إعلان

تابعنا على فيسبوك

مقتطفات من كتاب "رجل طرابلس" للجاسوس الفرنسي "فرانسوا لويلييه"

أربعاء, 12/07/2023 - 20:56

كان التوترات على الأرض بعيدة كل البعد عن أن تكون مستعصية على النظام. كان حصار الزاوية، على بعد 40 كيلومترا غرب طرابلس، من قبل لواء32، في طريقه إلى النجاح.
وفي الاشارة للمظاهرات التي كان يقودها فتحي تربل قبل 17 فبراير يقول فرانسوا لويلبيه : في برقة، كانت المظاهرات، موجودة بالفعل في ظل نظام القذافي .فقط النشاط المسلح التي قادته قليل من المجموعات المتناثرة هو الذي غير اللعبة.
و في الاشارة للدور القطري في ليبيا يقول : استراتيجية زعزعة الاستقرار"، التي افتتحها الأمريكيون ضد صدام حسين، تم تطبيقها مرة أخرى في ليبيا . حملة التضليل الخبيثة للجزيرة لم تكن بريئة، معلومات مضللة خبيثة، على عدم توازن ليبيا من الداخل، مما أعطى للخارج الحجج اللازمة للتدخل.
وفي تلميح عن الصفقة تمكين الاسلام السياسي من حكم المنطقة يقول : ان رئيس المخابرات الليبية عبدالله السنوسي اتصل بي ووضح ان ليبيا تتعرض لهجوم إسلامي واسع النطاق من شأنه أن يؤدي الى ضهور امارات اسلامية على ساحل جنوب البحر الأبيض المتوسط، على مرمى حجر من القارة الأوروبية".
ولكنه ، لم يفهم، أو التظاهر بعدم الفهم، بأنالتطرف الإسلامي الذي شجبه، إذا كان حقيقيا، يرجع جزئيا إلى الرضا الضمني عن بعضهم، ومن قبل الرئيس الفرنسي في المقدمة، والقوى العربية المتحالفه معه و التي تدعم وتمول هذه الاجندة.
وبين السطور يعترف الجاسوس الفرنسي ببعد نظر رئيس المخابرات الليبية عبدالله السنوسي و يقول : سيظهر المستقبل القريب أن تنبؤه سيتحقق. ستتسلل الدولة الإسلامية (داعش) من خلال برقة في عام 2014، واستقرت لفترة طويلة في سرت، ، وفرضت فيها شريعتها ودولتها.
كانت إحدى أفكاري عندما وصلت إلى طرابلس،، هي الاقتراب من قيادة الاستخبارات العسكرية، تلك التي تم إعارتها إلى عبد الله سنوسي الشهير، صهر القذافي واحد مستشاريه الامنيين و، المتورط وفقا للعدالة الفرنسية في الهجوم على رحلة UTA في عام 1989
وكانت، أحد جوانب مهمتي مكافحة الإرهاب.و متابعة أنشطة الدوائر الإسلامية في درنة ومنطقتها وعلى وجه الخصوص تحديد القادة الرئيسيين، وتقييم للعلاقات التي تربط هذه البيئات بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي.
وكان على ايضا التأكد من أن مصنع الرابطة، الذي يستغرق حوالي ساعتين بالسيارة من طرابلس، والذي أنتج الاسلحة الكيميائية في الثمانينيات، قد تحول إلى فعلا الى جيب صيدلاني كما تم الإعلان عنه رسميا..
ويشير الكاتب ايضا ان العلاقة بين القذافي و ساركوزي كان ملوثه بسبب رفض الاول لشراء طائرات الرافال الفرنسية نتيجة ارتفاع سعرها، بينما كان الثاني يأمل ان تتم الصفقة لكي تحل بعض المشاكل الاقتصادية وعلى رأسها مشكلة البطالة."
