نداء الواجب نحو الوطن ونحو قناعاتنا يسمو فوق كل تردد وكل شك. نحن ورثة تاريخٍ يفوق ذواتنا، وحملة مستقبلٍ علينا أن نخطّه، حتى وإن ارتجفت أيدينا من وطأة المسؤولية.
كل عثرةٍ في درب الشرف تذكرنا بضعفنا البشري المؤلم، لكنها تذكرنا أيضاً بالقوة الكامنة في أعماقنا كجماعة. فضعف الفرد لا يمكن أن يخفت نور قضية عادلة. لسنا مجرد متفرجين، ولسنا تابعين؛ نحن قوة حية تصوغ المصير، موجة إرادات متحدة بشوقٍ لا يخبو لتحقيق العدالة والحق، وبشوقٍ لرؤية وطننا وقد عاد إليه نقاؤه. وطنٌ أنهكته أيادٍ ملوثة، لكنه يظل يستحق استعادة الجمال الذي سُلب منه.
وإن ضلّ البعض الطريق، أو انخدعوا بألحان زائفة، سنمضي نحن قُدُماً. سنسير بجراحٍ تحولت إلى أوسمة، وبأحلامٍ أصبحت بوصلة، وبشعلةٍ خالدة تتوهج في قلوبٍ لا تعرف سوى الحرية و العدالة، والمساواة.
سنحمل مشروعنا لا كعبءٍ يثقِل خطانا، بل كرايةٍ مرفوعة تعلن عزيمتنا. فالخيانات، مهما كانت موجعة، قد تكون ناراً تصهرنا وتجعلنا أصلب عوداً. والنار التي تحرقنا اليوم ستكون هي ذاتها التي تصقلنا لغدٍ أكثر إشراقاً.
لن يفلح أحد في هدم الصرح الذي شيدناه معاً. فالخيبات، مهما عظُمت، لا تلغي حقيقة أزلية: نحن صانعو مستقبل يتجاوز ضعفنا الفردي، وحملة وعدٍ يفوق طموحاتنا الشخصية.
لذا، حتى وإن اشتدت ظلمة الليل، وحتى إن انطفأت بعض النجوم، تظل السماء واسعة، مليئة بالإمكانات. تحت هذا الأفق الفسيح، سنمضي معاً، مرفوعي الرأس، محمولين بنورٍ داخلي لا ينطفئ أبداً: حبّنا الراسخ للوطن.
النانة بنت شيخنا محمد لقظف
---
العنوان الأصلي: لا ليل يدوم إلى الأبد