غزة -«القدس العربي»: واصل الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، عدوانه على مجمع الشفاء في غزة، الذي يعاني أوضاعا كارثية، إذ إن 7 آلاف بين نازح ومريض وأطقم طبية “يكافحون الموت”، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن سكان القطاع يواجهون “احتمالا مباشرا للموت جوعا”.
وكشف مصدر طبي من مجمّع الشفاء، أن دبابات الاحتلال انسحبت من ساحة مستشفى الشفاء، لكن دخلت جرافات عسكرية إلى الحديقة الخلفية، ونفذت فيها عمليات تجريف وحفر واسعة.
المصدر أضاف لوكالة الأناضول، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، أن الآليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي تفرض حصاراً شاملاً على المستشفى من جميع الجهات، وتستهدف كل من يتحرك داخل المستشفى أو خارجه.
وبعد أن فشل في تمرير مزاعمه بأن المشفى المركزي في القطاع، يحتوي على قاعدة لنشطاء الجناح العسكري لحركة “حماس”، زاد حجم الدمار في المشفى أكثر مما كان عليه الوضع ما قبل الاقتحام.
فعلاوة على الخراب والدمار الذي أحدثته الغارات الجوية التي استهدفت مباني المشفى منذ بداية الحرب، والتي تصاعدت خلال الأيام الثلاثة قبل الاقتحام، قام جيش الاحتلال بتدمير أقسام جديدة رئيسية، تعتمد عليها الأطقم الطبية في علاج المرضى والمصابين.
وبشكل أساسي أحدث الاقتحام للمجمع أضرارا في قسم الجراحات التخصصي، وقسم عناية الشرايين التاجية، كما أحدث أضرارا ودمارا في أقسام التصوير الطبقي.
ووفق وزارة الصحة فإن القصف أصاب غرف المرضى في مجمّع الشفاء الطبي جراء الاستهداف بقذيفة دبابة.
تجريف وتدمير أقسام في مجمّع الشفاء… وحصار «المعمداني» بالدبابات
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن أكثر من 7 آلاف بين نازح ومريض وأطقم طبية في لمجمع الشفاء “يكافحون الموت لانعدام المياه والغذاء” جراء حصار الجيش الإسرائيلي.
وذكر المكتب في بيان عبر منصة تلغرام، أنه “لا يوجد غذاء ولا ماء ولا حليب للأطفال في مجمّع الشفاء”.
وتابع: “قد نفقد عددا من الأطفال الخدج في مجمّع الشفاء في ظل انقطاع الكهرباء وبقائهم دون حضّانات”.
وأضاف: “لا توجد أي مياه أو غذاء في مجمّع الشفاء الذي يضم 650 مريضا ونحو 7 آلاف من النازحين”.
في حين، قال مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية إن الأمم المتحدة تبحث عن سُبُل لإخلاء مستشفى الشفاء في غزة، لكن الخيارات محدودة بسبب القيود الأمنية واللوجستية.
كذلك، أكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني أن الدبابات الإسرائيلية تحاصر المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) وسط “هجوم عنيف”. وقالت في بيان عبر حسابها على منصة إكس إن “طواقم إسعاف الهلال الأحمر تعجز عن الحركة للوصول للمصابين والجرحى”.
وفي منشور له على المنصة ذاتها كتب الطبيب في المستشفى غسان أبو ستة أن “المستشفى أصبح بمثابة محطة إسعاف أولي، مئات الجرحى يتلقون العلاج في المستشفيات دون إمكانية إجراء عمليات جراحية لهم، سيموتون متأثرين بجروحهم”.
إلى ذلك، قال عاطف الكحلوت مدير المستشفى الإندونيسي في غزة لقناة الجزيرة إن المستشفى توقف عن الخدمة بشكل كامل مضيفا أن نحو 45 شخصا في حاجة عاجلة إلى تدخل جراحي متروكون في قسم الاستقبال.
إلى ذلك، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن السكان يواجهون “احتمالا مباشرا للموت جوعا” في قطاع غزة، حيث أصبحت “إمدادات الغذاء والمياه معدومة عمليا”.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان “مع اقتراب فصل الشتاء، والملاجئ غير الآمنة والمكتظة، ونقص المياه النظيفة، يواجه المدنيون احتمالا مباشرا للموت جوعاً”.