يقول الكاتب ايضا ان الدوائر السياسة بعد ان فهمت عدم رغبة القذافي في شراء الطائرات.. تم المحاولة مع سيف الإسلام. الذي تم توجيه دعوة رسمية له في ربيع عام 2009، ولكن القذافي الابن ، لم يستجب ويبدو ان قرار الغاء الصفقة قد اتخد ببطء.
تحقق لي اللقاء مع السنوسي بعد خطف الفرنسي "بيار كامات" في مالي كنا نأمل ان يستخدم الليبين تأثيرهم على الطوارق فالمساعدة على تحريره ويقول حسب وصفه : كان لا مانع لدي من مقابلة مجرم متهم بقتل 58 مواطن فرنسي في طائرة اليو تي ايه الفرنسية لطالما ستساعد في انقاذ حياة انسان من الموت.
ويصف عام 2010 بإنه عام التوترات ، ازمةسياسية مع سويسرا وتبادل للعقوبات بين طرابلس و جينيف ورحيل السفير الامريكي في طرابلس جين كريتزي الذي اصبح هدفا لحملة مضايقة في حياته العامة والخاصة من المواطنين الغاضبين بعد كشف ويكيليكس مراسلاته التي وصف فيها القذافي بأنه ديكتاتور".
يقول ايضا ان النظام وصف المظاهرات ضد السفير الامريكي بأنها عفوية، ولكنها مدبرة بعناية من قبل المنسقين مما أدى إلى استدعاء الدبلوماسي إلى واشنطن في نهاية العام، دون عودة متوقعة إلى طرابلس".
وبدأ الصدام بين تيار الإصلاحيين الذي يقودهم سيف الاسلام ضد المحافظين يطفوا على السطح. سيف يهاجمهم في خطابات علانية بينما تقوم صحيفة اويا بحملة اعلامية ضدهم ، المحاميين يقودون مضاهرات ضد تعيين نقاباتهم من "البرلمان" المحافظين يردون بحملة اعتقالات وهكذا انتهى عام 2010 في جو غريب.
كما السلطات الليبية لم تثق في الجميع وخاصة الأمريكيين. لقد لاحظت عند وصولي في العام السابق أن نظيرتي في وكالة المخابرات المركزية، ميكا، لم تستطع اتخاذ خطوة دون أن يتبعها ظاهريا رجال الأمن الداخلي".
ويقول ايضا: انه قبل صيف عام 2010 رفض القذافي تعيين المنصب العسكري الذي يريده الأمريكيون، وقبل أسابيع قليلة من نكسات السفير كريتز، تم طرد أحد دبلوماسييهم بتهمة التجسس. واتهم بالذهاب دون إذن مسبق إلى البلد، يفرن، واعتبرت السلطات تلك الزيارة تعزيزاً للشعور الانفصالي للبربر.
24 يناير في فندق ريكسوس في طرابلس المدير العام للامني الخارجي الفرنسي إيرارد كوربين دي مانغو يلتقي عبدالله السنوسي. فالغلاف الجوي الإقليمي بدا عاصفا. بعد الانتفاضة التونسية، و أعمال شغب في الجزائر ، هجوم على الكنيسة في الإسكندرية"،، و فقد شابان فرنسيان حياتهما في نيامي.
كما ، أتيحت للمسؤول الليبي الفرصة لمناقشة مواضيع أخرى، مثل مراجعة المحاكمة في فرنسا التي تتعلق بقضية أخرى أكثر حداثة وهي هروب مسؤول البروتوكول، نوري المسماري، الذي وجد ملجأ في فرنسا في منتصف أكتوبر حيث ألقي القبض عليه ثم أطلق سراحه في انتظار صدور حكم بشأن تسليمه.
أراد عبد الله سنوسي، إحضار المنشق إلى طرابلس. رغبة منه في إرسال تعديل لقانون تسليم المجرمين إلى نظام العدالة الفرنسي، طلب مني ترجمة الوثيقة، التي قبلتها ليس بدون دوافع خفية.
