أطلقت جنوب إفريقيا وناميبيا وأربع دول إفريقية أخرى رسميا في 18 مايو التحالف الإفريقي للهيدروجين الأخضر، بهدف جعل القارة في المراكز الأولى في السباق نحو تطوير الهيدروجين، ولتعجيل الانتقال من الاعتماد على الوقود الأحفوري واستخدام تكنولوجيات الطاقة الحديثة التي تفتح المجال أمام الجميع للحصول على إمدادات طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة.
عند تشكيل هذا التحالف، تعتزم كل من كينيا وجنوب إفريقيا وناميبيا ومصر والمغرب وموريتانيا تعزيز التعاون من أجل خلق بيئة مستدامة نحو مزيد من تطوير الهيدروجين الأخضر
ويشمل ذلك وضع سياسات عامة وتنظيمية، وبناء القدرات، والتمويل، وإصدار الإفادات اللازمة لتعبئة إنتاج الهيدروجين الأخضر للاستخدام المحلي والتصدير.
يدعو التحالف الآن المزيد من البلدان الإفريقية للانضمام إلى هذا الجهود، والاستجابة للفرص التي توفرها مصادر الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة وتكنولوجيا التحليل الكهربائي سريعة التطور كما أن هناك إشارات في بعض الأسواق الرئيسية تتوقع ارتفاعا كبيرا للطلب على الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع خلال هذا العقد.
أطلقت الدول رسميا تحالف الهيدروجين الأخضر الإفريقي في أول جمعية عالمية للهيدروجين الأخضر على الإطلاق، في برشلونة إسبانيا، بدعم من أبطال الأمم المتحدة رفيعي المستوى في مجال مواجهة تغيير المناخ، ومنظمة الهيدروجين الأخضر، وبنك التنمية الأفريقي ولجنة إفريقيا الاقتصادية التابعة لأمم المتحدة.
يُلاحظ أن الهيدروجين الأخضر، المنتج بالطاقة المتجددة، لديه القدرة على إزالة الكربون بسرعة من القطاعات الصناعية التي يصعب التخلص منها مثل الصلب والمواد الكيميائية والأسمدة والشحن البري والبحري
ويُفترض أن عددا من البلدان الإفريقية مناسبة تماما لتطوير صناعات الهيدروجين الخضراء، مع إمكانات قوية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومساحات كبيرة من الأراضي غير الصالحة للزراعة.
يمكن أن يوفر هذا للأفارقة ولوجا جديدا إلى مصادر الطاقة النظيفة، وفرص العمل في الاقتصاد الخالي من الانبعاثات، ومزايا الصحة العامة مثل الهواء النظيف، وخلق الثروة المحلية، والاستفادة من إيرادات التصدير.
على سبيل المثال، من المتوقع أن يؤدي هدف جنوب إفريقيا المتمثل في نشر 10 جيجاوات من سعة التحليل الكهربائي في كيب تاون الشمالية وحوالي 500000 طن في الساعة من الهيدروجين بحلول عام 2030 إلى خلق 20 ألف وظيفة و30 ألف بحلول عام 2040.
ومن المتوقع أن يسهم مشروع ناميبيا المخطط له للهيدروجين الأخضر بقيمة 9.4 مليار دولار أمريكي في خلق 15 ألف وظيفة أثناء البناء و3000 وظيفة دائمة، 90 بالمائة من هذه الوظائف يشغلها ناميبيون.
ومن المقرر أيضا تنفيذ مشاريع في مصر وموريتانيا والمغرب.
ومع ذلك، يشير التحالف إلى أن تطوير الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع وخفض تكاليف إنتاجه سيتطلب التعاون بين الحكومات والشركات والمستثمرين ومصارف التنمية متعددة الأطراف والمجتمع المدني والخبراء التقنيين والأكاديميين وغيرهم.
ستكون الحوكمة أيضا أساسية، حيث تعتبر الشفافية والمساءلة أمرا أساسيا لضمان تجنب قطاع الهيدروجين الأخضر للمزالق التي أثرت على الصناعات الاستخراجية الأخرى في القارة.
وتعتزم البلدان الست المؤسسة جعل التحالف منبرا للتعاون بشأن مسارات العمل، واستكشاف أوجه التعاون بين مشاريع الهيدروجين الأخضر، وتبادل الدروس المستفادة والبحث والتطوير، فضلا عن التعاون مع القطاع الخاص ومؤسسات تمويل التنمية والمجتمع المدني.