مع غزواني

إعلان

تابعنا على فيسبوك

افنتا

أحد, 31/12/2023 - 16:49

هل نحن بخير؟
 
- صباح الخير؟
لا أحد في بلادنا منذ استقلالها إلى اليوم –يشار إليه معرفيا- إلا وينتابه بين الحين والحين قلق تجاه واقع بلادنا ومستقبلها، وتتردد على شفاهه بين الفينة والأخرى أكثر من سؤال من قبيل:
- هل نحن بخير؟
- هل دولتنا تشبه الدول؟
- هل يلاحظ قادتنا –أثناء زياراتهم لدول أخرى- الفرق بين عاصمتنا وعواصم تلك الدول؟ أم أنهم يبقون معصوبي العيون إلى حين عودتهم إلينا؟
- هل لاحظوا -مرة- الفرق الشاسع بين بلادنا وبلدان الجوار "السنغال والمغرب.. مثلا"؟
هل طرح أهدهم -على نفسه أو على غيره- سؤالا من قبيل: 
- إلى أين نحن نسير؟
- ما أسباب بقائنا في التعاسة والتخلف؟
- هل من طريقة أو وسيلة للخروج من عنق الزجاجة؟
حين حل القائد الفرنسي نابليون بونا بارت بمصر غازيا، وحدثت النهضة الناجمة عن المنهج والآليات التي استصحبها معه من عالمه المتقدم إلى واجهة العرب آنذاك، والتي ما زالت تعيش في ديجور الظلمات والتخلف، لاحظ المثقفون في مصر وقتها حجم فارق المسافة الحضارية والتقدم بين بلدهم والبلاد التي قدم منها هذا الغازي، فأحدث ذلك صدمة كبرى في نفوسهم، كانت نتيجتها طرح سؤال كبير وواسع ومهم تردد على شفاه المثقفين والساسة وأولي الأمر 
لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا؟
حاول الكل من موقعه أن يجد الجواب الشافي لذلك السؤال المجسد لواقع المرض الذي يعاني منه جسم الأمة وواقعها، مدركين أنهم بمعرفة الجواب الشافي وعلاجه سيتغير الواقع وتنقلب الحياة من الأسوأ إلى الأفضل، وقد برز عديد الإجابات وقتها على السؤال، وسارت بلادهم وقتها في شبه الطريق السالك نحو علاج الداء المستشري. 
وفي مطلع الثمانينات، طرح الشاعر الرمزالوالد أحمدو ولد عبد القادر من خلال قصيدة "السفين": رحلنا كما كان آباؤنا يرحلون
وها نحن نبحر كما كان أجدادنا يبحرون….. سؤالا مشابها، حاول وقتها بعض المفكرين وصناع الرأي نبش الموضوع، قبل أن تنطبق سماء الإقصاء ضد من يحاول طرح أي سؤال يقلل من خلاله من شأن ما تقوم به السلطات من جهد باعتبارها المدرك الوحيد لواقع الأمور، وأن أي إنسان يثير رأيا مخالفا لتمجيد، السلطة يبقى معارضا وحاقدا على النظام. 
بذلك ماتت روح الدعاية للتقدم وتم حظر النقد وصار التملق والنفاق آلية للتكسب وحماية من التهميش والإقصاء.
وهكذا وإلى يومنا هذا، ماتت جذوة التوجيه والنقد في نفوس صناع الفكر في بلادنا، مما أدى إلى فشل أداء صناع القرار.
فهل من سبيل إلى إعادة النظر من طرف السلطة الرسمية أو أي جهة فكرية أو ثقافية في بلادنا، من أجل وضع مبادرة جادة، تسعى إلى خلق رؤية واضحة، وتؤدي إلى وضع استراتيجية يتم اتباعها للخروج من دوامة التخلف المهلكة هذه ؟ 
عند انتخاب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ، ارتفع منسوب الأمل في إصلاح جاد يؤدي نهضة كبيرة في مختلف المجالات ، وكان ذلك الأمل قد تعزز كثيرا حتى قبل انتخاب الرجل، وفي لحظة اعلانه عن الترشح عبر خطاب جامع مانع ، صُنف وقتها من مختلف المراقبين للشأن العام ، بإنه خطاب وضع الاصبع على الجرح ، وان الرئيس فورا ، وبعد الأنتخاب سيبدأ في اصلاحات وترميمات جوهرية تلامس شتى المجلات وتذلل مختلف العراقيل، وتؤدي في نهاية المطاف الى التحاقنا بمصاف الدول المتقدمة، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالرجل صادق في قوله وفي فعله، ولكن الأمر ليس بتلك البساطة والسهولة ، فالفساد وتخلف العقليات قد تراكمت واشتد عودها وباضت ثم عشعشت، وتغييرها يبدو نه مؤجل الى حين تضافر الجهود وتغيير العقليات، في انتظار ذلك نناشد الرئيس ان يلين ولايستكين للعقليات السائدة والتي تتنافى مع روح الإصلاح والأخذ بمفاتيح التقدم والأزدهار.  
التاه ولد أحمد