أثار نفي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن تكون لبلاده أي علاقة بتنظيم الإخوان المسلمين جدلا واسعا، واعتبره البعض تنكرا من قطر لأول مرة لجماعة الإخوان المسلمين.
الأمير تميم أكد أن “الدوحة “تتعامل مع الدول والحكومات، وليس مع الأحزاب السياسية.
تميم قالها صراحة ودون ودون مواربة في حوار مع صحيفة “لوبوان” الفرنسيةردا على سؤال بشأن الانتقادات التي تواجهها دولة قطر بشكل متكرر هي العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين: “هذه العلاقة غير موجودة، وليس هناك أي أعضاء نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعات متصلة بها على الأراضي القطرية”.
وتابع قائلا: “نحن دولة منفتحة، ويمر عليها عدد كبير من الأشخاص من أصحاب الآراء والأفكار المختلفة، لكننا دولة ولسنا حزبا، ونتعامل مع الدول وحكوماتها الشرعية، وليس مع المنظمات السياسية”.
الأديب الكبير رفقي بدوي وصف تصريحات الأمير تميم بأنها دبلوماسية ،لافتاً إلى أنه لم يقل شيئا يلام عليه.
وأضاف لـ”رأي اليوم” أن علينا أن ندرك أنه كان يتعامل ويتعاون مع حكومة الدكتور مرسي.
ونفى بدوي أن يكون الأمير القطري تنكّر للإخوان في تصريحاته الأخيرة، واصفا إياها بأنها تصريحات دبلوماسية.
وأردف قائلا: لا ننكر أن قطر شايلة شيلة!
برأي الكاتب الصحفي كارم يحيى فإن ما قاله الأمير تميم هو تصريح رئيس دولة حريص على بناء علاقات مع مختلف الدول حتى لو كانت دولا على خصومة مع الإخوان.
وأضاف لـ “رأي اليوم” أنه من المعروف في التاريخ القريب أن قطر كانت داعمة للإخوان وتؤوي قادتهم.
وعن أسباب التصريح الذي نزل بردا وسلاما على البعض، وضاق به آخرون، قال يحيى مؤلف( خريف الاخوان..كيف فشل حكم الجماعة في مصر؟”
ربما كانت زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لقطر سببا وراء هذا التصريح، لافتا إلى أن الأمير القطري ربما أراد مراعاة خواطر السيسي و النظام المصري.
وردا على سؤال: هل تعتبر الإخوان الآن ورقة محروقة؟
أجاب يحيى: لا يوجد في السياسة ورقة محروقة بصفة نهائية، طالما ظلت قوى أو جماعة موجودة على الأرض حتي في أضعف مراحلها، ولكن تظل هناك احتمالات لعودتها من جديد في وقت ما.
ومن هؤلاء؟
تصريحات الامير تميم أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، واختلف النشطاء في تفسيرها اختلافاً كبيرا.
البعض لم يصدّق ما قاله الأمير القطري بشأن عدم وجود علاقة مع الإخوان، ونشر صورا للأمير وهو يقبل رأس الشيخ القرضاوي،وأخرى مع قيادات إخوانية.
وتساءل آخر: ومن هؤلاء؟ في إشارة إلى وجود عدد كبير من الإخوان في قطر.
باتوا ورقة محروقة
البعض ذهب إلى أن الأمير القطري جاد فيما قاله، بسبب أن الإخوان باتوا ورقة محروقة ورهانا خاسرا.
قطر الكبيرة
من جانبه قال الكاتب الصحفي جمال سلطان إن الحوار الذي أجراه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد مع مجلة “لوبوان” الفرنسية، ونشر أمس، مهم جدا لمن أراد أن يعرف كيف تطورت هذه الدولة الصغيرة في مساحتها وعدد سكانها، الكبيرة بحضورها وتأثيرها في ملفات إقليمية وعربية وعالمية ضخمة، ليس بالرز، بل بالتخطيط والتعليم والتواصل بين الأجيال.
مطبخ لمشاكل العالم
على الجانب الآخر وصف آخرون قطر بأنها مطبخ لمشاكل العالم العربي!
لماذا لم يخش غضبة القرضاوي؟!
السؤال الذي كان رائجا: ألم يخش الأمير القطري بتصريحه غضبة يوسف القرضاوي وهو الشيخ المبجل عنده؟
البعض ذهب إلى أن الشيخ بات طاعنا في السن، وفقد الكثير من هيبته، في حين خلص آخرون إلى أن السياسة لا تعترف إلا بالمصالح، ولتذهب العلاقات الإنسانية إلى الجحيم.
صمت إخواني
حتى كتابة هذه السطور لم يصدر لم تعلق أي من الشخصيات المحسوبة على الإخوان على تصريحات الأمير القطري، والتزم الجميع الصمت ولو إلى حين!
رأي اليوم