لم يمنع هدوء طرابلس المعلومات المضللة من التدفق منذ بداية التوترات، شاهدت الدور المتحيز لبعض وسائل الإعلام، بما في ذلك قناة الجزيرة القطرية، التي تنتشر باستمرار، كما ذكرت، معلومات كاذبة تظهر صورا أرشيفية، ليست دائما في ليبيا، وتزعم أنها على الهواء المباشر.
لم تحدث أي هجمات بطائرات في طرابلس هذه الأيام كما زعمت الجزيرة لقد استمر تسميم الشعوب، على كل جانب من البحر الأبيض المتوسط ، و يغذيه بعض المثقفين ، مدفوعين بسحر مرضي بالعنف البشري، وبالاعتماد على الأدلة ملفقة لتبرير دعوتهم إلى حرب عادلة!
ثم يتسأل : كم عدد والأرواح التي تم إبادةها التي كان هؤلاء الأشخاص مسؤولين عنها؟ على الساحل الغربي لطرابلس، بدأت القوات الموالية للنظام في استعادة السيطرة على المدن المفقودة، مثل صبراتة، بالقرب من العاصمة، حيث هزم التمرد بسرعة. و زوارة، والبدء في محاصرة الزاوية.
بالنسبة لي وللمراقبين الآخرين في ذلك التاريخ - ربما باستثناء النمساويين - لم تدخل ليبيا في حالة ثورة و لكن من ناحية أخرى، كان النظام يواجه أزمة طويلة الوجه وسيكون من الصعب حل الانقسام الكبير الذي يبدو أنه يتشكل".
خلال هذه التأملات، بينما كنت أستعد حوالي منتصف الليل لأخذ قسط من الراحة، رن هاتفي. كان مروان، مستشار عبد الله السنوسي هو الذي أراد رؤيتي على وجه السرعة مرة أخرى.
وبعد مدة انتظار 30 دقيقة دخل عبدالله السنوسي كان متعباً و مصمما على ان لا يخسر خميس معركة الزاوية ثم أعطاني فكرة مذهلة قائلا الليلة، يجتمع إسلاميو الزاوية في مجلسهم . تعال واستمع إلى خطابهم وشاهد وجههم الحقيقي، وسوف تكون مقتنعا وستتمكن من إقناع باريس".
إذا كنت ترغب في ذلك، لدي الوسائل لأعرفك عليهم، قائلا إنك صحفي في الصحافة الدولية. سيكونون فخورين باستقبالك! " كان من الممكن ان اصبح شاهدا نشطا على صفحة من التاريخ. ولكن لم استطع ان أر نفسي أذهب في منتصف الليل خارج طرابلس دون إذن من الخدمة".
ناهيك عن أنني لن أكون متأكدا تماما من أن الاجتماع تم عقده من الاساس لاحتجاز مواطن فرنسي، وأن الأسوأ يمكن أن يحدث دائما في هذه الأوقات العصيبة - تخيلت دور الأحداث وان اتحول الى محتجزا كرهينة! و لسوء الحظ لم أستطع قبول هذا الاقتراح المغري
أجبت: "أنت تعرف، لقد علمتني تجاربي السابقة أن أعرف هؤلاء الناس. لست بحاجة إلى مقابلتهم لسماع خطابهم! وأحتاج إلى ضوء أخضر من باريس لمغادرة طرابلس في الليل، والمشاركة في الاجتماع تحت الغطاء الصحفي... ستستغرق الإجابة بعض الوقت! " لم يصر عبد الله سنوسي، كما لو كان يتوقع هذه الإجابة.
ثم غرق السنوسي في هاوية من التفكير الذي قاطعه أخيرا لوضع حد للمقابلة، ومن الواضح أنه استنزف وحرص على أخذ قسط من الراحة. تركته دون أن أعرف أنني لن أراه مرة أخرى إلا في صورة، في زي السجين!
