كشفت روسيا عن إدخال تحديثات جديدة على المنظومة الصاروخية "تور إم– 2" تشمل زيادة حمولتها من الذخيرة، وهو ما يعزز قدراتها النارية على مهاجمة الأهداف المعادية سواء أكانت صواريخ أم طارات مسيرة وحتى الأهداف البرية.
وقال فياتشيسلاف كارتاشوف، المسؤول بمصنع "كوبول" الذي يضطلع بمهمة إنتاج تلك المنظومة، إن التعديل الجديد لمنظومة الصواريخ الروسية "تور-إم 2" المضادة للطائرات، سيزيد من حمولتها من الذخيرة بمقدار الضعف، بينما سيصبح هيكلها أخف، وفقا لوكالة "سبوتنيك"الروسية.
وتعد "Tor-M2" من أخطر الأسلحة الروسية في حرب أوكرانيا، إذ تتميز بقدرتها على إطلاق الصواريخ أثناء الحركة وفي وضع الثبات خلال 10 ثوان من اكتشاف الأهداف المعادية، كما تصطاد الأهداف المعادية البرية والبحرية والجوية لذا فهي متعددة المهام.
ومنذ اندلاع الحرب بأوكرانيا والمنظومة تغطي كل المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الروسي، وفقا لوزارة الدفاع الروسية، التي أكدت أن أنظمة "تور-إم" تعمل مع جيش الدبابات الأول للقوات المسلحة الروسية في منطقة العمليات في أوكرانيا.
وتستخدم "تور إم 2" التي منها نماذج مطّورة هي "تور إم 2غي" التي تسمى بـ"المجنزرة"، و"تور إم 2 كا" الملقبة بـ"المدولبة"، و"تور-إم 2إي"، التي يطلق عليها "المشكلة، أي القابلة لاستبدال أقسامها" وذلك لتدمير الطائرات والمروحيات والمسيّرات والصواريخ الموجّهة وغيرها من الأسلحة فائقة الدقة المحلّقة على ارتفاعات متوسطة وصغيرة.
كما أن المنظومة التي دخلت الخدمة عام 2007، قادرة على إصابة الأهداف الجوية من وضع الثبات أو من الحركة، كما يمكنها تقليل سرعتها إلى 20 كيلومتر في الساعة وتستمر في تدمير الأهداف المعادية، فضلا عن تستطيع إطلاق الصواريخ من وقفات قصيرة.
وتشمل المنظومة 8 صواريخ يمكن أن تدمر الطائرات الشبحية والصواريخ الموجهة وغيرها من الأهداف المحلقة بسرعة 700 كلم/ساعة على ارتفاع 10 كيلومترات.
وبمقدور المنظومة مرافقة 50 هدفا جويا في آن واحد، لتختار منها أخطر 10 أهداف وتدمّر 4 أهداف منها في وقت واحد، كما تستطيع استخدام رادار تابع لمنظومة مجاورة وتقدم لها معلومات واردة من رادارها.
أخطر منظومة صاروخية
ويقول موقع "ميليتري توداي" الأميركي، إن منظومة "تور إم - 2" واحدة من أخطر الأنظمة الدفاعية القصيرة المدى، التي أثبتت فاعلية كبيرة ضد للطائرات المسيّرة التي أصبحت تهدد قوات الدفاع الجوي حول العالم.
ويضيف أن صواريخ "تور إم2"، تصنف ضمن منظومات الدفاع الجوي التكتيكية التي يمكنها حماية المواقع العسكرية الثابتة والتشكيلات المتحركة، لقدرتها على العمل بمختلف الظروف الجوية.
وبدأ الاتحاد السوفيتي تطوير هذه المنظومة عام 1986 لسد ثغرة عدم قدرة وسائل الدفاع الجوي البعيدة المدى على التعامل مع الأهداف الجوية التي تحلق على ارتفاعات منخفضة أو التي تظهر في مدى قريب جدا، وفقا لمجلة "ميليتريووتش ماغازين" الأميركية.
وأشارت إلى أن "تلك المنظومة حققت نجاحا كبيرا في التصدي لصواريخ توماهوك الأميركية المجنحة".
وإضافة إلى عملها مع القوات البرية، يتم تركيب نسخة خاصة من "تور إم 2" على متن السفن الحربية وخاصة حاملة الطائرات الأميرال كوزينتسوف.
ووفق موقع "أرمي تكنولوجي" الأميركي، فإن تلك المنظومة لها فاعلية عالية للتعامل مع الأهداف الجوية أثناء المعارك، التي يحاول فيها العدو تنفيذ عمليات تشويش ضد وسائل الدفاع الجوي.
وتتكون بطاريتها من مركز قيادة وسيطرة آلي متحرك "رانجير إم"، و4 مركبات قتالية، و2 مركبة لنقل الصواريخ والصيانة بالإضافة إلى وحدة نارية صاروخية 32 صاروخ 9M331.
كما يمكن لكل مركبتين القيام بعملية تأمين منفصلة لموقع عسكري، عند الضرورة، كما تعمل على مدار اليوم في جميع الظروف الجوية، وتستطيع رصد أهدافها حتى في ظروف التشويش الراداري من قوات العدو.
وتصل كفاءة إصابة الهدف للنسخة "تور إم 2 يو" إلى 80 %، وتقول مجلة "ناشيونال إنترست"الأمريكية، إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يجب أن يخشى هذه المنظومة الصاروخية".
ويقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، إن "تور إم 2" الحديثة التي استبدلتها روسيا بمنظومات "أوسا"، تتميز بقدرتها على تدمير الأهداف الجوية في كافة الاتجاهات وذلك بفضل تزويدها بعناصر الرصد الدائري ومحطة توجيه وصواريخ مضادة للجو تنطلق عموديًان كما أن العربة القتالية التابعة للمنظومة مزودة بجهاز كمبيوتر قوي يضمن التكامل التام للعمل القتالي.
ويضيف لموقع" سكاي نيوز عربية" أن "مكونات المنظومة تمكنها من إجراء استطلاع أثناء الحركة على أية تضاريس وتدمير الأهداف الجوية بعد توقف قصير لمدة 3 ثوان فقط"، لافتا إلى أنها تستطيع اكتشاف الأهداف الجوية ومرافقتها راداريا على مدى 30 كيلو متر، وقصف 4 أهداف جوية في وقت واحد على ارتفاع يصل إلى 10 كيلو متر.
ويردف : "منظومة "تور إم" تستطيع إطلاق الصواريخ في وضع عمودي، مثل أنظمة "إس300" الروسية، وهو ما يجعلها أكثر مرونة في التعامل مع الأهداف المعادية، كما تصطاد الطائرات المسيرة والصواريخ، وأخيرا تم تعديل مجموعة الهوائي ومنصة إطلاق الصواريخ بها لكي تتسع لـ16 صاروخا بدلا من 8 صواريخ".