الاستثمار الامريكي في الدم والحروب يهدد مستقبل أمريكا؟

أصبح من الواضح عند جل المعلقين والمحللين وخبراء الإستراتجيات ان الولايات المتحدة الأمريكية قد دخلت بالفعل في مرحلة الجزر والتراجع الحضاري  والإنكفاء على ذات وعلى أكثر من صعيد ؟!!

سواء تعلق الامر  بالصعيد الفكري أو الثقافي أو السياسي  أو الإقتصادي وحتى العسكري  في الوقت الذي تتعاظم فيه قوة  الصين الإقتصادية ونفوذها العالمي ودون ان تطلق رصاصة واحدة  ؟؟  
وتتعاظم فيه قوة روسيا السياسية والعسكرية بعد ان حققت الإنتصار العسكري الإستراتيجي على امريكا والغرب في اكرانياوهو مايعتبر انتصارا استراتجيا على الغرب عموما يخول روسيا قيادة حراك دولي مضاد للأحادية القطبية الامريكية ويعمل على خلق عالم متعدد الاقطاب وقد وجدت جل دول العالم خصوصا في آسيا وإفريقيا وامريكا اللاتينية ضالتها المنشودة في هذا الحراك الروسي الصيني فتم انشاء منظمة بريكس ومنظمة شنكهاي والشراكة الإستراتيجية الروسية الإفريقية وكلها آليات تهدف إلى كسر الهيمنة السياسية والإقتصادية والنقدية الامريكية حيث باتت العملة الخضراء الدولار خارج التبادل التجاري بين هذه الدول
وهو ما يعنى ان نهاية الزمن الامريكي والاحادية القطبية اصبحت مسألة وقت لا اكثر لماذا ؟ 

ففقدت امريكا مبرر وجودها الحضاري وفقدت هويتها ومناعتها وآيديولوجيتها التي قامت عليها اصلا ؟!!
ألا وهي المذهب الفردي والحرية الليبرالية والإنفتاح اكثر على المهاجرين وإتاحة الفرصة لكل احديدخل التراب الامريكي ليبدع  ويحقق احلامه في امريكا وتسهيل حصوله على الجنسية الامريكية في فترة وجيزة  والعيش الكريم بين مجتمع متعدد الاعراق والثقافات و ديمقراطي  مجتمع  تسيره المؤسسات  ؟!
الدستورية ويضمن مبدأ فصل السلطات وحرية الصحافة واستقلال القضاء هذا هو جوهر الهوية الامريكية سابقا ومصدر قوتها ومناعتها وتجددها وبيئتها الجاذبة  ..
لكن تلك الصورة الوردية التي كانت عند جل شباب ونخب العالم عن أمريكا قد تغيرت تماما إلى درجة النقيض؟
حيث اصبحت امريكا بعد سقوط الإتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة والتوازن الدولي في نظر شعوب العالم هي اكبر عدو للحرية وللحياة وللديمقراطية واكبر منتهك لحقوق الإنسان واكبر مستثمر في الدماء والحروب ومنتج ومصدر للفايروسات والاوباة القاتلة ( الجمرة الخبيثة كرونا فايرس ) المسجل كبراعه اختراعأمريكية !! رغم محاولات التنصل منه ؟؟

وأصبحت أمريكا هي اكبر داعم ومشارك في قتل الاطفال وانتهاك القانون الدولي الإنساني ؟؟
وبذالك فقدت امريكا بريقها واصبح الشخص الذي يحمل الجواز الامريكي خارج امريكا يشعر بالخجل من نفسه والخطر على حياته بسبب الاعمال البربرية المتوحشة لدولته كاكبر مستثمر في الحروب والدماء وتهديد السلم الدولي سواء تعلق الامر بافغانستان سنة 78  باعتراف هيلاري اكلونتن وبريجنسكى أو بالعراق وليبيا وسوريا وافغانستان بعد 11سبتمبر او بأطفال غزة الذين يذبحون يوميا بالسلاح الامريكي والفيتو الامريكي والدعم الإقتصادي الامريكي ؟ او تعلق بالحرب في اكرانيا ومحاولات التطويق الإستراتيجي لروسيا ؟؟
 بحيث لايتذكر العالم المعاصر حربا إلا كانت الاصابع الأمريكية وراءها بصفة مباشرة او غير مباشرة ؟؟

كل ذالك بسبب ان الإدارة الأوليكاشية في امريكا تحتاج إلى إعلام وأموال اثرياء اليهود الامر الذي يجعلها خاضة تماما للنفوذ الصهيوني سواء كانت جمهورية اوديمقراطية لافرق ؟
وحتى ولو كان ذالك على حساب القانون الامريكي والقيم الأمريكية والمصالح الأمريكية وعلى حساب القانون الدولي ؟ لذالك يمكن القول بكل موضوعية ان امريكا الآن دخلت مرحلة الرجل المريض التي دخلتها السلطنة العثمانية سابقا بسبب الإعتماد المفرط على العسكرة والعسكرة فقط ؟

سيدي الخير ولد الناتي