إعلان

تابعنا على فيسبوك

يسألونك عن الوحدة.. قل هي معمر القذافي

جمعة, 01/09/2023 - 00:03

عنوان المحاضرة لاصلة له بالمبالغة أو تجاوز الحقيقة بل هو الحقيقة بعينها..فالمتأمل بموضوعية وإنصاف لتاريخ القائد والمفكر معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيم منذ فجر الفاتح عام 1969 حتي اليوم..يدرك علي الفور ان العنوان قد اصاب كبد الحقيقة بل واستقر في قلبها .
فلقد كانت ثورة 23 يوليو 1952 بزعامة القائد الخالد جمال عبد الناصر صاحبة الفضل في ترسيخ وتعميق مفهوم وفكرة القومية العربية والوحدة العربية في وجدان الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج. 
وحينما قامت ثورة الفاتح من سبتمبر أعلنت علي لسان قائدها ومفجرها العقيد معمر القذافي أنها تلميذة لثورة 23  يوليو وأنها ثورة ناصرية.. وأعلن أيضا أن هناك قوتان تتحملان عبء ومسئولية تحقيق الوحدة العربية وهما  :
الجيوش العربية 
والناصريين  .
= بعد رحيل عبدالناصر =
ومادور العقيد معمر القذافي في إرساء وتفعيل مبدأ " قومية المعركة " بعد نكسة 1967 وفي حياة عبد الناصر إلا إيمانا عميقا منه بالقومية العربية والوحدة العربية كضرورة حتمية وهدفا لا يمكن بأي حال من الأحوال الحياد عنه أو التراجع عن طريقه مهما كانت المصاعب والعقبات والتحديات والمؤامرات سواء ماكان منها داخليا إقليميا أو خارجيا دوليا ، وبصفة خاصة الدور الصهيوني والامبربالي في إفشال أي محاولة لقيام الوحدة العربية بمفهومها الشامل علي مستوي الوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج أو أية محاولات وحدوية اخري بين دولتين عربيتين مثلما جري بين مصر وسورية عام 1961 ( الانفصال ) أو مشروع اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وليبيا وسورية او مشروع الوحدة الاندماجية الذي كان يجري الترتيب له بين مصر وليبيا..وغير ذلك من المحاولات الوحدوية التي كان الطرف الرئيسي فيها والعمود الفقري لها = بعد رحيل جمال عبد الناصر= امين القومية العربية معمر القذافي  ، ففيما يتعلق بعملية الانفصال بين مصر وسورية عام 1961 بعد 3 سنوات هي عمر الوحدة بينهما( من 1958 حتي 1961) 
تحدث كثيرين في مصر وغيرها وايضا في سورية عن ان السبب الرئيسي للانفصال الذي تم بناء على طلب الجانب السوري الشقيق هو المشير عبدالحكيم عامر وزير الحربية المصري والقائد العام للقوات المسلحة والدور الذي لعبه وضباط الجيش المصري والعجرفة والرعونة وانعدام الحصافة وكأنهم ذهبوا إلى سورية لا لإقامة الوحدة وبناء مؤسساتها وتدعيمها بل ذهبوا لكي يمارسوا الحكم والتحكم والسيطرة وإعطاء الأوامر إلي غير ذلك من التصرفات غير المسئولة والمنفلتة فكان ما كان ، ثم كان حديث السيد / حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية الأسبق في مصر معي عام 1999 حينما سألته مباشرة عن الأسباب التي أدت إلى حدوث الانفصال بهذه السرعة التي تم بها ؟
فكان رده على سؤالي ما يلي  :
قد يكون استغلال الشعبية الكبيرة التي تحققت لمصر ولجمال عبدالناصر سببا في ان القوي الخارجية المعادية لمصر حاولت إخراجنا من خندقنا من خلال إقامة الوحدة مع سورية ثم بعد ذلك وجهت لنا الطعنات بالانفصال لان من أقام الوحدة باستطاعته إحداث الانفصال .
واستطرد قائلا  :
ومن اللافت للنظر أن اول وفد مصري زار سورية بعد عدوان 1956 كان وفدا برلمانيا برئاسة أنور السادات عام 1957 والوحدة كانت عام 1958 أي بعد عام تقريبا ثم وقع الانفصال عام 1961 ، وقبل مرور سنة على الانفصال بيومين في 26 سبتمبر 1962 كانت ثورة اليمن وكان للسادات والبيضاني دورا في هذه العملية " ثورة اليمن " 
