إعلان

تابعنا على فيسبوك

الساحل السوري.. 1500 قتيل.. رائحة الموت تفوح من كل مكان

اثنين, 10/03/2025 - 13:39

رغم إعلان "وزارة الدفاع السورية" إنهاء ما وصفته بـ«العملية العسكرية» في الساحل السوري، دخل مسلحون مع قوات من الوزارة بلدة حريصون في ريف بانياس وأحرقوا المنازل وممتلكات المواطنين، كما تعرضت البلدة للقصف بأسلحة متنوعة، وفقاً لما ذكره «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

على إثره، ناشد سكان حريصون وفد الأمم المتحدة الذي وصل إلى بانياس ويجول في الساحل، التدخل العاجل.

كذلك، أكد «المرصد» تفاقم الأوضاع المعيشية في الساحل وجباله مع استمرار انقطاع المواد الغذائية والاحتياجات اليومية للعائلات منذ أيام.

وفي هذا السياق، وجّه السكان نداء استغاثة لتوفير الاحتياجات الرئيسية، في ظل انقطاع الكهرباء ومياه الشرب وتوقف بعض الأفران منذ 4 أيام في بعض المناطق، لا سيما أحياء في مدينة اللاذقية وجبلة، إضافة إلى مناطق واسعة في أرياف الساحل.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية، صباح اليوم، انتهاء المرحلة الثانية من «العملية العسكرية» في محافظتي اللاذقية وطرطوس، مع «تحقيق جميع الأهداف المحددة لهذه المرحلة». وقال المتحدث باسم الوزارة حسن عبد الغني إن الوحدات الأمنية تمكنت من «امتصاص هجمات فلول النظام البائد وضباطه، وحطمنا عنصر مفاجأتهم وتمكّنا من إبعادهم عن المراكز الحيوية، وأمّنا غالب الطرق العامة التي اتخذتها الفلول منطلقاً لاستهداف أهلنا المدنيين والأبرياء».

وإذ قرر الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، مساء أمس، تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري، أعرب عبد الغني عن إتاحة «الفرصة للجنة التحقيق لكشف ملابسات الأحداث والتأكد من الحقائق وإنصاف المظلومين».

رائحة الموت

ويعيش أبناء الساحل السوري ظروفاً لا إنسانية، في ظلّ انقطاع الكهرباء والمياه في اللاذقية وبانياس، وبدء نفاد المؤن و أمّا العائلات التي هربت إلى الجبال والبراري، فليس لديها طعام أو مياه، ولا سقف يقيها القصف المدفعي الذي بات هاجساً يضاف إلى خشية هؤلاء من وصول الفصائل المتشدّدة إليهم.

واستباحت الفصائل المسلحة قرى ريف بانياس والقدموس بعد انسحابها من بانياس. وأكّد مصدر محلي في قرية حمام واصل، لجريدة «الأخبار»، أن القرية أُحرقت ونُهبت بالكامل، فيما عدد الناجين منها يكاد يُعدّ على أصابع اليد. وأشار المصدر إلى أن الهجوم على القرية بدأ مع دخول أرتال من آليات عسكرية وسيارات بيك آب، بالتزامن مع إطلاق نار عشوائي من الرشاشات. وفي هذه الأثناء، بدأت بعض العائلات الفرار في اتّجاه الجبل، فيما من بقي قُتل داخل منزله، بحسب المصدر الذي رجّح أن تكون الفصائل قد أحرقت المنازل بعد قتل مَن فيها، كما فعلت بعدد من المنازل والمحالّ في مدينة بانياس.

وقالت سالي، وهي ناجية من المجازر، إن العناصر الذين اقتحموا منزلهم يتكلّمون لغة عربية فصيحة، ويبدو أنهم ليسوا سوريين، لافتةً إلى أن عناصر من الأمن العام السوري أخرجوهم من المكان الذي لجأوا إليه بعد اقتحام الفصائل المسلحة منزلهم. واستذكرت سالي، خلال حديثها إلى «الأخبار اللبنانية»، أول جملة قيلت لعائلتها لدى دخول المسلحين إلى المنزل: «بالذبح جيناكم». وتابعت: «سألوا العائلة بدايةً عن طائفتها، ثم عن وجود البنزين، والسبب، بحسب ما قال أحد العناصر، بلهجة غير سورية: كي نحرقكم». وبعد توسّل العائلة، اكتفى هؤلاء بسرقة سوار والدتها وبعض المال وقطع الأثاث من المنزل وهواتف محمولة، وغادروا وتوعّدوا بالعودة مساءً. وقالت: «نحن مدنيون عُزّل، لا سلاح لدينا ولسنا فلول النظام السابق، كل المجازر التي ارتُكبت هي بحقّ المدنيين».

واجتاحت سوريا مجاميع من العصابات الإرهابية المسلحة نهاية السنة الماضية؛ بدعم تركي وصهيوني؛ وأعلنت تنصيب زعيمها محمد الجولاني رئيسا للدولة السورية لمدة اربع سنوات؛ بعد حل الجيش والشرطة وحزب البعث العربي الاشتراكي