رغم قرار مجلس الامن الدَوليّ الدّاعي لوقفِ اطلاقِ نارٍ في غزّة ، صعّد جيشُ الاحتلالِ الصِهيونيِّ عدوانَه وامتدّتِ الاعتداءات الصهيونية من شماليِّ القطاعِ الى جنوبِه، ما أَسفَر عنِ استشهادِ وإصابةِ عشراتِ المواطنينَ بينَهم أطفالٌ ونساء. كما استَمرَّ جيشُ الاحتلالِ بِحصارِه واستهدافِه لِلعديدِ من مستشفياتِ القطاع. ويأتي تصعيد العدوان في ظل استمرار الفشل الصهيوني الميداني واستمرار بنيامين نتنياهو في حديثه الوهمي عن نصر موعود واطالة امد الحرب الفاشلة لحسابات شخصية وسياسية.
وارتقى 15 شهيدا منهم 4 أطفال ونساء وأصيب العشرات بقصف الاحتلال منزلاً لعائلة أبو نقيرة في حي مصبح شمال رفح. وارتقى 7 شهداء وأصيب آخرون من عائلة المدهون جراء قصف الاحتلال خيمة نازحين في مواصي خانيونس. وأصيب عدد من المواطنين ولحقت أضرار في منازل وممتلكات المواطنين جراء قصف مدفعي استهدف منطقة أبو الحصين شرقي رفح. كما شهدت المناطق الغربية لشمالي غزة أحزمة نارية من الطيران الحربي الإسرائيلي ما أسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى بينهم أطفال ونساء.
وعقب القرار في مجلس الامن أعلن مكتب نتنياهو إلغاءَ زيارة ِ وفد ٍ صهيوني إلى واشنطن لدرس مسالة العملية العسكرية في رفح.
أما وزير الحرب الصهيوني يؤاف غالانت فاعتبر أنه لا حق أخلاقي لأحد بوقف ِ الحرب في غزة قبل استرجاع ِ الأسرى الصهاينة. وزير الخارجية الصهيوني يسرائيل كاتس ، أكد مواصلة الحرب حتى القضاء على حركة حماس، زاعمًا في الوقت نفسه أن الإحتلال يعملُ وفق القانون الدولي.
وكانت حركة حماس رحبت بقرار ِ مجلس الامن واكدت على ضرورة الوصول إلى وقف ٍ دائم ٍ لإطلاق النار يؤدي إلى انسحاب ِ كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وعودة ِ النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منها. كما اكدت الحركة استعدادها للانخراط في عملية ِ تبادل ٍ للأسرى فوراً تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين.
الى ذلك غادر الوفد “الإسرائيلي” المفاوض العاصمة القطرية وعاد اليوم، الثلاثاء إلى تل أبيب، وسط تقارير إسرائيلية عن “وصول المفاوضات إلى طريق مسدود”.
واعتبر رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، في بيان صدر عن مكتبه، أن “موقف حركة حماس يثبت بوضوح أنها غير معنية بمواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة”، ويعتبر أن موقف الحركة من المفاوضات “بمثابة دليل مؤسف على الضرر الذي أحدثه قرار مجلس الأمن” الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
ومساء امس صدر تصريح صحفي عن حركة حماس قالت فيه: لقد أبلغت حركة حماس الإخوة الوسطاء قبل قليل ، أنَّ الحركة متمسكة بموقفها ورؤيتها التي قدَّمتها يوم ١٤ مارس الجاري؛ لأنَّ ردَّ الاحتلال لم يستجب لأيٍّ من المطالب الأساسية لشعبنا ومقاومتنا:( وقف إطلاق النار الشامل، الانسحاب من القطاع، عودة النازحين، وتبادل حقيقي للأسرى). وعليه، فإنَّ الحركة تجدّد التأكيد على أنَّ نتنياهو وحكومته المتطرّفة يتحمَّلون كامل المسؤولية عن إفشال كلّ جهود التفاوض، وعرقلة التوصل لاتفاق حتى الآن.