زعمت مجلة عسكرية أمريكية أن الطائرات الأمريكية المقاتلة المباعة للعرب مجرد “خردة”. متسائلة لماذا باعت واشنطن العراق 34 طائرة “إف-16” بمليارات الدولارات بعد نزع أحدث الصواريخ والمعدات الإلكترونية منها؟ ولماذا البدائل الروسيّة الأقوى؟ وهل ستكون الصينيّة المُفاجأة الوشيكة؟
أوردت مجلة “ميليتاري ووتش” ، المعروفة بميولاتها لدول الشرق ، خاصة روسيا والصن ، أن الحكومات العربية تتهافت لشراء طائرات مقاتلة أمريكية من طراز “إف-16” أو “إف-15” باعتبارها الأحدث والأقوى في العالم، لكن غالبا ما تكون هذه الطائرات منقوصة من الأجهزة الإلكترونية و الصواريخ الحديثة، و مرفوقة بشُوط تقيّد استخدامها.
وأكّدت المجلة في دراسة نشرتها منذ أيام قالت فيها إن الولايات المتحدة قامت بإجراء تعديلات على هذه الطائرة المقاتلة بهدف جعلها أقل قدرة وتطوّرا من أجل بيعها إلى دول العالم الثالث، و العربية منها خصوصا.
واعترفت المجلة في الدراسة نفسها بوجود فروقات كبيرة بين تلك المصنفة للجيش الأمريكي أو لنظرائه في الغرب، والأخرى المصنعة من أجل البيع لدول العالم الثالث، من حيث نزع جميع التقنيات الإلكترونية المتطوّرة جدّا، والصواريخ المجهّزة بها، وفرض شروط صارمة على أماكن تشغيلها و استخدامها.
بعد إلحاح غير مسبوق، على إثر تفاقم خطر هجمات الدولة “داعش” ، استطاع الجيش العراقي شراء 34 طائرة “إف-16” بين عامي 2014 و 2017، لكن واشنطن منعت تجهيزها بأحدث الصواريخ أُسوة بنظيراتها الموجودة في حينها في الجيشين الأمريكي و الإسرائيلي، علاوة على نزع أجهزة الرصد و التوجيه الإلكتروني والمعدّات الأخرى المماثلة، بحيث لا تمنع هذه الطائرة الاختِراقات الإسرائيلية المتكرّرة للأجواء العراقيّة، رُغم أن الجيش العراقي جرى تدريبه و تأسيسه من قبَل الولايات المتحدة باعتبار العراق دولة حليفة.
كما تم الكشف عن أنباء عزم الولايات المتحدة بيع هذا النوع من الطائرات إلى الأردن بعدد 12 طائرة ، علاوة على معدّات أخرى بقيمة 4.2 مليار دولار، و صفقات مماثلة للسعودية و الإمارات بقيمة أكبر، و قرب قيام وفد عسكرى تركى بزيارة واشنطن لشراء هذا النوع من الطائرات (إف-16) كبديل لطائرة الشبح إف-35 الذي رفضت أمريكا بيعها لتركيا بسبب شرائها منظومات الصواريخ الروسية “إس-400″ ، و الجيش التركى يملك حاليا 250 مقاتلة “إف-16″، ولكنه يريد شراء النسخة الأحدث والأكثر تطوّرًا إذا استطاع إليها سبيلًا، و هو أمر موضع شكوك رغم عضويّة أنقرة في حلف الناتو.
وزعمت المجلة أن أسطورة تفوق الطائرات الأمريكية بدأت تتآكل بشكلٍ متسارع، لعدة أسباب أبرزها تطوير الصواريخ القادرة على إسقاطها في روسيا و الصين و لعل نجاح الدفاعات الجوية السورية في إسقاط إحداها من نوع “إف-16” عام 2018 أثناء غارة لها في العمق السورى ، و لم تجرؤ من ذلك الحين على اختراق الأجواء السورية، وتطوير مسيّرات رخيصة الثمن، سواء مسلّحة أو استطلاعية للقيام بالكثير من المهمّات المماثلة.
وفرضت الولايات المتحدة حظرا على العديد من الدول يحول دون شرائها طائرات مقاتلة من أمريكا أو أوروبا أو حتى روسيا، و إيران و فنزويلا و كوريا الشمالية أحد الأمثلة، و لكن هذه الدول ، و خاصّة ايران، استطاعت تعويض هذا النقص بالتركيز على صناعة الصواريخ من كلّ الأبعاد والأحجام وتطوير قدراتها النووية بحيث أصبحت “دولة حافة” أي تملك الإمكانات و الخبرات واليورانيوم المخصّب بنسب عالية ما يمكّنها من إنتاج رؤوس نووية في أسابيع قليلة في حال صدور قرار المرشد الأعلى بذلك.
ووفقًا للمجلة فإن الأوساط العربية تقول بأن أمريكا تبيع العرب أسلحة “خردة” مقابل عشرات، بل مئات المليارات، موضحة ذلك من خلال ما وصفته بـ”فشل” صواريخ الدفاع الجوي “باتريوت” في التصدى للصواريخ الحوثية فى حرب اليمن، و فشل القبة الحديدية الإسرائيلية فى التصدي إلى صواريخ أقل تطوّرًا في حروب غزة الأخيرة.
في المقابل زعمت المجلة الأمريكية أن عائلة الطائرات الروسية من طراز “سوخوي”، وخاصَّةً “سو-35” أثبتت فى الحرب الأوكرانية أنها أكثر تقدّما من نظيراتها الأمريكية ، و هناك تقارير تؤكّد أن النسخ الصينية الجديدة التي دخلت الخدمة في الجيش الصيني ربّما تكون مفاجأة الأعوام القليلة المُقبلة.