كتبت تقريرا بمجرد عودتي. كان هذا النوع من الاجتماعات مع شخصيات من الدائرة الأولى، يرسل تحت طوابع "محجوز" وموجه إلى المدير العام للامن الخارجي، لاستبعاد أي قارئ آخر".
لم أتلق في المقابل أي تعليقات انتقادية من هذه الاجتماعات، ولا تعليمات مناسبة في حالة تكرارها. يبدو أن باريس لم تعد تراهن على أي حوار مع طرابلس!
وفي اعتراف منه على وجود المخابرات الفرنسية على خط الاحداث منذ البداية يقول : بعد عدة اجتماعات لم أكن مرتبطا فيها، قررت مديرية الاستخبارات إرسالي بسرعة إلى تونس. في الوقت نفسه، سيتم إنشاء فريق آخر في بنغازي،، إلى جانب دبلوماسي فرنسي أرسل نفسه إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي
لم يكن القذافي بن علي ولا مبارك، وكان يتمتع دائما بهالة معينة. منذ بداية مارس، عانى التمرد في المقاطعات الغربية من نكسات كبيرة واستعادت الوحدات الموالية السيطرة تدريجيا على المنطقة.
وهنا يفسر سقوط المنطقة الشرقية ويعترف ايضا بأن المتردين هم من بدأوا الهجوم فيقول : في برقة، حيث اقام أصعب الإسلاميين ، تخلت قوات الأمن عن مواقعها بشكل جماعي..، مما حرر تماما الإقليم من تأثير السلطة،
تقدم المتمردون بسرعة غربا قبل إيقافهم في بن جواد في 5 مارس، على بعد حوالي مائة كيلومتر قبل وصولهم إلى سرت، مدينة القذافي. منذ ذلك الحين، استمر المتمردون في التراجع في مواجهة الهجوم المضاد للقوات الموالية للنظام
مما استدعى تدخل الطائرات الفرنسية، ووقف دباباتهم على مشارف بنغازي السبت 19 مارس
في طرابلس، قام الموالون للقذافي بتأمين العاصمة لأول مرة بسرعة كبيرة قبل نهاية فبراير، ثم صبراتة في 1 مارس، ثم الزاوية حيث حدث قتال مكثف لمدة ثلاثة أسابيع.و استسلم المتمردين في 11 مارس للواء 32
في الزنتان' كما هو الحال في المدن الصغيرة الأخرى - يفرن، جادو،، نالوت - ظلت شعلة التمرد في الدفاع عن المحاجر والقرى. ومع ذلك، في نهاية مارس، سيطرت قوات النظام على المحور بأكمله الذي يعبر الجبل، ويعبر نالوت نحو دهيبه، في جنوب تونس، وهو شريان حيوي للإمداد
بعد سقوط الزاوية في 11 مارس، قام المؤيدون للقذافي أخيرا بتأمين الطريق الساحلي بأكمله، وهو طريق لوجستي مهم آخر يمتد على طول البحر الأبيض المتوسط من طرابلس إلى رأس جيدير على الحدود الغربية، عبر الزاوية التي تمت السيطرة عليها
وفي مصراتة، على الحدود الشرقية لطرابلس، لا تزال هناك مقاومة على الرغم من الحصار الخانق . وهكذا، عاد الغرب العظيم تحت سيطرة القذافي. مما جعل، المتمردون بالحاجة إلى التنفس، بفضل التدخل الفرنسي ثم تدخل حلف شمال الأطلسي، الذي ضايق الموالين للنظام دون انقطاع
وفي معلومة تعرض لأول مرك يقول : ان نجاحات القوات الموالية للقذافي في الغرب، دفعت النظام للخوف من التدخل العسكري الغربي، وادت الى قبول سيف الإسلام القذافي لفكرة طرحها مبعوث الأمم المتحدة الخاص في 14 مارس في طرابلس بوقف
الأعمال العدائية مع التزام القوات المتمردة بوقف جميع الأعمال المسلحة. ومع ذلك، ظلت هذه الفكرة دون حل.
