إعلان

تابعنا على فيسبوك

نتنياهو يفشل في استثمار عملية النصيرات

اثنين, 10/06/2024 - 18:45

على الرغم من صورة النصر الموهوم التي سعى لتسويقها نتنياهو بعد تخليصه 4 من أسرى الاحتلال في غزة بعد مجزرة مروّعة في النصيرات، إلا أنّ فرحة الأخير لم تكتمل حيث تلقى صفعة قوية باستقالة ثلاثة من وزراء حكومة الطوارئ وعلى رأسهم غانتس، فضلاً عن استقالة قائد فرقة غزة بعد اعترافه بالفشل المدوّي يوم السابع من أكتوبر، تاريخ عملية طوفان الأقصى.

وفي التفاصيل، فقد أعلن عضو مجلس الحرب بيني غانتس وأعضاء حزبه “معسكر الدولة” استقالتهم من حكومة الطوارئ. ودعا غانتس إلى إجراء انتخابات في أسرع وقت، قائلاً إن رئيس الحكومة يمنعهم “من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي”.

وفي هذا السياق، أكد الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد أنّ الاستقالات التي عصفت بحكومة الطوارئ الصهيونية ومجلس الحرب “ستعمّق أزمة نتنياهو وتزيد الشرخ الحاد في المجتمع الإسرائيلي، الأمر الذي سيكون له تداعيات بالغة لن تقف عند حدود الجبهة الداخلية الإسرائيلية بل سيصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة”.

ويرى عياد في تصريحاته “للمركز الفلسطيني للإعلام” أنّ “من دلالات استقالة ثلاث وزراء من حكومة الطوارئ الإسرائيلية أنّها كشفت أنّ الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي والسياسة الإسرائيلية عميقٌ وقويٌ، وأنّ محاولات إنتاج صورة نصر من خلال مجزرة النصيرات، لم تتمكن من إخفاء هذا الانقسام الحاد”.

وأضاف بالقول إنّ “العملية كانت كارثية ولها تداعيات كبرى على الكيان الصهيوني بل وورطت الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة بايدن وأربكت المشهد الداخلي في أمريكا، التي كانت تسعى لإتمام صفقة ترمم فيها الحزب الديمقراطي وعلاقة بايدن مع قاعدته الانتخابية وجاءت هذه الجريمة لتزيد من عمق الشرخ داخل الحزب الديمقراطي”.

وتابع، أنّ “الاستقالة جاءت لتؤكد على أنه لا يوجد لدى حكومة الحرب بقيادة نتنياهو أي إنجازات، وأنّ الصراع الداخلي في الكابنت وداخل الساحة السياسية والمجتمع الإسرائيلي سيكون عميقًا جدًا، وأنه لا يمكن معالجته بعمليات عسكرية أو أي إنجازات موهومة يحاول تسويقها نتنياهو بل على العكس من ذلك”.

ولفت عياد إلى أنّ “الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي يتفاقم، ورأينا خروج المظاهرات الحاشدة في الشارع الإسرائيلي احتجاجا على سياسة نتنياهو، رغم محاولات إظهار صورة الانتصار أو تسويق صورة الانتصار إلا أن الانقسام لم يغب عن الساحة الإسرائيلية حتى في ذروة عملية تخليص أسرى من غزة”.

وأشار المحلل السياسي إلى أنّ “التداعيات المباشرة ستعمق الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي وستضعف حكومة نتنياهو وشرعيتها داخل الولايات المتحدة الأمريكية وشرعيتها في المجتمع الدولي، وفي أوروبا، وحتى في الإقليم، لأنّ غياب أقطاب المعارضة سيضعف موقف نتنياهو وسيزيد الجهود المبذولة لمحاصرته سواء على الصعيد الدولي عبر الدعوات لمحاكمته عبر الجنائية الدولية أو الجهود التي يبذلها بايدن لإقصائه لحسابات انتخابية ولحسابات تتعلق في الانقسام بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي”.

وخلص عياد إلى أنّ “هذا يجعل المقاومة هي صاحبة اليد العليا والمبادرة في تحديد مستقبل هذه الحرب، ورسم شكل وهندسة هذه الحرب ومآلاتها النهائية بأيدي الفلسطينيين، لأن الانقسام داخل المؤسسات الأمريكية والإسرائيلية يشير إلى أنهم لا يملكون أي رؤية للحرب أو لما بعدها، الأمر الذي يملكه الفلسطينيون بكل وضوح”.