كشفت القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ ليلة أمس الجمعة النقاب عن أنّ المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب باتت متأكّدةً من أنّ (حزب الله) اللبنانيّ سيخوض المعركة الشاملة مع إسرائيل، وأنّ السؤال هو ليس هل إنّما متى، لافتةً، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ في دولة الاحتلال، إلى أنّ ما أسمتها بـ (ساعة الصفر) اقتربت وأنّ اجتياح قطاع غزّة بريًا سيكون بمثابة قوّة الدفع لحزب الله للبدء في المعركة، على حدّ تعبير المصادر.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة (هآرتس) العبريّة تحقيقًا عن أسلحة حزب الله الفتاكّة، واستذكرت أنّه في العام 2010 قال وزير الدفاع الأمريكيّ روبرت غيتس لنظيره الإسرائيليّ إيهود باراك، إنّ حزب الله يملك أسلحةً تفوق الأسلحة التي تمتلكها معظم دول العالم، وأنّ واشنطن تُراقِب ذلك عن كثب، على حدّ تعبيره.
وتابعت الصحيفة، التي اعتمدت على مصادر إسرائيليّةٍ وأخرى أجنبيّة، أنّه منذ ذلك الحين وحتى اليوم يُواصِل الحزب في تعاظم قوّته العسكريّة، وأنّ مخزن الأسلحة الذي يمتلكه بات كبيرًا جدًا، ليس كمًّا فقط، بل من ناحية الكيفيّة، وذلك بدعمٍ كريمٍ جدًا من إيران، في حين أنّ قوّاته استفادت جدًا من قتالها في الحرب الأهليّة السوريّة، على حدّ تعبيرها.
وشدّدّت الصحيفة، نقلاً عن المصادر عينها، على أنّه بحسب التقديرات المحتلنة فإنّ حزب الله يملك اليوم أكثر من 150 ألف صاروخ ومقذوفة، وأنّ أكثريتها تصل إلى عشرات الكيلومترات، في حين أنّ الحزب يملك الصواريخ التي يصل مادها إلى مئات الكيلومترات، أيْ أنّ كل موقعٍ في إسرائيل باتت في مرمى صواريخ حزب الله.
على صلة، قال المحلل العسكريّ في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة يوسي يهوشع، إنّ “إسرائيل تتعامل حاليًا مع ثلاث ساحات صعبة ومعقدة: التعامل مع التسللات القادمة من الجنوب، والغارات التي ينفذها سلاح الجو على قطاع غزة وفي الشمال، والتوتر المتصاعد مع حزب الله”.
وركّز الكاتب حديثه على حزب الله، وافتتح مقالته بمّا وصفها المناوشات عبر الحدود التي تجري يوميًا، معتبرًا أنّه رغم تنفيذها من قبل منظمات فلسطينية في لبنان، معظمها من حماس والجهاد الإسلامي، لكنّه يرى أنّ حزب الله وافق عليها، وهي المناوشات التي أدت إلى وقوع 3 قتلى على الأقل في صفوف حزب الله، وضابط إسرائيلي كبير، هو نائب قائد اللواء 300 المقدم عليم عبد الله، بعد ضربات متبادلة بين الطرفين.
وتابع: “اللافت أنّ إسرائيل تجنّبت منذ عام 2006 قتل عناصر من حزب الله على الأراضي اللبنانية، بل واتخذت خطوات عديدة لعدم قتل أي من عناصر الحزب، المدعوم من إيران، في سوريّة، حتى لا تتفاقم الأوضاع”.
وتطرّق إلى الفشل في الجنوب وقال: “لقد نمنا أثناء الحراسة، وباغتونا وسروالنا في الأسفل، في يوم عيد (سمحات توراة)، شهد الجيش الإسرائيلي يوم الغفران 2023. بعد خمسين عامًا ويومًا من فشل تلك الحرب، ورغم عقود من الحديث عن “الدروس المستفادة” و”فشل المفهوم”، وجدت دولة إسرائيل، القوة الإقليمية، نفسها في مواجهة وسروالها في الأسفل”.
ومضى قائلاً: “من المستحيل أنْ نقول ذلك بكلمات أكثر وضوحًا وألمًا وحدّةً من هذه الكلمات: أقوى جيش في الشرق الأوسط وأحد أكثر الجيوش تقديرًا في العالم، استيقظ في السابع من أكتوبر على مفاجأةٍ كاملةٍ. لقد تحطمت في وجوهنا كلّ التقديرات التي تقول إنّ تنظيم حماس “مردوع” وغير معنيّ بالحرب ويُريد أنْ يحكم قطاع غزة ولا ينزلق إلى الصراع. الصورة الاستخبارية التي سيطرت على المنظومة، والتي أدت إلى نقل القوات من غزة إلى الضفة الغربية المشتعلة، تبينّ أنّها خاطئة من الأساس. وثمن هذا الخطأ حدث لم نعرف مثله في الجيل الماضي”، طبقًا لأقواله.
ونقل الصحيفة عن الجنرال المتقاعد يعكوف عميدرور، وهو مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنّ الهجوم يمثل “فشلاً كبيرًا لنظام المخابرات والجهاز العسكري في الجنوب”.
ومن ناحيته، قال المحلل السياسيّ الإسرائيليّ المخضرم ميرون رابوبورت إنّ “هذا المستوى من المباغتة لم يحدث، ولا حتى في حرب 1973″، مضيفًا أنّ “أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في حالة من الذهول، والثقة الإسرائيلية بالجيش اهتزت حتى النخاع”.
وتابع “وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي (التي تعرف باسم الوحدة 8200) لديها القدرة على معرفة أدق التفاصيل في حياة الفلسطينيين، ومع ذلك لم تكن قادرة على معرفة أنّ بضع مئات، أوْ ربّما بضع آلاف، من المقاتلين كانوا يستعدون للقيام بهجوم معقّد وعلى نطاقٍ واسع”، على حدّ قوله.
يُشار إلى أنّه على ضوء الفشل المجلجل تعالت الأصوات في إسرائيل المطالبة بإقالة كلٍّ من قائد المنطقة الجنوبيّة بالجيش وقائد الاستخبارات العسكريّة لمسؤوليتهما الجسيمة عن الفشل.