بخصوص موسى كوسا يقول : انه استخدم وسيط لبناني فرنسي الجنسية اسمه سهيل راشد ، كان على علاقات جيدة بالليبين خلال مرحلة دعمهم للمنظمة التحرير الفلسطينية، ليبلغ فرنسا نيته في الانشقاق عن النظام الليبي، مستغلا مفاوضات جرب 29-مارس 2011 التي جرت في جربة التونسية بين رئيس المخابرات الفرنسية و الوفد الليبي ، ويقول ان رئيس المخابرات الفرنسي اراد العودة بالوزير الليبي الى باريس لتكون ضربه قاضية وعمل يحسب له ولكن موسى كوسا كان مراوغا ومترددا ايضا بدلا عن فرنسا واختار ان يخرج الى بريطانيا.
لم يشارك موسى ولا صديقه سهيل في الاجتماع التالي. الذي تم عقده كما هو مخطط له بعد بضعة أيام، يوم الثلاثاء 5 أبريل 2011 ولكن المناقشات أصبحت غير مهذبة، ويبدوا ان رئيس المخابرات الفرنسية حاولا استمالة عبدالعاطي العبيدي للانشقاق عندما استجوبه بشكل أخرق حول حالته الصحية ثم عن موقف موسى كوسا، الذي قال إنه ليس لديه أخبار عنه. ، ومع هذا الصوت النحيف والناعم الذي ميزه، مخاطبة باللغة الإنجليزية . على الرغم من تقدمه في السن، أكثر من 70 عاما، وحالة بدنية غير مستقرة على ما يبدو، كان الليبي عنيدا وجذابا للغاية خلال هذه المقابلات الجديدة.
كان يعاني من ضيق التنفس وبشرة حمراء، كما لو كانت جاهزة للانفجار ومع ذلك، ظل متيقظا ومركزا ومناوراً.. ركز الجزء الرئيسي من الاجتماع على تحديد الخطوة الأولى التي يتعين تنفيذها، وإنشاء وقف إطلاق النار، قبل إجراء مفاوضات سياسية.
وأصر الليبيون على وجود مراقبين من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وهو ما رفضه الفرنسيون. وبعد اجتماع بشأن وقف إطلاق النار. بعد ساعة ونصف من التبادلات التي لم نتقدم خلالها كثيرا، اعتذر الوزير الفرنسي عن الاضطرار إلى الخروج، وضغط من أجل تغيير العبيدي بمفاوض آخر.
يفسر الكاتب ايضا تأخر تونس في الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الى يوم 19 اغسطس 2011 لاستياء سكان الجنوب، المرتبطين بعلاقات الجوار المتعددة وحتى الدم بليبيا، وان الدولة ضلت تتعامل مع الطرفين.
ويفسر الكاتب استصعاب مهمة اسقاط القذافي بسرعه فيقول : . تكمن الصعوبة في حقيقة أن هؤلاء الليبيين كانوا بعيدين عن جميع الثوريين. كان السكان لا يزالون مترددين في الانخراط حقا، في حين أن القوات الموالية كانت أفضل من المقاومة على الرغم من الضربات الفرنسية.
على الأرض، بعد شهرين من بداية الأحداث، كان ركود الجبهات في غرب ليبيا وشرقها اذأوقفت الضربات الجوية تقدم قوات القذافي كانت الانشقاقات نادرة، ولم تتحرك القبائل، وكانت طرابلس هادئة بشكل عام. و قنوات التفاوض القليلة متوقفة.
وهنا يقول الكاتب لقلة حصولي على المعلومات اضطررت للتعامل مع ضابط ليبي تم تجنيده لصالح المخابرات الفرنسية منذ العام 2009 وكان يقدم معلومات عن مشروع سيف الاسلام الاصلاحي وقتها ومعلومات اخرى عن اجراءات خطية تصدر عن جهاز الامن القومي الليبي الذي كان يرإسه المعتصم بالله.
