والأستاذ الجامعي، عنوانها: القدس عنواننا، وفلسطين اتّجاهنا، والمقاومة خيارنا.
وقد ذكّر السحمراني بالاستراتيجيّة القائمة على أسس وضعها مطلق حركة المقاومة *جمال عبد الناصر* هي: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ولا نداء أقدس من ندائها. وما أخذ بالقوّة لا يستردّ بغير القوّة. وغيرها. وعرض واقعة استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض بتاريخ ٩-٣-١٩٦٩ في حرب الاستنزاف وقد رثاه الشاعر سليمان العيسى، وممّا قاله:
إقرأ على المتسكّعين رسالتي
وبدمك فليطّهر الجبناء.
وحدّد السحمراني مهمّات عدّة هي:
(١)- رصد التصدّعات في كيان العدوّ الصهيوني في الجانب الفكري وبيان خرافة أسس الصهيونيّة بخطّ كُتّاب من الكيان أو يهود، والتصدّعات في بنية جيش العدوّ والفرار من الخدمة العسكريّة، وسرقات السلاح من مخازن جيش العدوّ والذخائر...
(٢)- رصد التحوّلات في الرأي العام الدولي لتصبح في موقف العداء للصهاينة وللكيان الغاصب، وبشكل خاصّ في أوروبية الغربيّة وأمريكة، لتوظيف ذلك في حشد القوى ضدّ العدو ومحاصرته.
(٣)- عربياً: وقف الرهان على المنظّمات الدوليّة وقراراتها، وإلغاء أكذوبة السلام مع العدوّ الإسرائيلي، وكذلك وقف مهزلة مقولة حلّ الدولتيْن، فمن الذي فوّض للمساومين التفريط بذرّة تراب من فلسطين وكلّ أرض محتلّة؟ والذهاب إلى استراتيجيّة حشد القوى في مسار خيار المقاومة، ووقف الزحف نحو التطبيع وهو خيانة، هذا مع دعم الداخل الفلسطيني من كلّ المقتدرين لتعزيز الصمود وتفعيل المقاومة. وإذا كانت سلطات وحكومات تتحدّث في أمور ومواقع ديبلوماسيّة، فإن القوى الشعبيّة والنقابات والاتّحادات لا يصحّ منهم سوى التزام خيار المقاومة بكلّ أنواعها وميادينها...
(٤)- فلسطينيّاً: المطلوب ترسيخ الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة فالفرقة والانقسام مؤامرة تخدم العدوّ، وهذا يوجب على الفصائل والقوى الفلسطينيّة حين النزول إلى ساحات المواجهة أن يرصّوا الصفّ بلا تسميات فصائليّة أوجَهويّة. وواجب كلّ المنخرطين في صفوف المقاومة رفض سياسة الولاء للمحاور التي تستثمرها تنظيمات ونظم وهذا لا يخدم قضيّتنا الأولى فلسطين.
وطالب السحمراني أن ينخرط الجميع في إطار منظّمة التحرير الفلسطينيّة وأن يقيم رئيسها خارج فلسطين مع التذكير بميثاقها وأنّها منظّمة تحرير لا منظّمة مساومة ومفاوضات، وكذلك رؤساء الفصائل يقيمون في خارج فلسطين ولا يكون رئيس السلطة ولا الحكومة أو أيّ مشترك في أعمال سلطويّة هو رئيس أو أمين عام لمنظّمة فدائيّة مقاومة، ونبّه السحمراني المسؤولين في السلطة وقيادات الفصائل والشخصيّات المنخرطة في خيار المقاومة من مظاهر البذخ والسرف فهذا لا يتناسب مع من يكون قدوة في الجهاد والنضال....
وختم السحمراني بضرورة حشد القوى والشعب الفلسطيني في خيار المقاومة الشعبيّة والفكريّة والثقافيّة، والاقتصاديّة، والإعلاميّة ،والذروة هي المقاومة العسكريّة، مع هجر مصطلح غير مناسب ولا ينسجم مع روح المقاومة هو المقاومة السلميّة، وهذه المقاومة ابتغاء تحرير فلسطين كلّ فلسطين وفي قلبها القدس والمقدّسات وكلّ أرض يحتلّها العدوّ، ومغادرة مقولة حلّ الدولتيْن التي سقطت وقادت إلى فرصة استفاد منها العدوّ ليزيد من أعمال التهويد وبناء المستعمرات وسائر أشكال الجرائم.