ضاق حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، الجناح السياسي لإخوان موريتانيا، ذرعا، بنائبة عنه في البرلمان، تمردت على نهجه السياسي.
وبعد تعرض قيادات في الصف الأول للحزب لانتقاد لاذع من طرف النائبة سعداني بنت خيطور، قرر إخوان موريتانيا فصل عضوة البرلمان المتمردة، بعد اجتماع مكتبه التنفيذي أمس الخميس لاتخاذ قرار الطرد النهائي.
بنت خيطور التي انتٌخبت نائبة في البرلمان عن حزب "تواصل" الإخواني، عام 2018، ضايقت قيادات الحزب، ووجهت إليهم تهما ثقيلة، بالتقاعس عن الدفاع عن القضايا الحقوقية، خاصة قضية تهميش شريحتي "الحراطين"، و"المعلمين"، وتنتمي سعداني للأخيرة.
وشنّت البرلمانية الشابة، هجوما لاذعا على الشيخ محمد الحسن الددو، وهو من القادة البارزين لإخوان موريتانيا، وانتقدته على عدم إصدار أي فتوى بشأن قضية الرق، رغم فتاواه الكثيرة في كافة المجالات.
كما انتقدت القيادي في "حزب الإخوان" محمد غلام الحاج الشيخ، ووصفته بـ"المخنث"، وبأنه "عار على الحركة الإسلامية"، وردّ عليها النائب السابق، بألفاظ نابية، مطالبا بـ"التبرؤ منها".
ضجة في الشارع الموريتاني
قرار فصل سعداني من حزب "تواصل"، قوبل بتفاعل كبير في الشارع الموريتاني، بين مؤيد لخطوة "التأديب"، ومنتقد لضيق أفق الحزب الإخواني، الذي لم يقارع البرلمانية بالحجة، في نقاش فكري ينبغي أن يواجه بالكلمة والقلم، لا بالفصل التعسفي، كما يقول معلقون.
وعلق ناشط يدعى محمد الأمين على الجدل الذي يزداد سخونة على مواقع التواصل الاجتماعي بالقول: "أخشى بأن طرد النائب سعداني بنت خيطور، والتعاطي معها في هذه الأزمة، والملاسنات التي ظهرت للعلن، أظهر بأن القوم في حقيقتهم ما يزالون يعضون ويتمسكون بنظرتهم الشوفينية للدين أولا، وأكدت بأن غيرهم يتامى لا ينبغي لهم رفع صوت إلا بما قرر لهم ووفق ما خطط له".
وكتب الحضرمي الشيخ سيدي محمد: "لم يطرأ جديد سوى أنها هذه المرة رفعت صوتها ضد "المنظومة المختلة" ولكن داخل حزب تواصل، وواجهت جبروت قادة ورموز لا يلمسون في الحزب... أيضا تم تهديدها بالضرب... وقام المكتب التنفيذي (....) بفصلها نهائيا من الحزب في ظل صمت مطبق لداعمها الأول"، في إشارة إلى أحد أعضاء المكتب التنفيذي للحزب.
فيما قدمت كاتبة تدعى الدهماء، قراءتها للجدل الدائرة قائلة: "..... صنعوا الشرائحية بنت خيطور لتكون صوتَ "المتظلِّمين" من قومها أو طُعْمَ صيدٍ لأصواتهم، تمرَّدت على قيدهم وهيَّ تُبدِّل جِلْدها فقاموا بجَلْدِها.. زحفت صوب الخط الأحمر فشيطنوها!.. لقد رفعت صوتها أكثر ممَّا يَبغون، أو رفعت رأسها أعلى مما يسمحون. نحتاج فتحا إسلاميا جديدا، يُعيد تهذيب "ديگات (مشاجرات) الإسلاميين".. الشيطان نفسه لم يعد يفهم كثيرا في أحوالنا، ويرغب في المساعدة بدروس وعظ في ضبط النفس وعفة اللسان".
حسين عبدات؛ ناشط يضع صورة سعداني خيطور، كتب من جانبه: "فصل سعداني من حزب تواصل يؤكد أن حزب تواصل مجرد حزب قبلي بدعاية دينية مزيفة والدين منهم بريء. والمشروع الذي تحمله النائبة سعداني خيطور أكبر من أن يحصر في حزب، لا سيما في حزب يقدم أسوأ نسخة من الإسلام السياسي الحديث".
وأضاف: "فقد تواصل مقعدا في البرلمان وسعداني لم تخسر شيئا، وستدافع عن قضيتها الوطنية، بكل ما أوتيت من وسائل، وتمتلك أوراقا كفيلة بإسقاط النظام، لا سيما بحزب أعرج وستفتح بوابة جهنمية على النظام السياسي خصوصاً تواصل".
وتابع: "إن دل هذا القرار على شيء فإنما يدل على أن تواصل غير مهتم بقضايا الفئات المهمشة خصوصاً المعلمين، كما لمح لنا بذالك من قبل بصمت نوابه على حادثة القاسم ولد الزين، (رجل دين أساء لشريحة المعلمين)، كما يؤكد أن القانون الداخلي لحزب تواصل يحتوي على إحدى المواد التي تمنع النائب من الدفاع عن قضايا الفئات الهشة أو الحديث عنها".
وختم الناشط تدوينته على فيسبوك بالقول: "إننا نحن شباب المعلمين نعلن القطيعة التامة مع هذا الحزب، ونطالب رئيس الجمهورية بحله فورا، قبل دخول البلاد في ما لا تحمد عقباه...".