لم يقدم الكاتب الاسم الحقيقي "للعميل الليبي" و اختار ان يسميه "ياسمين" يقول الكاتب كنت حريصا على إعادة الاتصال به الذي يمكن أن يكون موقفه ضد الحكومة ميزة كبيرة في هذه الحرب.
يقول الكاتب انه تفاجاة بتبدل موقف ذلك الضابط، الذي كان يمقت التدخل الفرنسي العسكري، وبرر ان الهدف هو سرقة غازنا و نفطنا ولم يكن متجاوبا معي وختم ستظل عملية ياسمين فاشلة.
يتحدث الكاتب عن محادثات ، جرت بينه وبين لي رئيس المخابرات الفرنسية الذي اكد من الضروري للغاية إثارة انشقاقات الرجال الأقوياء لزعزعة استقرار السلطة في طرابلس. ويقول لم يؤثر انشقاق موسى كوسا لذلك اضطررنا إلى مضاعفة محاولات جذب أخرى لشخصيات النظام.
وبعد أسبوعين فقط من وصولي إلى تونس، كان لدي بالفعل هدفان : عبد العاطي العبيدي، الذي أصبح وزيرا للشؤون الخارجية، و الذي حسب مايقول الكاتب تعهد إليي أحد أقاربه في منتصف أبريل بإغراءه بمغادرة بلده، والجنرال خويلدي الحميدي رفيق القذافي.
يسرد الكاتب ايضا قصة ايمان العبيدي فيقول انه في ظهر يوم الجمعة 6 مايو 2011 تلقى توجيها خاصا من وحدة الأزمات: أراد الرئيس ساركوزي حماية ايمان التي كانت قد وجدت ملجأ في جنوب تونس مع اثنين من أصدقائها، فقررنا التدخل والعثور على مأوى آمن لها.
وافقت قطر على الترحيب بها، ولكن كان من الضروري أولا اصطحابها من حافة الصحراء "يقصد بذلك جنوب تونس" بهذه الطريقة، قابلت إيمان جلست على أريكة ، و مثلت امامي شرائع الجمال العربية وجعلتني أفكر في راقصة شرقية مصرية مع خدود مستديرة و وظلال عيون سخية.
يقول انه في الطريق، أثناء مراقبة البيئة للتأكد من عدم متابعتنا، حركت المحادثة معها للتعرف على بعضنا البعض، والحصول على تفاصيل حول الرحلة التي تمت من طرابلس لم أتناول قضية الاغتصاب، في انتظارها للتحدث عنها بنفسها، وهو ما لم تفعله.
رغم انها أخبرتني ببعض الحكايات من حياتها من قبل، وعلاقاتها مع أبناء الأقوياء،. بعد توقف قصير في حانة معزولة عند مدخل حيث بدا المستهلكون مفتونين بهذه المرأة المحجبة في اللباس الملون الذي زرع حوله اهتمام الرجال، دون أن تبدو كذلك، واصلنا ملحمتنا تحت النجوم.
بعد وصولنا ليلًا اخدنا فندقا وفي الصباح، بعد وقت قصير من شروق الشمس، بعد جلسة ماكياج إيمان الطويلة، أخذ اتجاه شواطئ البحيرة وذهبنا إلى موقف سيارات محمي عن الأنظار. وقفت بجانبنا شاحنة بيضاء كبيرة ذات نوافذ ملونة خرج منها نظيرنا القطري في الخدمة،
وهو شاب عربي يرتدي طبقة وثوب أبيض. وبعد احتضان وبعض المناقشات وركبت في الشاحنة المكيفة تم ابتعدت. اكتملت المهمة! لا يزال يتعين علي تقديم تقرير إلى باريس. ويختم الكاتب انه بعد بضعة أسابيع، علمت أن الشابة قد أعلنت بانها شخصية غير مرغوب فيها في قطر بسبب "السلوك غير اللائق"