داعم لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من أجل استكمال مشروعه الطموح لإعادة تأسيس الجمهورية على أسس صحيحة تقدر معها على النهوض..
داعم له لاستكمال مشروع المدرسة الجمهورية وإصلاح التعليم الذي لا يمكن إصلاحه دون توجيه مئات المليارات إليه، وهو ما أحجمت عنه الأنظمة السابقة مفضلة تسليم زمامه للقطاع الخاص، وتوجيه الأموال العمومية إلى "إنجازات المقاولات"، فأطلقه فخامة الرئيس.. وأتوقع -لأن إصلاحه يتوقف على ذلك- أن يتوج هذا الإصلاح خلال المأمورية الثانية بمضاعفة دخول المدرسين، وجعلهم في وضعية لائقة بمكانتهم السامية كقادة ومربين وقدوة للأجيال...
داعم له كي يستكمل مشروعه الصحي الذي أطلقه بفكرة فتح التأمين الصحي CNAM للفقراء، متحملا تأمين 100 ألف أسرة موريتانية فقيرة مجانا، قبل يوسعه إلى فكرة التأمين الصحي CNASS الهادفة إلى فتح التأمين الصحي أمام جميع المواطنين، رغم ما يتطلبه مثل هذا الجهد من مليارات كان يمكن توجيهها إلى "إنجازات المقاولات" المدرة للعمولات..
داعم له كي يستكمل مشروعه الاجتماعي الذي بدأه بتخصيص أكثر من 200 مليار للتآزر كي توفر الخدمات الأساسية من بنى قاعدية في مجالات الصحة والتعليم والماء والكهرباء حصرا للأوساط الأكثر فقرا، وتمول المشاريع وتقدم القروض، وتدفع الأموال نقدا لثلث السكان من الفقراء، حيث ناهز ما دفع لهم نقدا حتى الآن 50 مليار أوقية، في عملية تضامن اجتماعي لم يسبق لها مثيل في كامل منطقة غرب إفريقيا.. ترى كم كان بإمكان هذه ال250 مليار التي وجهت إلى "مجتمع التآزر" الفقير المتعفف من "إنجازات المقاولات"؟
داعم له كي يواصل اهتمامه بالمواطن الموريتاني البسيط الذي لا واسطة له في المجالات التي تخلق الثروة والتنمية، حيث فتح التنقيب لعشرات الآلاف من الشباب بعد أن كان "اگليب اندور" وغيره من "المجاهر" المدرة مغلقا عنهم، وكانت "التماية" القريبة من تازيازت موجهة للبيع للأجانب، فأتاح لهم كل ذلك، وأنشأ معادن التي قام على تأسيسها وإطلاقها أحد أكفأ الأطر الوطنيين. وأطلق الثورة الزراعية التي أراهن على أنه يمكنها إذا فتحت خلال المأمورية الثانية لمعمريها من المهمشين ووجه إليها حملة الشهادات ومنحت للطبقات المتوسطة بإشراف وتمويل من الدولة بمعدل (من 4 إلى 10 هكتار للمشغل) فإنها ستقضي بصورة نهائية على البطالة وتحقق في نفس الوقت الاكتفاء الذاتي للبلد..
داعم له كي يواصل ما أطلقه خلال خطابات متكررة وشهيرة له من ضرورة إصلاح للإدارة وتقريبها من المواطنين، وهو إصلاح، بدأ رغم ممانعة المنتفعين من فساد الإدارةً، وتجلى في التحسن الذي طرأ على خدمات "خدماتي" في المصالح العمومية، وعلى خدمات الحالة المدنية والتجهيز والنقل والإسكان والعقارات والتعليم والصحة.. وما زال الكثير جدا طبعا في هذا الصدد، فلدينا إدارة كانت من أفسد مثيلاتها في العالم الحديث وأكثرها زبونية وانعدام كفاءة. وفخامة الرئيس واع لذلك حريص على استكمال إصلاحه..
داعم له كي يواصل إصلاح الاقتصاد من أساسه، بعد أن نجح في تقليص المديونية الخارجية التي وجدها تكبل بلدنا بنسبة تناهز 100 في المائة من ناتجنا الداخلي الخام فاستطاع ردها إلى نحو 48 في المائة، والخزينة العمومية التي تسلمها شبه فارغة، وهي اليوم تتوفر على عدة أشهر من الاحتياطات النقدية الخارجية، ومديونية داخلية شبه منعدمة..
داعم له كي يواصل ما حققه من إنجازات في مجال المقاولات (الطرق، الجسور، البنى التحتية المختلفة...) التي فرض أن تحترم المعايير العالمية، وأن تستجيب للحاجات الاقتصادية، بعد أن كانت تطلق من أجل ما يقع تحت الطاولات بلا مراعاة لأبسط المعايير، وكان كل الاقتصاد يوجه إليها مما دمر التعليم والصحة والإدارة وأفقر المجتمع...
ومع كل ما سلف داعم له - وكلي ثقة بأنه سيفعل ذلك- كي يحرر الدولة نهائيا من قبضة اللوبيات سواء كانت لوبيات مالية أو قبلية أو شرائحية، ويعيد تأسيسها على أسس عصرية قابلة للاستدامة..
وكي يتخلص من المفسدين الكثر الذين وجدهم أمامه في أروقة السلطة وما زالوا يحيطون به كما كانوا يحيطون بأسلافه، ويوقف بيد من حديد جميع أشكال الفساد والرشوة والزبونية، ويقرب الكفاءات ويبعد الولاءات كي يتسنى له أن يبني وطنا صالحا للاستدامة..
وكي يراجع النظام المالي والضريبي للبلد الذي وضعته الأنظمة السابقة كي تملأ خزائن الدولة، وتسبب في بطالة متزايدة وغلاء لا يطاق للمعيشة، فأصبح من اللازم مراجعته قبل أن يؤدي إلى مجاعة أو انفجار اجتماعي، وهو أحد أسباب نزيف الشباب الحالي إلى الولايات المتحدة..
وكي يحافظ على الوئام التي استطاع أن يخلق بشخصيته الكيسة والمرنة بين المكونات السياسية التي عرقل صدامها مع الدولة التنمية لثلاثين سنة ماضية، وكي يرسخ التوازن الذي أسسه من خلال ديبلوماسيته الإقليمية والدولية في مناخ ملتهب يحتاج حكم البلد فيه إلى رئيس متزن ومجرب يعرف كيف يمسك العصا من الوسط...
وكي يجعل كما قال -وسيفعلها بالتأكيد- من المأمورية القادمة "مأمورية الشباب"، لأن الشباب هو أمل هذه البلاد في النهاية، وهو وحده القادر على العمل والتخطيط للمستقبل.. لقد آن لهذه الطبقة التي حكمتنا منذ 40 سنة ولم تجرنا إلا إلى التخلف أن تستريح وتدع البلد وشأنه، ليأتي فخامة الرئيس بأناس جدد وفلسفة جديدة قادرة على النهوض بالبلد...
داعم له، ولا أريد من وراء هذا الدعم أي شيء غير ثقتي وأملي في أن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سيحقق لنا في مأموريته القادمة من إصلاحات جوهرية ما ستسر به نفوس المواطنين الصالحين وتقر به عيونهم مما منعته إكراهات المأمورية الأولى (استلام سلطة في وسط صعب سياسي واقتصادي واجتماعي معقد وصعب، وباء كوفيد، محاكمة العشرية... إلى آخره.) من تحقيقه في مأموريته الأولى، فهو كما يعرف كل من خبره عن قرب رجل وطني حاذق، ومجرب، ومخلص في خدمة بلده.
الحسين ولد محنض