لأول مرة منذ بدء معركة طوفان الأقصى يعلن حزب الله عبر صورة جمعت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والأمين العام لحركة الجهاد زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، عن اجتماع بين الأطراف الثالثة. هذه الصورة حللتها وسائل الاعلام الإسرائيلية باعتبارها رسالة غاية في الخطورة، وقد تم تعمد نشرها من قبل حزب الله وهي ترتبط بما يقلق إسرائيل من تطبيق عملي متزايد لمبدأ وحدة الساحات،
واعتبر الاعلام والمعلقون الإسرائيليون ان هذا هو الظهور الأول لنصر الله منذ بدء المعركة وانها الإشارة الأولى من نصر الله في تحديد وجهة الحزب حيال المعركة الكبرى في غزة. الا ان هذا الاجتماع وان كان الأهم مع الصورة الجامعة للقادة الثلاثة، الا انه ليس الأول، فقد عقد نصر الله اجتماعا مع وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان في الأيام الأولى للحرب على غزة خلال زيارة الأخير لبيروت، كما جرى اتصال هاتفي بين نصر الله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اول امس. لكن نظرة الإعلام الإسرائيلي تركزت حول اجتماع اليوم بشكل محدد، لانه جمع قادة مؤثرين مباشرة بقرار الميدان.
واعتبر المعلقون الإسرائيليون ان غياب نصر الله عن القاء خطاب طوال الأيام السابقة، وتفضيله الصمت، هو متعمد لاخفاء ما ينوي عليه حزب الله، وماهي الشروط التي سوف تؤدي الى تصعيد الأمور في الشمال، وترك المشهد غير واضح بالنسبة لإسرائيل.
واهتمت وسائل الاعلام الإسرائيلية بالرسالة الخطية لنصر الله لمقاتلي الحزب بدلا من القاء خطاب، وتحدث المعلقون الإسرائيليون ان مضمون رسالة نصر الله التي تطلب من وسائل الاعلام اعتبار شهداء الحزب في المعارك الدائرة في جنوب لبنان ” شهداء على طريق القدس، مؤشر على اتجاه الحزب ونظرته للمعركة في غزة. وان الصورة التي جمعت القادة الثلاثة إضافة الى الرسالة الخطية، يحاول من خلالها حزب الله ان يظهر ان قوى المقاومة موحدة وان الجبهات مشتركة.
ويخوض حزب الله معارك انطلاقا من جنوب لبنان، الا ان تلك المعارك وضعت في اطار المشاغلة للقوات الإسرائيلية لتخفيف الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية في غزة، وظلت تلك المعارك على الجبهة اللبنانية محكومة بقواعد اشتباك دقيقة خطوطها العامة عدم توسيع دائرة النار بعيدا عن الجبهة العسكرية، وعدم استهداف كلا الطرفين للمدنيين في المدن والقرى. لا ان إسرائيل ماتزال قلقة من نوايا حزب الله، اذ يتحدث المعلقون الإسرائيليون بثقة عن وجود خطوط حمراء لدى حزب الله مرتبطة بالحرب في غزة، لكنهم لا يعرفون بالضبط ما هي وكيف سيقرر الحزب ان إسرائيل تجاوزتها.