إعلان

تابعنا على فيسبوك

الفرق بين الشورى الإسلامية والديمقراطية الغربية!

سبت, 01/02/2025 - 19:53

الشورى بصفة عامة هي حق الأمة في المشاركة في صناعة القرار وإدارة الشأن العام وإذاكان الأمر كذالك فما هو الفرق بين الشورى! الإسلامية والديمقراطية الغربية ؟؟
للإجابة على هذا التساؤل.. اقول ان الفرق بينهما كبير فالديمقراطية الغربية نظام بشري يعود إلى عهد الإغريق اليونان وليس لها مصدراو مرجعية غير الواقع والشعب؟
فما اباحه البرلمان ولو كان الدم ولحم الخنزير والإجهاض فهو مباحا في العرف الديمقراطي والمنظومة الديمقراطية العلمانية او العالمانية، وغايتها هي الحياة الدنيا الفانية، ...

اما الشورى! الإسلامية فمصدرها الكتاب والسنة وهي حق الأمة في المشاركة في إدارة شؤونها في دائرة الحلال والحرام فالشورى! لا يمكن أن تحل حراما اوتحرم حلالا
بل تتبع ما جاء به النبي صل الله عليه وسلم،وهي مفيدة بالشريعة الإسلامية والضوابط الشرعية وغايتها دار الخلود،
عكسا للديمقراطية الغربيةالتي لا تتقيد بشيء  خارج التنظيم والتشريع،اي ما تقرره السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ؟

ومن الغربب ان يتعب العقل العربي الإسلامي نفسه في محاولة أسلمة الديمقراطية الغربية واعطائها الصبغة الإسلامية وهي فكرة بشرية ولدت ونمت وترعرعت في بيئة اغريقية وثنية ثم اعيدت قراءتها على يد فلاسفة المعقود الإجتماعية وكلهم ولد وعاش في بيئة غريبة محكومة بتراث غير إسلامي !!
دون ان يحاول هذا العقل الإسلامي ابداع الحلول السياسية والإقتصادية والإجتماعية من داخل المرجعية الإسلامية نفسها كان يبحث في جدوائية تعميم الشورى! وإلزاميتها من عدمها؟بدل الخروج من المرجعية الإسلامية كلها ومحاولة تدجين الديمقراطية الوثنية المصدروالعلمانية المنهج والممارسة والاهداف؟!!

يقول الإمام القرطبي نقلا عن المفسر الكبير ابن عطية،،! ( الشورى من قواعد الشريعة،وعزائم الأحكام، ومن لايستشيرأهل العلم والدين فقدوجب عزله، وهذا ممالا خلاف فيه ) انتهى،
وقد وردت الشورى في ثلاثة مواضع هي،،
1 في الأسرة ورعاية الأطفال،، قال تعالى،،( فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليها) فالشورى تنطلق من الأسرة كأول خلية في المجتمع حول فطام الطفل،،
2 النقطة الثانية في إدارة الشأن العام،،،قال تعالى في معرض الإمتنان ( فبمارحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفرلهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين،) فعل امر جازم،، للنبي صل الله عليه وسلم وهواولى بالمرمنين من انفسهم،،( وشاورهم في الأمر) 
وبعض النظر عن الأمر له هنا هل هو على سبيل الوجوب او على سبيل الندب وتطييب الخواطر فإن السنة الفعلية أثبتت تمسكه ص بالشورى! فقد نقل عن امنا عائشة رضي الله عنها قولها ...مارايت رجلا أكثر استشارة للرجال من رسول الله صلى الله عليه وسلم..!!!
وقد نزل عند آراء الصحابة في اكثر من موضع ومناسبة مثل تغيير موقع معركة بدر وحفر الخندق ووووو..
وقد أقر إيجار ام هانئ بنت ابي طالب وزينب بنت رسول الله،صل الله عليه وسلم لمشركين فلزم ذالك الدولة الإسلامية كلها ( وقال ...إنه يجير على المسلمين ادناهم) او كما قال،ص
 كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) المسلمون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم ادناهم وهم يد على من سواهم) او كما قال
وبذالك تم تفتيت المسؤولية في المجتمع الإسلامي كله من الإمامة الكبرى إلى البيوت إلى خدم المنازل، الجميع مسؤول في دائرة اختصاصه (الدين النصيحة) 
3 الشورى من صفات الأمة الإسلامية جمعاء وليست خاصة بنخبة اوصفوة اوطليعة؟.

قال تعالى...( فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وماعند الله خير وأبقى! للذين ءامنواوعلى ربهم يتوكلون، والذين يجتنبون كبائر الإثم، والفواحش، وإذاغضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم واقامواالصلاة وأمرهم شورى! بينهم،ومما رزقناهم ينفقون والذين إذاأصلبهم البغي هم ينتصرون وجزاؤ! سيئة سيئة مثلها،فمن عفا وأصلح فأجره على الله،إن الله لا يحب الظالمين.) فعل هذه الصلاة خاصة بما اصطلح عليه باهل الحل والعقد؟!!

وفي البعد الإقتصادي... المرتبط دائما بالبعد السياسي نظراللترابط العضوي بين الحرية السياسية والحرية الإقتصادية والإجتماع يقول الله تعالى،،( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفوكذالك يبين الله لكم الٱيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والٱخرة) والعفو عند جميع المفسرين هو ما فوق الحاجة ومازاد عن حاجتك!

وفي البعد الإجتماعي المرتبطةبدوره بالابعاد السياسية والإقتصادية يقول الله تعالى،،
( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكروانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم..)

وهنا تتاكد المساواة الحقيقة ويكون معيار التفاضل على أساس التقوى والعمل الصالح وليس العرق لأن الجميع يعود لاصل واحد،،

وبذالك يتضح للجميع أننا في غنى عن استيرد المناهج الغربية في السياسة والحكم والتشريع.

سيدي الخير ولد الناتي