إعلان

تابعنا على فيسبوك

الانقلاب العسكري في الغابون يبدد نهائيا شبح التدخل العسكري في النيجر

أربعاء, 30/08/2023 - 16:25

يبدد الانقلاب العسكري في الغابون الذي أطاح بالرئيس علي بونغو شبح التدخل العسكري في النيجر، ويصيب سياسة فرنسا في مستعمراتها السابقة بالشلل، والتي تتمرد ضدها الواحدة تلوى الأخرى، مما يجعلها تنعت بأنها أصل المصائب السياسية والاقتصادية التي تعيشها.

وتعاملت وسائل الإعلام العالمية والإفريقية مع الانتخابات الرئاسية في الغابون، باعتبارها ممارسة سياسية عادية، يُعاد فيها انتخاب الرئيس علي بانغو، كما جرت عليه الحال منذ تولي والده عمر بانغو السلطة عام 1967، لكن هذه المرة حدثت المفاجأة وانضمت إلى قائمة الدول الإفريقية التي تشهد انقلابات عسكرية.

وفور الإعلان عن نجاح الانقلاب، وعزل الرئيس المخلوع علي بانغو، واعتقال بعض المتعاونين، ومن بينهم رئيس البرلمان، بدأت تتضح الملامح التي ستترتب على هذا الانقلاب.

ورغم أن الاتحاد الأفريقي أعلن إدانته وشجبه للانقلاب، وهو ما صدر عن بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا، فإن هذا الانقلاب يعني أن التدخل العسكري في النيجر وعودة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة أصبح الآن مستبعدا ومستحيلا، لا تستطيع الجماعة الاقتصادية لغرب أفريقيا “سيداو”، أن تتدخل في دولة دون أخرى. ولا يستطيع الاتحاد الأفريقي الموافقة على تدخل عسكري في النيجر ويترك الغابون، ويرجع ذلك أساساً إلى عدم امتلاكه القوة العسكرية التي تمكنه من القيام بأي تدخل عسكري.

وسيخشى رؤساء دول المجموعة الاقتصادية من ثورة قواتهم العسكرية بسبب التعاطف الموجود بين الجيوش الأفريقية.

ولا يزال الانقلاب العسكري في الغابون لا يحمل شعارات ضد فرنسا كما حدث في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، لكن رغم ذلك تظل فرنسا الخاسر الأكبر، لأن الغابون بلد استراتيجي للشركات الفرنسية وسياسة باريس في القارة الأفريقية، كما كانت المعارضة والصحافة التابعة لها تندد بدعم باريس لعائلة بانغو طيلة عقود، وتتجاهل الممتلكات الكثيرة التي يمتلكها في باريس.

ومع كل انقلاب في إفريقيا، تتم الإشارة الى فرنسا كسبب من الأسباب الرئيسية للانقلاب بسبب دعمها السابق لأنظمة سياسية، تصفها شعوبها بالفاسدة.

وتسيطر الدهشة على صناع القرار في باريس، فقد أصبحت الانقلابات تتجاوزهم وتعصف بالمصالح الفرنسية في منطقة نفوذها التاريخية.

رأي اليوم