خرج جاسوس فرنسي سابق عمل في ليبيا قبل نحو 12 سنة عن صمته ليروي كيف كان يدفع شخصيات ليبية إلى الانقلاب على معمر القذافي، وكيف سهّل تهريب وزير خارجيته وقتها موسى كوسا المنشق عن النظام إلى بريطانيا
ويسرد الضابط السابق بجهاز المخابرات الفرنسية جان فرانسوا لويلييه، كما وصفه الإعلام الحكومي (فرانس 2)، نشاط الاستخبارات الفرنسية لإسقاط معمر القذافي في كتاب يحمل عنوان «رجل طرابلس» يصدر يوم 3 مايو المقبل وتجربته التي بدأت في ظل النظام السابق التي تراوحت بين عامي 2009 و2012
وتمركز عملاء مديرية الأمن الخارجي بطرابلس، قبل سقوط العقيد القذافي وخلال «الربيع العربي»، ثم أصبحت مهمته بالغة السرية وواضحة للغاية بتكليف من قصر الرئاسة الفرنسية، يقول الجاسوس جان فرانسوا لويلييه «هذه هي المهمة التي أوكلها الإليزيه إلى المخابرات، ادفع بعدة شخصيات ليبية التي يمكن أن تنقلب على القذافي إلى الانشقاق»، فبعدما حظي الرئيس السابق باستقبال خاص في باريس أصبح التخلص منه هدفًا للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي.
وفي هذا السياق، رسم جان فرانسوا لويلييه لنفسه هدفًا، وهو إضعاف القذافي على وجه الخصوص مثل تمرد وزير خارجيته موسى كوسا وتسهيل هروبه ولجوئه إلى بريطانيا. ويضيف الجاسوس السابق بعبارة صريحة إنه «كان يدفع الليبيين إلى خيانة بلادهم وأيضًا خيانة قناعاتهم»، ففي وقت انشقاق موسى كوسا وجّه حلف الناتو ضربة من فرنسا وبريطانيا لقوات القذافي.
فمن مهام لولييه أيضًا، حسب قوله، التقرب من «الثوار» ومساعدتهم، فقد كان بعضهم يزودونه بمكان تواجد قوات النظام التي تقصف قراهم، وبدوره يقوم بإرسال التقارير إلى باريس للنظر في إمكانية توجيه طائرات الناتو إلى تلك المناطق، معقبًا «إنه لم يكن المسؤول عن اتخاذ قرار توجيه الضربات العسكرية، إنه أمر نشاهده في الأفلام فقط»، وفق تعبيره.