إعلان

تابعنا على فيسبوك

السودان: هدنة “هشّة” بعد ضغط أمريكي… و”الدعم السريع” تحتجز عائلات بعض قادة الجيش

أربعاء, 19/04/2023 - 07:23

رغم موافقة الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” على هدنة لمدة 24 ساعة، بدأت مساء أمس الثلاثاء، وتنتهي فجر اليوم، تواصل القصف بالطائرات والأسلحة الثقيلة حتى الظهيرة، كما اتهم الدعم السريع خصمه بخرق الهدنة. وفيما تعرض دبلوماسيون لاعتداءات في الخرطوم، كشفت مصادر عن شروط لقائد قوات “الدعم السريع” الفريق أول محمد حمدان دقلو” حميدتي”، قبل اندلاع القتال.
وجاءت الهدنة بضغط من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، حيث أجرى الأخير اتصالا هاتفيا بكل من القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، و”حميدتي”.
وقال بلينكن، متحدثا في اليابان إنه اتصل هاتفيا بالبرهان و”حميدتي”، ودعاهما إلى وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة “للسماح للسودانيين (المدنيين) بالعودة الآمنة إلى أسرهم” وتوفير فرصة لهم لالتقاط الأنفاس.
وبيّن “حميدتي” عقب الاتصال، أن القوات شبه العسكرية وافقت على “هدنة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى”. كما أكد البرهان في مقابلة مع “سي أن أن” أن “الجيش سيلتزم بوقف إطلاق النار المقترح من أطراف دولية”.
وبعد دخول الهدنة حيز التنفيذ اتهم “الدعم السريع” الجيش بخرقها.
وذكر بلينكن أيضاً أن موكبا دبلوماسيا أمريكيا تعرّض للهجوم في السودان، على الرغم من أن المركبات كانت تحمل لوحات دبلوماسية وترفع الأعلام الأمريكية. كما أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن سفير الاتحاد لدى السودان إيدان أوهارا، تعرّض للاعتداء في مقر إقامته. وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن هذه الهجمات.
وفيما قال الفريق أول في الجيش شمس الدين كباشي، إن دولتين مجاورتين تحاولان تقديم مساعدات لقوات “الدعم السريع” دون تسميتهما، اعتبر “الدعم السريع” في بيان منفصل أن اتهامات الجيش لـ “جهات إقليمية” بمحاولة إمداده بمساعدات عسكرية “ادعاءات كاذبة”.
إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ “القدس العربي” عن احتجاز قوات تابعة لـ “الدعم السريع” لعدد من أسر قادة الجيش في حي المطار شرق الخرطوم، فيما تحدثت مصادر لـ “القدس العربي” عن ثلاثة شروط وضعها “حميدتي” قبل اندلاع الاشتباكات مع الجيش للانسحاب من مدينة مروي. وتضمنت الشروط إقالة وزير الداخلية السوداني، المكلف عنان حامد، و800 من ضباط الجيش السوداني والاستخبارات، اتهمهم بالانتماء للنظام السابق، بالإضافة إلى تمرير مطالب الدعم السريع بخصوص هيكلة القيادة والدمج في الجيش، بما يتضمن إطارا زمنيا لعشر سنوات، الأمر الذي رفضه البرهان وقادة المجلس العسكري، وانتهى إلى مواجهات مسلحة.

تكدس الجثث في المشارح… والطرقات

أفاد شهود عيان بأن هناك عددا من الجثث ملقاة على الأرض منذ أيام لم يستطع أحد نقلها، خاصة في منطقة وسط الخرطوم والسوق العربي. وقال المواطن مأمون العراقي لـ “القدس العربي” إن أمام منزلهم في حي الديوم الشرقية هناك نحو 3 جثث لعناصر الدعم السريع، وإنه لا يمكن الخروج والتعامل معها لاستمرار المعارك داخل شوارع الحي.
كذلك كشفت تنسيقية لجان مقاومة كرري عن أن هناك عددا من الجثث لعناصر الدعم السريع بدأت تتعفن في حي المنارة بالقرب من صينية الحلفايا بالتزامن مع احتدام القتال بين الطرفين، مما أدى إلى هلع وسط المواطنين.
وأوضح مدير هيئة الطب العدلي في ولاية الخرطوم، هاشم فقيري لـ “القدس العربي”، أنه لا يوجد مكان في المشارح لاستقبال مزيد من الجثث، مبيناً أن مشارح العاصمة تشهد تكدسا بحوالى (2000) من الجثامين مجهولة الهوية منذ عام 2019، بالتالي لن تستطيع استقبال المزيد.

خروج 16 مستشفى عن الخدمة

كشفت نقابة الأطباء عن خروج 16 مستشفى عن الخدمة، بالإضافة إلى أن هناك مستشفيات أخرى مهددة بالإغلاق بسبب النقص في المعدات والأدوية وانقطاع الكهرباء والتهديد الأمني بالقصف.
ونشرت صوراً توضح الدمار الذي لحق بمستشفى الشعب ومستشفى الخرطوم اللذين يعدان أكبر المستشفيات في البلاد. وبينت الصور حجم الدمار الكبير في المنشأت والمعدات الطبية.
وتحدثت لجنة أطباء السودان المركزية عن تعرض سكن الممرضات في مستشفى ابن سينا إلى القصف بالأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى دمار المبنى بالكامل واشتعال النار فيه.

اعتداءات جنسية تستهدف موظفين أمميين

قال مارتن غريفيث مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة، إن استهداف موظفي المساعدات الإغاثية والمنشآت الخاصة بعمليات الإغاثة في السودان لا يزال مستمرا.
وأضاف في منشور على “تويتر” أن الأمم المتحدة تتلقى تقارير عن تعرض موظفي الإغاثة لهجمات واعتداءات جنسية.
وقال “هذا غير مقبول ويجب أن يتوقف”، مضيفا أن مكتب الأمم المتحدة للمساعدات في جنوب دارفور تعرّض للنهب.