مع غزواني

إعلان

تابعنا على فيسبوك

تقرير: حزب الله قادر على اختراق جميع “خطوط الدفاع” واحتلال القواعد والمستوطنات وكبحه مستحيل

جمعة, 24/05/2024 - 09:58

عشرات آلاف المُشرّدين الإسرائيليين من الشمال، الذين تمّ تهريبهم إلى المركز لوهن الاحتلال من حمايتهم، سيضطرون لبقاء فترةٍ طويلةٍ خارج ديارهم، إذْ أنّ حكومة بنيامين نتنياهو قررت تأجيل إعادة ترميم المُستوطنات، التي شُطِبت عن بكرة أبيها، إلى ما بعد الفاتح من أيلول (سبتمبر) القادم، الأمر الذي يؤكِّد أنّ حزب الله عهو الذي يضع قواعد اللعبة والاشتباك.
وفي هذا السياق، توجّه جلعاد شارون، وهو نجل رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون، في مقالة نشرها بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، إلى نتنياهو وكلّ الكابينت بالقول: “أخبرونا ماذا تفعلون بشأن الشمال؟ هذه القطعة الجميلة والمهمَلة أصبحت حزامًا أمنيًا معاكسًا في إسرائيل بدلًا من لبنان”.
وأضاف: “منذ أكثر من 7 أشهر يستهدفوننا بالنيران، وماذا تفعلون؟ إلى أين ستسير الأمور؟ ما هي خطّتكم، عدا عن بثّ مخاوف عبثية؟ ماذا يفترض بكم أن تفعلوا لآلاف اللاجئين، وأي أفق تعطونهم؟ نتنياهو ينزعج ويغضب حين يتحدّثون عن عودة سكّان الشمال إلى بيوتهم بالفاتح من سبتمبر، لماذا السرعة؟ بالنسبة إليه يمكنهم أنْ يبقوا لاجئين سنة أخرى. على مَنْ ستلقون المسؤولية عن المهانة والمذلة في الشمال؟ وعلى من ستلقون التهمة بفشلكم؟”.
وأكّد شارون أنّ: “الردع هو من الأمور الملتبسة التي يحتاج بناؤها إلى سنوات، لكن يمكن فقدانها بلحظة، وأنتم بضعفكم وحماقتكم، فقدتموه. لم يعد أحد يحسب لكم حسابًا. كلّ من هبّ ودبّ يستهدفنا بنيرانه من دون وجل”، مشيرًا إلى أنّ: “عشرات الصواريخ والقذائف تُطلق من لبنان يوميًا وكأنّ كلّ شيء عادي”.
وأضاف أنّ: “الكابينت يعتمد خطًا دفاعيًا، وبالدفاع ربّما لا نخسر لكنّنا دون هجومٍ لا ننتصر، حين خسرتم الردع ألحقتم ضررًا فادحًا بالأمن القوميّ”.
وختم شارون بالقول: “نتنياهو في المهمة العليا لأيّ رئيس حكومةٍ، وهي حماية مواطني إسرائيل وردع أعدائنا، فقد فشل”، طبقًا لأقواله.
على صلةٍ، كشفت الإذاعة الإسرائيليّة الرسميّة (كان) النقاب عن أنّ “تقدير قائد اللواء 300 في يوم الدراسة، الذي عُقِد مؤخرًا، كان أنّه إذا شنّ حزب الله هجومًا، فإنّه سينجح في اختراق جميع “خطوط الدفاع” والسيطرة على القواعد والمستوطنات، لأنه لن يكون للقوات في المنطقة القدرة على إيقاف الهجوم”.
وبحسب كلام قائد اللواء، ستكون هناك حاجة إلى وصول قوّةٍ مخصصةٍ وإنقاذ القوات حتى وصول “الجيش الكبير”، موضحًا أنّ “فرضية العمل في الجيش الإسرائيليّ كانت أنه إذا شن حزب الله هجومًا مفاجئًا، فلن تتمكن قوات الجيش على الحدود الشمالية من صد الهجوم”.
وتابع: “بينما لم يكن أحد يعتقد على الحدود الجنوبية أنّه سيتم اختراق “خطوط الدفاع”، كانت هذه هي فرضية العمل للجيش الإسرائيليّ على الحدود الشمالية دون أنْ يدرك السكان عمق الخطر”.
هذا وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) قد نشرت سابقًا أنّه قبل أشهرٍ قليلةٍ من الحرب، واجه قائد فرقة الجليل رئيسَ شعبة الاستخبارات المنتهية ولايته، اللواء أهرون حاليفا، عندما أخبره أنّ حجم القوات لا يكفي للتعامل مع هجومٍ مفاجئٍ، لكن حاليفا رفض مخاوفه.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وعلى خلفية الفشل الخطير على الحدود الجنوبية، تمّ زيادة عدد القوات الإسرائيليّة في الشمال بشكلٍ كبيرٍ وتغيّر مفهوم الدفاع تبعًا لذلك.
في غضون ذلك، أكّد موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّه “برز في الفترة الأخيرة زيادة في استخدام الطائرات بدون طيار من جانب حزب الله”، مشددًا على أنّ “قدرة فتكه ارتفعت”.
وقال الموقع إنّه “وفقًا لتحقيق نفذه مركز (علما)، المختص في أبحاث التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل في الشمال، فقد وقعت خلال شهر (آذار 2024) أربع وعشرون حادثة دخول طائرات دون طيّارٍ”، مردفًا: “في نيسان ارتفع العدد إلى 42 حادثة، وفي شهر أيار حوالي 20 حادثة”.
 ونقل الموقع عن المعنيين بمعهد (علما) قولهم إنّ “تزايد استخدام حزب الله للطائرات دون طيّارٍ وكثافة هجماته يدل على صعوبة التعامل مع هذا النوع من الأسلحة”،
وأضاف الموقع، نقلاً عن المعنيين: “هناك صعوبة أخرى تتعلق بالطريقة التي تطير بها الطائرة دون طيّارٍ نحو الهدف”، كذلك، فإنّ من بين “إحدى إمكانيات الطيران هي تزويدها بالهدف ومسار الرحلة مسبقًا، بحيث تتم الرحلة نحو الهدف بشكل مستقل معتمدة على نظام تحديد المواقع العالميّ (جي. بي. إس)”.
من جهته، قال مدير الأبحاث في معهد (علما) طال باري للموقع العبريّ إنّ “حزب الله يستغل المعركة الحالية لمعرفة قدرات الجيش الإسرائيليّ، الهجوميّة والدفاعيّة، وكذلك لمعرفة قدراته، مقارنة بقدرات الجيش الإسرائيليّ”، على حدّ تعبيره.
 وفي الخلاصة وَجَبَ التأكيد أنّ اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال، يتسحاق بريك، حذّر من انضمام عرب الـ 48 للمجهود الحربيّ لحزب الله، لافتًا إلى أنّهم يمتلكون أكثر من 400 ألف قطعة سلاحٍ غيرُ قانونيّةٍ، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ شمال الكيان بات ذات أغلبيةً عربيّةً، وفقًا لأقواله.