وكان اسم مصر قد علا بعد عدوان 1956 فليس من المعقول أن يتركونا لحالنا..وكان المخطط إنهاك قوة مصر علي المدي الطويل لان ثورةمصر في 23  يوليو 1952 كانت حدثا كونيا هائلا بأبعاد كبيرة وحزب البعث كان يأتمر بأوامر جهات خارجية كان يتلقي منها التوجيهات، لذلك فتقديري ان القوي الخارجية المتامرة علي مصر كان لها دور في قضية الوحدة مع سورية ولأن الوحدة العربية كانت هدفا غاليا لجمال عبد الناصر فلقد أرادوا أن يصيبوا عبد الناصر في مقتل بأن يطعنوه في الوحدة التي كانت اغلي امانيه " .
والي هنا ينتهي كلام السيد/ حسين الشافعي عن سبب الانفصال بين مصر وسورية بعد الوحدة. 
ثم بعد رحيل جمال عبد الناصر..جاء أنور السادات إلي الحكم في مصر ويالها من أقدار غريبة تلك التي حملته إلي سدة الحكم في مصر  !!!
ونظرا لأن السلطة لم تكن قد استتبت له بعد واستقرت فأخذ يناور بقضية الوحدة في تعاملاته مع معمر القذافي الذي استخلفه جمال عبد الناصر علي القومية العربية والوحدة العربية..حيث قال عبدالناصر في يونيو 1970  في زيارته الثانية إلي ليبيا وربما الأخيرة لليبيا امام جماهيرها  : 
" اترككم وانا أشعر أن اخي معمر القذافي هو الأمين علي القومية العربية والثورة العربية والوحدة العربية "
اخذ انور السادات بمبدأ " المناورة "
مع القذافي فيما يتعلق بالوحدة سواء اتحاد الجمهوريات العربية( مصر وليبيا وسورية ) 
أو الوحدة الاندماجية بين مصر وليبيا  وكلتا المحاولتين لم تكتملا ولم تنجحا بكل أسف .
نعود بعد هذا الاستطراد الذي رأيته ضروريا إلي قضية الوحدة وعنوان المحاضرة  : 
يسألونك عن الوحدة ؟
قل ..هي معمر القذافي  .
فلقد حاول معمر القذافي بكل السبل وشتي الوسائل ان يقيم الوحدة مع مصر ( الاندماجية ) أو معها وسورية ( اتحاد الجمهوريات العربية ) الا ان السادات كان لكل تلك المحاولات بالمرصاد !!
فلقد استفاد السادات بالتضامن العربي والذي بذل فيه القذافي جهدا خارقا وملموسا لتحقيقه في حرب أكتوبر المجيدة وتحقيق النصر المصري السوري العربي فيها 
ثم بعدها بدأ السادات شيئا فشيئا يدير ظهره لرفاق الأمس وشركاء النصر وروافد رئيسية في تحقيقه فكان سلاح البترول والدعم العربي المادي والمعنوي ولقد كان لهما دورا فعالا في المساعدة على تحقيق نصر أكتوبر المجيد جنبا إلى جنب مع شجاعة وكفاءة وقدرة المقاتل المصري والسوري والجبهة الداخلية في كل من مصر وسورية .
فحينما عرض معمر القذافي علي السادات 
إقامة الوحدة الاندماجية بين مصر وليبيا في فبراير 1972 طلب منه السادات مهلة خمسة شهور !!
فجاء شهر يوليو من نفس العام وانتهت المهلة التى طلبها انور السادات فكان التسويف ولكن بطريقة اخري من قبل السادات فأعلن موافقته على الوحدة علي ان تطرح للاستفتاء في البلدين بعد سنة من ذلك التاريخ  ( سبتمبر 1973 )  !!
ثم كان تحريض الصحف الأمريكية للادارة الأمريكية للانتقام من معمر القذافي كلما زادت مجهوداته تجاه مبدأ " قومية المعركة " والوحدة العربية لأنها تدرك أن في ذلك الطريق ..طريق القومية والوحدة تقويض لمخططاتها الإمبريالية والصهيونية وزيادة القدرة العربية علي التصدي لكل ما يحاك للأمةالعربية من مؤامرات  .
ثم جاءت المسيرة الخضراء من ليبيا في يونيو 1973 فاستقبلها السادات بالمتاريس عند السلوم  !!!
واندلعت حرب أكتوبر 1973 وتعمد السادات عدم إخطار معمر القذافي بموعد الحرب لتفجير الأوضاع معه وقطع الطريق على عملية الوحدة من أساسها  !!!
ورغما عن ذلك تحمل القذافي وادي دوره القومي في المعركة وقام بامداد مصر بمستشفى عسكري ميداني قوته 60 سرير وكان الأول من نوعه في الشرق الأوسط 
وقام بتوفير 18 طائرة فرنسية ميراج جاءت إلي أرض المعركة من فرنسا كما أعلن السادات بنفسه فيمابعد..
رغم كل ذلك حاول القذافي ان يتعالي علي إساءات السادات له عن عمد وان يسمو فوقها ..
فجاء إلي مصر أوائل عام 1974 وطلب زيارة مقر غرفة العمليات لكن أنور السادات اعطي تعليماته بعدم تمكينه من ذلك  !!
بحجة أن القذافي  " سوف يحكي لطوب الأرض " كما روي محمد حسنين هيكل!!
