إنه لشرف لي عظيم أن أخاطب جمعيتكم الموقرة هذه في دورتها الخامسة والسبعين، أصالة عن نفسي ونيابة عن السادة وزراء الصحة العرب؛ متمنيا لأعمالها أن تتكلل بالتوفيق والنجاح.
إن وقوفي هذا أمامكم سانحة للتعبير عن أصدق التهاني للسيد/ ............ بمناسبة اختياره رئيسا لهذه الدورة.
ولتسمحوا لي -أيضا- بانتهاز هذه الفرصة لتقديم التهنئة للسيد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبر يسوس على انتخابه لولاية جديدة وهو أمر تدعمه دولنا العربية.
إننا نقف اليوم متطلعين إلى مستقبل نتجاوز فيه كل العقبات والهواجس الصحية التي تلبست عالمنا خلال السنتين الفارطتين، خاصة جائحة كوفيد 19.
إن الحديث عن فيروس كورونا المتحور فرصة مناسبة للإشادة بالدور الريادي الذي اضطلعت به مبادرة كوفاكس العالمية لضمان إتاحة اللقاحات لجميع البلدان على نحو سريع ومنصف.
وهي فرصة -كذلك- لنثمن جهود منظمة الصحة العالمية في تسهيل حصول بعض الدول -ومن بينها دول عربية- على التكنولوجيا المستخدمة في إنتاج اللقاحات، كما نؤكد على أهمية وضرورة إشاعة تكنولوجيا mRNA المستخدمة في تصنيع اللقاحات.
السيد الرئيس
إن العمل في الدول العربية منصب على تعزيز ودعم النظم الصحية؛ لتمكينها من الصمود أمام أحداث الصحة العمومية الكبرى، وذلك تنفيذا للاستراتيجية العربية المتعلقة بالطوارئ الصحية الرامية إلى دعم الأمن الصحي العربي.
السيد الرئيس
سعت الحكومات العربية إلى تعزيز صحة السكان في إطار رؤية شاملة تعزز من قدرات قطاعات الصحة في البلدان للدفع بمجال الوقاية وتعزيز الصحة، وقد أُدرجت استراتيجيات مهمة صاحبت هذه الرؤية.
السيد الرئيس
لا يخفى عليكم -من خلال التقارير ذات المصداقية الصادرة عن خبراء منظمة الصحة العالمية- أن الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية والجولان السوري المحتل، تشهد تدهورا بالغا؛ بحيث انخفضت مستويات الرعاية الصحية نتيجة الأضرار التي ألحقتها -وتلحقها- الاعتداءات، المتكررة وغير المبررة، بفرق الإنقاذ والطواقم الطبية، وبالبنية التحتية الصحية، كما تدركون أن منظمة الصحة العالمية تصوت كل سنة وبأغلبية ساحقة على قرارات تدين العدوان المتواصل، وتطالب بالدعم والعون للسكان خاصة المتضررين.
وإننا من هذا المنبر الإنساني المحترم ندعوكم إلى تقديم مزيد من الدعم المادي والتقني للفلسطينيين، كما ندعوكم لمواصلة شجب وإدانة كل أشكال التمييز التي يعاني منها مواطنو تلك الأراضي التي تشهد ظروفا إنسانية صعبة منذ عشرات السنين.
إننا -كذلك- نلفت انتباه المجتمع الدولي -من خلال الجمعية العامة للصحة- إلى الأوضاع الصحية الصعبة التي تعيشها بعض البلدان العربية التي تشهد حروبا ونزاعات، وتواجدا للاجئين. وهي أوضاع ستؤثر -دون شك- على التزاماتنا بخصوص بلوغ أهداف التنمية المستدامة في أفق ٢٠٣٠.
كما أن الأوضاع الصحية الحرجة في دولة لبنان؛ التي تمر بمرحلة عصيبة، تستلزم الدعم العربي والدولي.
السيد الرئيس
أتمنى مرة أخرى كل التوفيق والنجاح لأعمال الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العالمية للصحة.
أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته