الاك

في "الاك" للمشاركة في استقبال فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني..
"الاك" المدينة التي احتضنتني عام 1983 وانا ابن 12 "صيفا" وقد طوحت بي إليها اكراهات الدراسة؛ بعد سنوات الجفاف التي أتت على النزر القليل مما نملك؛ في سهول ومرتفعات الشمال الشرقي من لبراكنة.
آوتني حاراتها؛ والتحفت سماءها الزرقاء؛ ومشيت على اديم ثراها الطاهر؛ طويلا ما بين حي الحرية ومباني الثانوية..

كانت بالنسبة لي مدينة فاتنة مبهرة؛ ولم لا وانا الطفل البائس القادم من "آفطوط" حيث يعوي الفناء في كل زاوية؛ ويضرب الجهل بأطنابه؛ ويحكم التخلف الحضاري والثقافي قبضته على الجميع؛ دون ابسط مقومات للحياة.
بين أهلها الطيبيين؛ محتد الكرم والنبل والفروسية؛ عشتُ مع زملاء لي؛ سنوات من أجمل ايامنا؛ رغم الجوع والفقر والفاقة؛ قبل أن اغادرها صيف عام 1989 بعد امتحانات الثانوية العامة.
في "ألاك" تعلمت كيف يخرج الطفل من طوْرِ الفطام إلى عوالم الرجولة؛ دون المرور بأي مرحلة أخرى.

أعود إليها اليوم وأنا رجل كُبًّارٌ للترحيب برئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني؛ وهو يخطو بنا بثبات على درب النماء والتقدم.