هذا في الوقت الذي لم يجد فيه السادات أي غضاضة في إحاطة الملك حسين بموعد حرب أكتوبر والذي اخبر بدوره الإسرائيليين بموعدها لكن من حسن الحظ انهم لم يأخذوا تبليغ الملك بالجدية المطلوبة ..وايضا في الوقت الذي رفض فيه السادات تمكين القذافي من زيارة غرفة العمليات بعد انتهاء حرب أكتوبر فإنه قد بعث برسالته الشهيرة إلي كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي للرئيس نيكسون في 7 أكتوبر  بعد بداية الحرب بأقل من 24  ساعة 
" بأن مصر لاتعتزم تعميق مدي الاشتباكات أو توسيع مدي المواجهة مع إسرائيل " 
كل ذلك لأن الملك حسين وكيسنجر كلاهما سوف يحكي فقط لإسرائيل بينما معمر القذافي سوف يحكي لطوب الأرض !!
لم يكن لتصرفات السادات تلك مع القذافي وغيرها كثير سوي لكراهيته الشديدة لجمال عبدالناصر والتي انتقلت عدواها إلي خليفته القومي العروبي الوحدوي معمر القذافي !!!
أيضا كان الرئيس تيتو قد طالته سهام الحقد الساداتي باعتبار أن تيتو من مؤسسي حركة عدم الانحياز وصديق عبدالناصر فقال 
السادات لمحمد ابراهيم كامل وزير خارجية مصر 
" أصل تيتو يشعر بالغيرة لاني لجأت إلى تشاوشيسكو دونه " !!!
في إشارة منه الي تقاربه مع اصدقائه الجدد في فلسطين المحتلة " إسرائيل " وأمريكا  مع ان تيتو لم تكن تربطه أي صلة بإسرائيل من قريب أو بعيد بل كان يقف في خندق المصالح العربية بكل ثبات !!
ثم كان العدوان الساداتي الأول علي ليبيا
والقذافي أغسطس 1976
.والثاني 23  يوليو 1977 ( في ذكري ثورة يوليو الثورة الام لثورة الفاتح من سبتمبر ) !!!
ذلك كله قام به السادات لكي يرضي عنه أصدقاؤه الجدد الصهاينة أمثال وايزمان وبيجين والامريكان أمثال نيكسون وكارتر وكيسنجر !!
وكأن لسان حاله يقول لهم : 
هانذا اعتدي علي رمز عبدالناصر الذي تكرهونه نيابة عنكم  !!
ورغم كل ما تقدم وهو جزء من كل فإن قناعة القذافي بالوحدة وإيمانه الراسخ الذي لا يتزعزع بأنها السبيل الوحيد للأمة العربية لكي تحتل مكانا لائقا بها فوق الأرض وتحت الشمس فلقد حاول من جديد وربما للمرة العاشرة إقامة الوحدة فعرض على السادات سداد ديون مصر بالكامل علي مدي سنتين فقط من أجل الوحدة لكن السادات رفض رفضا قاطعا ودون أن يفكر لحظة واحدة  !!!
لانه لا يريد الوحدة كراهية لجمال عبدالناصر ومن بعده معمر القذافي 
كما أن الوحدة سوف تقوض مساعيه وتتعارض مع استراتيجيته الرامية للصلح مع إسرائيل. 
ثم اعلن القذافي ان ليبيا علي استعداد ان تضحي بالثروة من أجل الوحدة  !!
ولكن لامجيب .
وجاء عام 1976 وقام عمر المحيشي بمحاولته الانقلابية الفاشلة في ليبيا فمنحه السادات حق اللجوء السياسي فورا واعطاه اذاعة صوت العرب للتهجم اليومي علي ليبيا والقذافي بشكل خاص .
وقبلها في أبريل 1974 كانت عملية اقتحام الكلية الفنية العسكرية وتنظيم صالح سرية فاتهم السادات القذافي بأن له دورا في ذلك ..!!
كثيرة هي الحكايات التي تكشف بما لا يدع مجالا لشك في ان السادات كان المسئول الأول عن فشل الوحدة الاندماجية بين مصر وليبيا وايضا فشل اتحاد الجمهوريات العربية ومعهما سورية .
ولكن ما أود التأكيد عليه هو أن الروح الوحدوية والقومية لدي معمر القذافي لم تهن ولم تضعف أو تهتز...وحاول كثيرا وسار علي طريق الوحدة العربية علي جبهات عدة فكانت محاولته مع الجزائر( بومدين ) وتونس ( بورقيبة )  و ( زين العابدين بن علي ) 
وموريتانيا  ( مختار ولد داده )
وسورية( حافظ الأسد ) 
والسودان  ( جعفر نميري )

لكنك تسمع إذ ناديت حيا وما انت بمسمع من في القبور .
ثم انتهت حقبة الثمانينيات التي جرت فيها كل المحاولات بعد اغتيال السادات في 6  أكتوبر 1981
وفي مطلع التسعينات من القرن الماضي طلعت علينا أمريكا وذيولها باكذوبة لوكربي وكان الحصار الظالم علي ليبيا لمدة 10  سنوات واستكان العرب وتخاذلوا عن نصرة ليبيا والقذافي. 
علاء أبو زيد 
فندق الواحة ..سبها ..يوليو 2009
ملحوظة: 
لم تنشر من قبل. 
تحية لروح الشهيد الخالد العقيد معمر القذافي في عيد الفاتح العظيم 54

من صفحة علاء ابو زيد على الفيس بوك